شهدت الساحتان الثقافية والفنية لعام 2017 العديد من الأحداث والنشاطات في مختلف مجالات الثقافة والفن، واستمرت العديد من التظاهرات الخاصة بالمسرح والسينما والغناء والموسيقى في طبعات جديدة رغم
التطبيق الصارم لسياسة التقشف وترشيد النفقات التي أدت إلى تقليص ميزانية كل المهرجانات والتظاهرات في مختلف مجالات الفن والثقافة.
كما شهدت سنة 2017 العديد من الأسماء في مختلف مجالات الفن والثقافة، وكذا رحيل العديد من الأسماء البارزة في مجال الفن والثقافة.
“الموعد اليومي” أرادت أن تبرز أهم الأحداث الثقافية والفنية التي ميزت سنة 2017 في هذا الموضوع.
وأهم حدث ثقافي ميز سنة 2017 إحياء مئوية ميلاد المفكر والمناضل والأديب مولود معمري، حيث برمجت العديد من النشاطات الأدبية والثقافية التي تحدثت عن أعمال معمري الأدبية والفكرية ومكانتها في الثقافة الجزائرية.
كما نظمت خلال هذه السنة أيضا العديد من المهرجانات الثقافية والفنية والمعارض الأدبية، ولعل أبرزها المهرجان الدولي للفيلم العربي في دورته العاشرة والذي شهد مشاركة 31 فيلما في مختلف الفئات (11 فيلما في فئة الأفلام الطويلة، و10 أفلام في فئة الأفلام القصيرة و10 أفلام في فئة الأفلام الوثائقية) من 13 دولة عربية، منها السودان، تونس، لبنان، المغرب، فلسطين والأردن… الخ، إلى جانب تكريم عدة وجوه رائدة في مجال السينما من الجزائر وعدة دول عربية وأيضا تنظيم عدة ندوات متخصصة ناقشت مواضيع السينما.
كما نظم القائمون على مهرجان تيمقاد الدولي الطبعة الـ39 منه خلال 2017 والتي عرفت مشاركة مميزة لأبرز الأسماء الغنائية الجزائرية المؤدية لمختلف الطبوع الغنائية، وأيضا الحضور المميز لملك الراي الشاب خالد وأمير الراي الشاب مامي إلى جانب عدة فنانين عرب وأجانب.
وتميزت الطبعة الثالثة عشرة من مهرجان جميلة العربي أيضا بحضور عدة فنانين عرب منهم صابر الرباعي، نجوى كرم، وائل جسار والنجم الفلسطيني محمد عساف.
كما احتضن قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة “الصافكس” خلال 2017 الدورة الـ22 من المعرض الدولي للكتاب التي حملت شعار “الكتاب كنز لا يفنى” ومشاركة 300 دور جزائرية وأكثر من 50 دور نشر عربية وأجنبية.
وكانت دولة جنوب إفريقيا ضيف شرف هذه الدورة، إلى جانب تنظيم عدة ندوات أدبية نشطها أدباء وروائيون عرب وجزائريون، إلى جانب تنظيم عدة لقاءات بين الكاتب وقرائه عن طريق عملية “البيع بالتوقيع والإهداء” خاصة مع الأسماء الكبيرة أمثال أحلام مستغانمي، ربيعة جلطي، لحبيب السايح، واسيني الأعرج وأمين الزاوي وآخرين.
كما استمر خلال العام 2017 تنظيم عدة مهرجانات في مختلف مجالات الفن والثقافة في دورات جديدة منها عودة المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بمحافظة جديدة، المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الثانية عشرة”، المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، المهرجان الدولي للرقص المعاصر، مهرجان الشريط المرسوم والمهرجان الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم)، وأيضا الصالون الوطني للإبداع في دورته الثالثة الذي تنظمه “أوندا”.
وقد استضافت دورة هذا العام نجم الأغنية القبائلية إيدير الذي سيحيي في 04 و05 جانفي القادم حفلا فنيا كبيرا يجمعه بجمهوره بعد غيابة عن إحياء الحفلات الفنية في الجزائر منذ أكثر من 38 سنة.
وقد أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في تقييمه للمشهد الثقافي لعام 2017، أن إدارته الوزارية نجحت في تجسيد البرنامج الثقافي المسطر لعام 2017 خاصة المهرجانات رغم تقليص ميزانية هذه الأخيرة مقارنة بالعام الماضي، مؤكدا في ذات السياق أن تخفيض الميزانية المخصصة لكل المهرجانات التي شهدتها سنة 2017 لم يؤثر على نجاحها وتجسيد برامجها.
تكريمات بالجملة
توجت العديد من الأسماء الفنية والأدبية والثقافية خلال سنة 2017 نظير نجاحها في أداء مهمتها في المجال الفني والثقافي المنتمية إليه، ولعل أبرز المتوجين خلال عام 2017 نذكر الممثلة فيزية توقرتي التي توجت بلقب أحسن ممثلة لهذا العام بعد أدائها البارع في مسلسل “الخاوة” الذي حقق نسبة مشاهدة عالية، إلى جانب حصول الممثل حسان كشاش على لقب أحسن ممثل لعام 2017، كما فاز ثلاثة كتاب وروائيين جزائريين بجائزة الرواية العربية لكتارا لهذه السنة وهم على التوالي الكاتب والصحفي سعيد خطيبي عن روايتة “أربعون عاما في انتظار ازابيل”، والروائي عبد الوهاب عيساوي عن روايته “سفر الأعمال المنسية”، وتحصل الأديب والأكاديمي بشير ضيف الله على الجائزة في دراسة نقد الرواية بـ “دراسات في الرواية العربية”.
وفي الطبعة الثالثة من جائزة آسيا جبار للرواية لعام 2017 حاز في فئة الرواية المكتوبة بالعربية الروائي مرزاق بقطاش على الجائزة الأولى عن روايته “المطر يكتب سيرته”، وفي فئة الرواية المكتوبة بالأمازيغية حاز عليها الروائي مصطفى زعروري عن روايته “هذا أملي” والراحل نور الدين سعدي حاز على المرتبة الأولى في فئة الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية عن روايته “شارع الهاوية”.
كما كرمت العديد من الوجوه الفنية والثقافية خلال 2017 وفي مختلف المناسبات.
أسماء بارزة انطفأت
بحسرة وألم ودعت الساحة الفنية والثقافية خلال هذا العام العديد من الأسماء البارزة في مختلف مجالات الفن والثقافة، حيث غيب الموت خلال 2017 عملاق الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري وبطل سلسلة “أعصاب وأوتار” الفنان رشيد زيغمي بعد صراع طويل مع المرض، وأيضا رحل للأبد المغني هواري عوينات، وانتقل إلى جوار ربه أيضا الفنان الفكاهي وأحد أعضاء فرقة جبهة التحرير الوطني الفنية جعفر باك وصاحب أول كاميرا خفية قدمها التلفزيون الجزائري رحل أيضا خلال هذا العام وهو المخرج الحاج رحيم، كما غيب الموت الممثل والمخرج ياسين بن جملين، وعن عمر ناهز الـ84 سنة رحل الشاعر أحمد سعيد وانتقل الى جوار ربه عازف الكمان في أوركسترا اوبيرا الجزائر علي روبحي، وغادر الساحة الفنية خلال 2017 المخرج السنيمائي الكبير يوسف بوشوشي وأيضا المخرج محمود زموري، كما اختطف الموت خلال هذه السنة العديد من الفنانين التشكيليين منهم الفنان التشكيلي صالح حيون وشكري مسلي وأيضا النحات بلقاسم بوفرساوي، وآخر الراحلين عن الساحة الأدبية المتوج بجائزة آسيا جبار للرواية في طبعتها لهذا العام عن فئة الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية الروائي نور الدين سعدي.