الحوادث المنزلية.. خطر يهدد الأبناء ويؤرق الآباء

الحوادث المنزلية.. خطر يهدد الأبناء ويؤرق الآباء

تشير الأرقام المسجلة إلى إصابة العشرات من الأطفال دون الخامسة يوميا على مستوى المصالح والمراكز المتخصصة في مجال مختلف الإصابات الناجمة عن الحوادث المنزلية، وتكون نتيجتها في بعض الأحيان حدوث وفيات وعاهات يكون ضحيتها في أغلب الأحيان أطفال صغار السن ممن يتعرضون للحروق ولحوادث أخرى.

تفيد الدراسات الحديثة أن الأطفال الذكور هم الأكثر عرضة للحوادث المنزلية بنسبة ضعف عدد الإناث، نتيجة تكوينهم الفسيولوجي وحركتهم أكثر من الإناث، وما يقرب من نسبة 88% من حوادث إصابة الأطفال تكون في المنزل، حتى سن الخامسة ومعظمها تلك التي تقع لهؤلاء الصغار الناتجة عن التعرض للحروق وتصل نسبة هذه الإصابات إلى 62% من إجمالي حوادث المنزل، ثم تليها إصابات التسمم بنسبة 33%، نتيجة تناول بعض الأدوية، أو تناول أي منتج يحتوي على مواد سامة وهي كثيرة في المنزل.

ثم تأتي حوادث السقوط بعد ذلك نتيجة الحركة المستمرة للصغير وتليها إصابات الاختناق المختلفة ويأتي الغرق بعد ذلك، كما أن العامل الأساسي في الإصابة بهذه الأضرار هو الإهمال من جانب الأم خاصة، حيث يحتل الإهمال نسبة 85% من إجمالي المسببات، حتى ولو كان إهمالا بسيطا، أو إهمالا لمدة لحظات قليلة يغيب فيها الصغير عن أعين الأم كفيل بأن يسبب إصابته بأضرار بالغة، يمكن أن تحدث له عاهة أو إعاقة طوال حياته.

 

ضعف خبرة الأم وإهمالها… المتهم الأول

توجه أصابع الاتهام وراء كل حادث إلى الأم باعتبارها المسؤولة عن حماية الطفل من حوادث المنزل، ليشكل نقص خبرتها مع عدم اتباعها للطرق والأساليب السليمة للحماية، السبب الكبير والمباشر في وقوع الكثير من الحوادث المنزلية.

 

الحروق على رأس قائمة الإصابات

تعد الحروق بأنواعها من أكثر الحوادث إصابة للأطفال، ويصاب الطفل بالحروق نتيجة إصراره مثلاً على حمل كوب الشاي الساخن، ثم ينسكب عليه أو أي مشروب آخر ومن الممكن أن يقع عليه بعض الماء المغلي نتيجة اللهو أمام الفرن، وكذلك يمكن أن تقع عليه بعض القطرات من الزيت المغلى أو بعض القهوة، وفي بعض الحالات قد يتعرض الصغير للحروق مباشرة بوضع يديه على النار أو الإمساك ببعض الأواني الساخنة، أو الإمساك بالمكواة وهي ساخنة، أو اللعب بأعواد الكبريت.

ولحماية الأطفال من حوادث الحروق يجب أولاً منعهم من دخول المطبخ أثناء الطهي وقلي الطعام أو على الأقل عدم الاقتراب من الفرن، فالمطبخ من أكثر الأماكن التي يصابون فيها، وعدم ترك أكواب الشاي وفناجين القهوة في متناول أيديهم أو في مكان يسهل وصولهم إليها، كما يجب وضع المواد الحارقة والمشروبات الحارة والمواد الكيميائية في مكان بعيد عنهم وآمن، لضمان عدم الوصول إليها.

 

التسمم.. المرتبة الثانية لحوادث الأطفال

تحتل حوادث التسمم المرتبة الثانية لإصابات الأطفال في المنازل، نتيجة إهمال الأم وتركها للكثير من سوائل المنظفات والصابون السائل، وبعض المبيدات الحشرية ومواد تنظيف الأثاث وتلميع الزجاج، وغالباً ما يبحث الطفل عن هذه الزجاجات المملوءة بهذه السوائل، وفي أثناء اللعب يضع بعض هذه المواد في فمه. كما يمكن للطفل أن يحاول تقليد الأم في تناول الأدوية، وتناول جرعات منها، وفي هذه الحالة يمكن أن يصاب بالتسمم والضرر البالغ، ويمكن أن يكون التسمم بسبب تناول بعض الأطعمة الجاهزة سيئة الصنع، كما يمكن أن يكون بسبب الطعام الفاسد نتيجة انتهاء فترة الصلاحية أو سوء التخزين، أو شراء أطعمة من أماكن غير موثوق بها.

يجب على الأم في هذه الحالة عدم تناول الدواء أو الأقراص أمام الأطفال، لأنهم يسجلون ذلك في عقولهم ومع أول فرصة سانحة لهم يمسكون بالدواء ويتناولونه، كما يجب وضع الأدوية في مكان بعيد عنهم، وعدم تقديمه لهم على أنه طعام أو شراب لذيذ يمكن تناوله في أي وقت، وغلق زجاجات الأدوية جيداً.

أما بالنسبة لسوائل التنظيف المختلفة فيجب وضعها في مكان مخصّص بحيث تكون بعيدة عن متناول الأطفال، إضافة إلى عدم وضع المواد الكيماوية بالقرب من أماكن تخزين الأطعمة مع عدم رش غرفهم بالمبيدات أثناء تواجدهم، وكذلك عدم دخولهم للغرف التي تحتوي على رش المبيدات سواء على هيئة غازات أو في صورة مسحوق على جوانب الغرف.

 

الكهرباء والاختناق.. عنوانان آخران للحوادث

يقوم كل الأطفال تقريبا بمحاولة وضع أصابعهم في مداخل الكهرباء، لذلك يجب وضع سدادات في هذه المداخل وهي تباع ومتوفرة في متاجر الأدوات الكهربائية، ومن الضروري عدم وجود أسلاك كهربائية مكشوفة مع عدم ترك الأطفال يعبثون بالأجهزة والأسلاك.

ينصح المختصون الأم بعدم ترك الأشياء الصغيرة قريبة من الأطفال، مثل قطع النقود المعدنية الصغيرة، كما يمكن للصغير بلع بعض قطع الألعاب المكسورة أو المسامير التي تخرج منها، وكذلك حبات الخرز والعلكة والمكسرات المتنوعة مثل الفستق واللوز، وتتمثل حالات الاختناق أيضاً في ترك الأكياس البلاستيكية الفارغة أمام الطفل الذي يدخلها في رأسه، وتسبب له حالة من الاختناق إذا لم يخرج رأسه منها في الوقت المناسب، أو إذا لم يستطع إخراجها ولم ينتبه إليه أحد من أهل البيت.

 

السقوط أكثر الحالات شيوعا

تعد حالات سقوط الأطفال من الإصابات المنزلية الشائعة، فالطفل فور قدرته على المشي يتعرض لحالات السقوط الكثيرة، سواء أثناء تعلمه المشي، أو نتيجة الصعود على الأثاث وقبل ذلك يمكن أن يسقط الطفل في سن صغيرة، وهو يحبو من أعلى السرير، إذا استيقظ ولم يجد أمه، ويمكن اتخاذ بعض طرق السلامة لمنع حوادث السقوط منها: اختيار سرير يكون بحواجز على الجانبين أو حواف خشبية عالية لا يستطيع الطفل تخطيها، أو وضع بعض الحواجز، مثل: الوسائد بجانبه حتى لا يقدر على تجاوزها، ولا يفضل ترك الطفل على المشاية دون متابعة مستمرة، ولا يترك بجانب سلالم البيت، وهناك حالات السقوط الأخطر وهي التي تكون من الأسطح والأماكن العالية أو من الشرفات، لذلك لابد من الحيطة والحذر، فيجب عدم تركه وحده في شرفة المنزل، وإبعاد كل الكراسي أو الأشياء التي يمكن له أن يصعد عليها بالقرب من الشرفة، والتأكد من إغلاق النافذة والأبواب التي يمكن أن تكون مصدر خطر، ويمكن تركيب حواجز صناعية على النوافذ المفتوحة، التي تعوق سقوطه في حالة تركها مفتوحة، ويمكن وضع حواجز أو إغلاق الأماكن التي بها نوافذ غير آمنة.

ل. ب