الحياء مفتاح لكل عبادة وسبب لكل معاملة طيبة وخلق حسن، ويؤيد هذا المعنى أن النبي عندما حث على شعب الإيمان، خصَّ منها الحياء بالذكر، وفيه دليل على أن الحياء مدخل صدق إلى أبواب الخيرات كلها في الدنيا والدين والآخرة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: “الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ” متفق عليه. وعن عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ وَهْوَ يُعَاتَبُ فِي الْحَيَاءِ؛ يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ” متفق عليه. ومن ثمرات الحياء:
– مانع قوي من فعل القبائح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت” رواه البخاري. فالحياء يمنع الإنسان من فعل القبائح والآثام، ويقوده إلى المكارم والفضائل، أما من عُدِمَ الحياء فلا يردعه رادع عن اقتراف المعاصي وارتكاب الرذائل.
– سبب لمحبة الخلق: مَنْ عَظُمَ حياؤه كَثُرَ محبُّوه، وقلَّ أعداؤه، أمَّا مَنْ قلَّ حياؤه، فسيقلُّ محبُّوه، ويكثر أعداؤه.
ومن علامات الحياء:
– الحشمة: قال تعالى ” فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ” القصص: 25.
– حفظ اللسان وتنزيهه عن ما يخدش الحياء: وهكذا يُبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الفُحشَ والحياء لا يجتمعان؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما كان الفُحْش في شيء إلَّا شانه، وما كان الحَيَاء في شيء إلَّا زَانَهُ” سنن الترمذي.
– العفة عن سؤال الناس: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَيْسَ الْمِسْكِينُ الذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةَ وَالْأُكْلَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى وَيَسْتَحْيِي أَوْ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا” رواه البخاري.
موقع إسلام أون لاين