رغم الأوضاع غير المستقرة، يستكمل عدد من المخرجين السوريين تصوير مسلسلاتهم الخاصة بالموسم الرمضاني، وسط تكتم شركات الإنتاج.
في هذا السياق، بدأت منصة شاهد السعودية الترويج لأعمال درامية حصلت على حقوق بثها، مستخدمةً مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عنها. في المقابل، تنشط بعض الصفحات الفنية في نشر تفاصيل القصص وأدوار الممثلين.
في حين تلتزم شركات الإنتاج في سورية وخارجها الصمت، تشير المعلومات إلى أن عدد المسلسلات المشتركة هذا الموسم أقل مقارنةً بالسنوات الماضية. يبدو أن التغيّرات السياسية انعكست مباشرةً على حجم الإنتاج الدرامي، إذ يسود الترقب بانتظار ما يحمله مستقبل الفن في سورية، وسط تساؤلات عن إمكانية استمرار الإنتاج في ظل الظروف الحالية.
أما في بيروت، فالوضع ليس بأفضل حال. تشهد الساحة الدرامية سباقاً بين شركتي “إيغل فيلمز” و”صبّاح إخوان”، اللتين تتنافسان على حصة الموسم الرمضاني، بالتنسيق الكامل مع الفضائيات السعودية التي اشترت هذه الأعمال لعرضها.
في هذا الإطار، تقدم الكاتبة نادين جابر مسلسلها الجديد “بالدم”، وهو من إنتاج “إيغل فيلمز”، بدعم ماغي بو غصن التي ترى أن جابر قدّمت لها أعمالاً ناجحة في الدراما العربية المشتركة، مثل “للموت” على مدار ثلاثة مواسم، ثم “ع أمل”. لكن هذه المرة، تصرّ بو غصن على إشراك عدد كبير من الممثلين اللبنانيين حتى بأدوار بسيطة، تكريماً لهم، وترسيخاً لحضور الدراما اللبنانية بعيداً عن الاستعانة بممثلين سوريين. هذه الخطوة تثير التساؤلات حول إمكانية نجاح إنتاجات لبنانية بحتة، في ظل الانتقادات التي تطال هذه الاستراتيجية.
من جهتها، تواصل شركة “سيدرز آرت برودكشن” تصوير مسلسل “نفس”، من تأليف إيمان السعيد وإخراج إيلي السمعان. ويبدو أن الشركة اختارت أحد مخرجي الصف الثاني، واضعةً نفسها أمام تحدٍّ صعب، خاصةً مع بطلي العمل، عابد فهد ودانييلا رحمة. المعلومات تشير إلى ضعف القصة مقارنةً بالتوقعات، فيما يحاول فريق العمل إنهاء التصوير بسرعة، بسبب الأوضاع المتوترة في لبنان والمنطقة عموماً. واللافت أن هذا العمل يجمع دانييلا رحمة للمرة الأولى مع عابد فهد، بعد سنوات من تعاونها الحصري مع “إيغل فيلمز”، وسط حديث عن إقصائها من الشركة عقب إلغاء مشروع كان يفترض أن يجمعها بالممثل قصي خولي.
على صعيد آخر، تغيب سيرين عبد النور عن السباق الرمضاني، استمراراً للحظر غير المعلن الذي تفرضه شركتا “صبّاح إخوان” و”إيغل فيلمز” عليها منذ سنوات. وتتخلف نادين نسيب نجيم عن الموسم، مبررةً ذلك بانشغالها بالترويج لمستحضرات التجميل التي تحمل اسمها. في المقابل، تعاني ورد الخال من تداعيات المحسوبيات داخل شركات الإنتاج، التي يُفترض أن تلتزم الحياد في التعامل مع الممثلين اللبنانيين والعرب. وإلى جانب هؤلاء، يغيب عدد من الممثلين السوريين واللبنانيين عن المشهد، في ظل تعثر الإنتاجات الدرامية في دمشق، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه الصناعة في المنطقة.
ق\ث