الإهداء: إلى كل قلم أشرقت به الأنوار..
إنها الإشراقة الدائمة التي تنحت تضاريس جدتي..
وجهها الساحر بكل آثار الألفة والحياء..
بكل آثار السخاء والكبرياء.. ترقص معالمها فرحا بسعادتي..
حذار.. يا ابنتي فالدموع الباردة لها موقعها في القلوب..
حذار.. فالدموع الباردة تجر دموعا ساخنة.. ساعتها لن يقدر أحد على إيقافك عن البكاء..
هكذا علمتني الحياة.. فجذورها ترتسم بذاتي.. مع كل قطرة مطر .. ولفحة شمس.. ونغمة حزين يبحث عن الفرح… هكذا قالت..
بقيت في مكاني أرقب ستار النافذة.. وهو يتماوج بين نسمات الريح الخفيفة..
أنظر في مرآتي.. أجدني أطير حبا وأملا..
فقد مدتني بقوة التفكير.. بعد أن ارتشفت كل نظرة من عينيها..
لقد مدتني بأشياء من الحلم البعيد.. الذي لن ينفجر ولن ينصهر..
ويبقى يلازمني طيلة إحساسي بأنوثتي..
الدموع الباردة لن تحتلني بعد الآن.. فهي شبيهة بموجات عطر قوية..
تنتابني وتزول من جسدي كلما احتضنت الماء..
حكمة جدتي جعلتني أسترد كل لحظات السعادة.. كي أنشرها
وأحملها بقبضة يد.. وأضمها إلى صدري.. لا بد من سعادة تغير مجرى حياتي.. لا بد من لحظة فرح..
هذا دفتري.. المدينة التي أحتفل بذكراها.. وأرسم على لوحتها الخالدة كل الملامح..
يبحثون عني دوما في كل مكان.. في الأزقة الضيقة.. فوق الرمال.. تحت السماء الممطرة..
تراهم يدركون مكاني المفضل.. تراهم يقلبون في صفحات دفتري..
فيجدون أنفسهم وأحلامهم.. وأنا أنقر زجاج النوافذ كي ألفت الانتباه..
أنا هنا وهناك خلف الأبواب.. أمامكم أحتضن القمر..
أشعل شمعتي لأرسل الضياء..
أنا طفلتكم المتمردة.. أبعثر أوراقي.. وألاعب كل الدمى.. في أعياد ميلادي..
هذه ستائر غرفتي تداعب الذكريات.. بألوان الشتاء والصقيع..
فتغدو وتشدو.. وتنتحر الدموع.. حين يأتي الربيع….
بقلم إيمان رسلان\ باتنة