الخميس , 28 سبتمبر 2023
elmaouid

الرياضة العالمية في 2017… فضائح ومنشطات وفساد

فساد ومنشطات ومداهمات بوليسية وتحقيقات قضائية ونجوم كبار في بؤرة الاتهام، هذا كان حال الرياضة العالمية في 2017، العام الذي خسرت خلاله المزيد من مصداقيتها المتضررة بالأساس.

 

ولم يكن العام الجاري بالسهل ولا البسيط بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” واللجنة الأولمبية الدولية، المؤسستين الأكبر في الرياضة العالمية.

ولم يتمكن “الفيفا” في هذا العام من التخلص بعد من أثار فضيحته الشهيرة “فيفا جيتس”، التي هزت أركانه قبل عامين، فيما عصفت الانتقادات بالأحداث الرياضية، التي تنظمها اللجنة الأولمبية الدولية؛ وخاصة الدورتين الأولمبيتين الأخيرتين.

 

ريو دي جانيرو.. انتقادات واسعة

 

وتعرض اختيار مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لتنظيم أولمبياد 2016 لانتقادات واسعة؛ بسبب وجود مزاعم شراء أصوات لصالح المدينة، خلال عملية التصويت على ملفات المدن المرشحة لاستضافة هذا الحدث، هذا بالإضافة إلى الجدل الكبير الذي أثارته أولمبياد سوتشي الشتوية 2014 على خلفية ارتباطها بفضيحة المنشطات في الرياضة الروسية.

وها هي المنشطات عادت مرة أخرى لتلقي بظلالها على الإنجازات الرياضية، وتشير بأصابع الاتهام إلى رياضيين من العيار الثقيل، فقد أصبحت قضية روسيا ولجنتها الأولمبية، التي عوقبت مؤخرًا بالإيقاف والحرمان من المشاركة في أولمبياد بيونتشانغ الشتوية المقبلة، بالإضافة إلى معاقبة العشرات من الرياضيين الروس بالإيقاف مدى الحياة، في بؤرة الجدل في الآونة الأخيرة؛ ولكنها ليست الوحيدة في هذا الصدد.

وطالت فضائح المنشطات خلال 2017 أيضًا كلًا من الدراج البريطاني كريس فروم، والعداء الأمريكي جاستين جاتلين، اللذين باتا مطالبين بتقديم تفسيرات لموقفهما في هذه القضية.

وسقط فروم، بطل سباق فرنسا “تور دو فرانس” أربع مرات في اختبار للكشف عن المنشطات في سباق إسبانيا – لا فويلتاس الأخير؛ ولكن لم تصدر بحقه عقوبة بعد من قبل الاتحاد الدولي للدراجات.

أما بالنسبة لجاتلين، فقد وضعه في دائرة الاتهام مدربه دينس ميتشيل، الذي توقف عن العمل معه بعد أن صرح بأن الرياضيين يمكنهم أن يتناولوا المنشطات دون أن يكشف أمرهم.

وكان الاتحاد الدولي لألعاب القوى، برئاسة البريطاني سيباستيان كو، أقر العديد من الإصلاحات من أجل إرساء مبدأ الشفافية داخل هذه المؤسسة بعد حقبة الرئيس السابق السنغالي لامين دياك، الذي يخضع للإقامة الجبرية في العاصمة الفرنسية باريس، بيد أن نجله بابا ماساتا دياك لا يزال هاربًا رغم وجود قرار دولي باعتقاله.

ويعتبر كل من دياك ونجله الشريكين الرئيسيين في جميع عمليات الفساد التي أضرت بسمعة اللجنة الأولمبية الدولية في الفترة الأخيرة.

وكشفت التحقيقات حول قضايا الفساد في اللجنة الأولمبية الدولية عن وجود تحويل مالي بقيمة مليوني دولار، قامت به شركة تابعة لرجل الأعمال البرازيلي آرثر سيزار بطلب من رئيس اللجنة الأولمبية البرازيلية السابق كارلوس نوزمان لصالح بابا ماساتا دياك قبل ثلاثة أيام من التصويت على ملفات استضافة أولمبياد 2016 في الثاني من أكتوبر 2009 في كوبنهاغن.

يذكر أن لامين دياك في ذلك الوقت كان عضوًا في اللجنة الأولمبية الدولية.

وبمناسبة هذه القضية ألقي القبض على نوزمان، الرئيس التاريخي للجنة الأولمبية البرازيلية ورئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد ريو 2016، كما عوقب بالإيقاف أيضًا في إطار نفس القضية الناميبي فرانك فريدريكس عضو اللجنة الأولمبية في ناميبيا.

 

تحقيقات مثيرة

 

ولم يكن التصويت لصالح ريو 2016 هو وحده المثير للشبهات، حيث تعكف النيابة العامة في فرنسا منذ بضعة أشهر على التحقيق في وجود تحويلات مالية مريبة ومثيرة للشك تمت قبل اختيار العاصمة اليابانية طوكيو لتنظيم أولمبياد 2020 خلال جلسة تصويتية عقدت في 2013 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.

وعلى الجانب الآخر، لم يحظ “الفيفا” أيضًا بعام هادئ، فعقب الفضيحة المدوية التي هزت أركانه في 2015 تتابعت التحقيقات دون توقف في هذا الصدد، وشهد العام الحالي صدور أولى الأحكام القضائية.

وصدر أول هذه الأحكام بمدينة نيويورك الأمريكية بإدانة البارغواياني خوان أنخيل نانوت، الرئيس السابق لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كونميبولس” وخوسيه ماريا مارين، الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي للعبة.

وفي إسبانيا، ألقي القبض هذا العام على الرئيس التاريخي للاتحاد الإسباني لكرة القدم، ماريا بيار، الذي عوقب بالإيقاف في بادئ الأمر قبل أن يتم عزله تمامًا عن منصبه.

وتم القبض على بيار ونجله جوركا في إطار عملية مكافحة الفساد، التي تقودها الشرطة الإسبانية، إلا أنهما خرجا من محبسيهما بعد أن قاما بدفع كفالة مالية.

وتوترت العلاقات بين “الفيفا” والحكومة الروسية في 2017؛ بعد أن امتدت فضيحة المنشطات المدعومة حكوميًا في الرياضة الروسية إلى كرة القدم، ووضعت منتخب روسيا الأول لكرة القدم، الذي شارك في مونديال 2014 بالبرازيل في بؤرة الاتهام.

ولم يفلح دعم “الفيفا” للرجل القوي في الرياضة الروسية، فيتالي موتكو، نائب رئيس الوزراء الروسي ورئيس اتحاد الكرة في بلاده ورئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2018، في تحسين صورته بعد أن أكدت بعض من الصحف العالمية اقتراب رحيل المسؤول الروسي عن مناصبه الرياضية؛ بسبب فضائح المنشطات التي وصلت إلى كرة القدم.

وشهد العام 2017 أيضًا رحيل الشيخ أحمد الفهد الصباح، وسط ادعاءات بتورطه في فضيحة فساد “الفيفا”، عن مناصبه سواء في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أو “الفيفا”؛ ولكنه احتفظ بمنصبيه في المجلس الأولمبي الآسيوي واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية “أنوكس”، بيد أن نفوذه في الوسط الأولمبي تراجع إلى أقصى درجاته.

وقال إنفانتينو: “هناك خط واضح بين الماضي والحاضر والمستقبل”.

وعلى هذا المعنى أكد توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية؛ ولكن شاءا أم أبيا عادت الشكوك والشبهات لتحوم بقوة حول المؤسستين اللتين يترأسها كل منهما وحول الرياضة العالمية بشكل عام.

 

ريال مدريد… ملك بامتياز

 

بعد فوزه ببطولات الدوري الإسباني لكرة القدم “الليغا” ودوري الأبطال والسوبر الأوروبي والإسباني وأخيرا مونديال العالم للأندية، اختتم نادي ريال مدريد الإسباني عام 2017 في أبو ظبي بالطريقة الأمثل، حيث لم يسقط من جعبته في هذا العام سوى كأس ملك إسبانيا.. وقالت صحيفة “ماركا” الإسبانية في عنوانها الرئيسي: “هذا العالم أصبح صغيرا بالنسبة له”، فيما أضافت صحيفة “البايس”، قائلة: “الفوز ثم الفوز ثم الفوز، ريال مدريد لا يتوقف”. واقترب ريال مدريد هذا العام من إنجاز برشلونة بقيادة المدرب بيب غوارديولا في 2009 عندما أصبح الفريق الوحيد الذي يفوز بستة ألقاب في عام واحد. وكان بايرن ميونخ قد فاز بخمسة ألقاب أيضا في عام 2013، حيث لم يفلت منه سوى بطولة كأس سوبر ألمانيا.. ويعود الجانب الأكبر من الفضل في هذا الإنجاز إلى سياسة التناوب بين اللاعبين التي طبقها زيدان. ورغم أنه كان يحتفظ في رأسه بشكل واضح بالتشكيلة الأساسية، نجح المدرب الفرنسي في الوصول إلى المرحلة الحاسمة من عمر الموسم مع وجود 20 لاعبا في حالة بدنية وفنية مثالية. ورغم البداية الباهتة للفريق هذا الموسم وتأخره بثماني نقاط في الليغا عن برشلونة المتصدر، وحلوله في المركز الثاني في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا ليضع نفسه في مهمة انتحارية أمام باريس سان جيرمان في دور الستة عشر، نجح ريال مدريد في التتويج بلقب مونديال الأندية يوم السبت الماضي. وبعد أن عانى كثيرا أمام الجزيرة الإماراتي في الدور قبل النهائي وفاز عليه بصعوبة بالغة 2 / 1، تغلب ريال مدريد في المباراة النهائية 1 /0 على غريميو البرازيلي بهدف سجله رونالدو من ركلة حرة مباشرة. وعلى صعيد الجوائز الفردية تسيد ريال مدريد أيضا هذا المضمار، وحصد لاعبه كريستيانو رونالدو جائزة “الأفضل” للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” مرتين هذا العام في أكتوبر. كما اختير زيدان كأفضل مدرب في العالم، وضمت قائمة اللاعبين الـ 11 الأفضل عالميا خمسة لاعبين من صفوف ريال مدريد: كريستيانو رونالدو وسيرخيو راموس ومارسيلو ولوكا مودريتش وتوني كروس. وبالإضافة إلى هذا، حصل رونالدو هذا العام أيضا على جائزة “الكرة الذهبية” لمجلة “فرانس فوتبول”.