السكينة والاطمئنان في آيات القرآن

السكينة والاطمئنان في آيات القرآن

إن الحزن والقلق يعرَضانِ لعامة الناس، وقد يعرضان لخواصِّ الناس ولو كان من أولياء الله الصالحين، ولا يُذهِبُ القلق والخوف إلا الإيمان بالله وعدم اليأس والقنوط، فمتى كان الإنسان واثقًا بالله مطمئنًا، فإن الله يُنزِل عليه السكينة، فالسكينة رحمة من الله جل وعلا تحمل الراحة والاطمئنان، وهي ريح هفافة تبرُدُ على القلب وتريحه، وهي رحمة من الله، فيعرف المؤمن أن ما حلَّ به بأمر الله وإذنه؛ فتسكن نفسه وترتاح وتطمئن. والسكينة هي سبب لسكون القلب بعد اضطرابه، وراحته بعد حزنه، واطمئنانه بعد توتره، فإذا نزلت السكينة على القلب، صار مرتاحًا ووعى الأمور واستوعبها. وقد وردت السكينة في القرآن في عدة مواضع ومواقف؛ ومن هذه المواقف التي وردت فيها السكينة رحلةُ الهجرة، حين يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الغار ويختبئان فيه، وقريش تطلبه وترصد الجوائز للظَّفَرِ به وقتله، ويلحق بهما المشركون ويصعدون الجبل، حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ” يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه، أبصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما؟”؛ وقال تعالى: ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” التوبة: 40، إنها السكينة ينزلها الله، وهي من تمام نعمة الله على العبد في أوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش فيها الأفئدة، سكينة حسب معرفة العبد بربه وثقته بوعده الصادق، وبحسب إيمانه وقربه من ربه.

 

موقع إسلام أون لاين