جمع بين الثقافة والرياضة

الشهيد إمام إلياس.. منفذ كبرى الهجومات على ثكنات الاحتلال

الشهيد إمام إلياس.. منفذ كبرى الهجومات على ثكنات الاحتلال

هو الشهيد “إمام إلياس” المدعو سي جمال ولد بتاريخ 27 أكتوبر 1937، من عائلة بسيطة الحال، عاشت وعرفت كل أنواع الفقر

والحرمان تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم، ورغم قساوة الظروف الاجتماعية التي لم تثن من عزيمته الصلبة، فقد استطاع تجاوزها من خلال إصراره على إكمال مسيرته الدراسية حتى بلغ المرحلة الثانوية، حيث عُرف بتفوقه الدراسي.

كما كانت للشهيد مهارات وقدرات وميول رياضية خارقة مكنته وبنجاح من التفوق في رياضة ألعاب القوى، حتى أصبح ممتلكا لعدة ألقاب رياضية، وشارك في عدة بطولات من أهمها:

بطولة إفريقيا الشمالية عام 1952 بمدينة سيدي بلعباس واعتلائه عرش البطولة؛ نال وسام البطولة سنة 1953 التي جرت فعالياتها بمدينة البليدة .

وأمام بزوغ نجم الشهيد واحتلاله للمراتب المشرفة، فقد تم استدعاؤه رفقة أحد الرياضيات الجزائريات “سليمة صحراوي” سنة 1955 من قبل مدرب الفريق الفرنسي ميشال ماكي، للانضمام إلى المجموعة الفرنسية المختارة للمشاركة في الألعاب الأولمبية سنة 1956 التي أقيمت بمدينة (ملبورن) بأستراليا، هذه المشاركة التي كانت ستفتح له شهية الانتصارات ويدق من خلالها أبواب النجاح الرياضي والعالمية، إلا أنه لبى وبدون تردد نداء الواجب الوطني، فالتحق بصفوف الثورة سنة 1956.

وأمام المجازر التي كان يرتكبها العدو الفرنسي في حق الشعب الجزائري من أبناء وطنه، خلص إلى قناعة مفادها “أنه لا خلاص من دخيل جاء غاصبا إلا ومخرجه النار والقوة” فهو من طينة لا ترضى أن تداس كرامتها، فأبى إلا أن يشارك إخوانه فالتحق بصفوف جيش التحرير سنة 1956 وهو في ريعان شبابه، فكان يشع بالوطنية.

وبالتحاقه بصفوف الثورة، وتلقيه التدريبات العسكرية قاد الشهيد “إمام إلياس” رفقة مساعده المجاهد المرحوم “بشير بن رويس كومندو بالمنطقة الثالثة بالولاية الرابعة، عمليات عسكرية كبرى ضد معاقل العدو الفرنسي الذي كان يرهبه من خلال التكتيكات المحكمة التي كان يعدها رفقة إخوانه المجاهدين التي يمكن حصر بعضها في الآتي

= نصب كمين لقافلة عسكرية في منطقة “بني مرحبا” بلدية “العامرة ” ولاية “عين الدفلى”.

= نصب كمين خربوش الذي كلف العدو الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث غنم سي جمال مدفع رشاش عيار 12.7 ملم والكثير من الأسلحة.

= المشاركة في عدة معارك واشتباكات ناجحة ضد قوات الاحتلال الفرنسي بمدينة عين توتة وتيسمسيلت ومليانة .

وسقط “إمام إلياس” شهيدا في ميدان الوغى إثر اشتباك مع العدو في ناحية “بني مرحبا” ولاية عين الدفلى رفقة اثنين من زملائه يوم 22/10/1957، حيث ووري الثرى بنفس المنطقة، فنال وسام الشهادة في سبيل أن تحيا الجزائر حرة أبية وعمره لم يتجاوز العقدين بعد.