تجسيدا للبرنامج الثقافي والتراثي للمتحف العمومي الوطني قصر الحاج أحمد باي، ستنُظم فعاليات الطبعة الرابعة من التظاهرة الكبرى ليوم الملاية والحايك تحت شعار “أحكي يا قسنطينة.. الملاية والحايك تراث ورواية” وذلك يوم السبت 10 ماي.
ويكون الانطلاق من مقر متحف قصر الحاج أحمد باي إلى ساحة سيدي جليس العريقة مرورا بأحياء وأزقة المدينة القديمة والرجوع إلى مقر المتحف مع قعدة تقليدية لقهوة العاصر تزينها حلويات تقليدية عريقة وديكور تقليدي جزائري أصيل..
هذه التظاهرة السنوية تشارك فيها النسوة من خلال ارتداء الأبيض والأسود، وتجوب أحياء المدينة القديمة والعتيقة، من أجل الترويج والتعريف بهذا التراث ودعوة للعودة إلى جذور اللباس الأصيل الوطني، والذي يحمل هوية الجزائر ويعد تراثا روحيا قبل أن يكون ماديا. وقد اشتهرت الملاية بعدة ولايات من الشرق الجزائري من بينها مدينة “الجسور المعلقة”، كما تغنى بها الفنان الكبير الحاج محمد الطاهر الفرڤاني. والملاية السوداء التي تعرف بها منطقة الشرق وبالخصوص قسنطينة، هي عبارة عن قطعة قماش تلف بها المرأة الجزائرية القسنطينية بطريقة مميزة تضمن لها تغطية كاملة لجسمها وعلى الوجه عجار أبيض جميل مطرز أو مشبك بطريقة الشبيكة الجزائرية وهي تطرز باليد بالخيط الأبيض وتخاط على قطعة قماش بيضاء تغطي لها وجهها وتظهر إلا العينان.
وتعود حكاية الملاية إلى زمن بعيد حيث تروي القصص أن المرأة القسنطينية لبست الملاية السوداء حزنا على وفاة صالح باي، الذي حكم قسنطينة لمدة قصيرة، إلا أن فترة حكمه كانت مزدهرة، فارتدت النسوة الملاية تعبيرا عن تقديرهن له وكربهن بعد فراقه. أما “الحايك” يعد أحد أبرز الألبسة النسائية التي تختص بها نساء الجزائر، ولا يزال يلبس في الأفراح، وبالرغم من تعدد السنوات والأجيال يبقى الحايك يحاكي تاريخ وأصالة الشعب الجزائري. “الحايك” هو عبارة عن قطعة من القماش ترتديه المرأة لتستر رأسها وجسدها، وقد رافق هذا الزي محطات هامة من التاريخ. وحسب الروايات التاريخية، فإن تاريخ “الحايك” بلونه الأبيض الناصع انعكس على تسمية العاصمة، فأصبحت تسمى “بالجزائر البيضاء” كناية لانتشار لباس الحايك بين الجزائريات فترة الوجود العثماني بالجزائر.
ب\ص