استدارة الأرض تنطِق بإعجاز من تعبير: تكوير الليل على النهار، والمعروف أن الأرض ليست كرة تامة الاستدارة، بل بيضاوية، ومن ناحية أخرى أثبت العلم الحديث أن النسبة بين قُطْري الأرض تتناقص باطِّراد، وهو ما يشار إليه في القرآن بنقص الأرض من أطرافها؛ قال تعالى: ” بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ” الأنبياء: 44. قال تعالى: ” خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ” الزمر: 5. تُشير آيات عديدة – بتصوير دقيق – إلى حركة الأرض المستمرة في دورانها حول نفسها؛ مثل الحديث عن تكوير الليل والنهار “التكوير لغة: اللي واللف”، والحديث عن الليل الذي يسلخ منه النهار؛ أي: ينشأ منه رويدًا رويدًا بحركة الأرض، وكذلك الآية التي تجمع الليل والنهار مع كلٍّ من الشمس والقمر في الحديث عن الدوران والسباحة في الأفلاك، كلٌّ في فَلَكه، وطلب الليل والنهار حثيثًا، كما يرى بعض العلماء أيضًا أن تعبير رب المشارق والمغارب يتفق مع حركة الأرض؛ إذ إنه في كل لحظة هناك موضع جديد بالكرة الأرضية تشرق عليه الشمس، وآخر تغرب عنه!. قال الله تعالى: ” وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ” الأعراف: 137. وقال تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ” الأنبياء: 33.
من موقع رابطة العالم الإسلامي