العلم والإيمان.. الإسلام واستكشاف الفضاء

العلم والإيمان.. الإسلام واستكشاف الفضاء

أتى عصر الفضاء، واجتاز الإنسان أجوازه، وحلَّق في أجواء السماء، مستخدمًا المنطاد والطائرات الشراعية، ثم الطائرات بأنواعها المختلفة، ثم وصل إلى القمر بواسطة المحطات الفضائية، وها هو يستعد لرحلة الهبوط على كوكب المريخ، وسيحاول الإنسان في المستقبل أن يسافر بين النجوم، لقد دفَعنا القرآن دفعًا إلى التدبُّر في ملكوت السموات والأرض، وإلى التدبُّر في آيات الله الكونيَّة، وأَشعَرنا في أكثَر من آية بأن الله سبحانه سخَّر لنا ما في السموات وما في الأرض؛ ” أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ” لقمان: 20، ” وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” الجاثية: 13، ولا يُمكِن أنْ يتمَّ لنا هذا التسخير، إلا بدراسة هذه الكائنات ومعرفة خصائصها، للانتفاع بما تُعطينا من طاقاتٍ وإمكانيَّات، هذا هو موقف الإسلام من آيات الله الكونية في الأرض والسماء.

وهي على العكس من موقف الكنيسة المسيحية التي وقَفتْ ضدَّ كلِّ كشْفٍ علْميٍّ رامية أصحابه بالكُفر والإلحاد، وما ذكَر القرآن تلك الآيات لمجرَّد الذِّكر أو التسلية وإزجاء الفراغ، وإنَّما لنرى فيها قُدرة الله وإبداعه وإحكامه، ولِنستكمِل دراستَها وننتفِع بما فيها من طاقات وإمكانيات؛ ” وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ” ص: 27. ووعَد الله وهو أَصدق الواعِدين أنَّه سيُرينا من آياته الكونية في الآفاق ومن عجائب قُدرته وبديع حكمتِه فيها ما يَردُّنا إلى الإيمان به دون شكٍّ أو ارتياب؛ قال تعالى “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” فصلت: 53. وعن طريق ارتياد الفضاء تتمُّ لنا رؤية هذه الآفاق وما تَتَّصف به من روعة ودقَّة وإحكام وقد كشفْنا جانبًا من آيات الله فيما أبْدعه بين الأرض والسماء، والآن نرى أنَّ الله تعالى قد بدأ يُحقِّق وعْده في كشْف آياته الكونية بين الأرض والسموات؛ “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” النمل: 93.

من موقع رابطة العالم الإسلامي