العلم والإيمان.. الاستشفاء بالقرآن

العلم والإيمان.. الاستشفاء بالقرآن

إن نصوص كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدل على أن كتاب الله تعالى كله شفاء لما يعرض للإنسان من أمراض ظاهرة أو باطنة، ويدخل في ذلك السحر وغيره. فقد قال الله تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ” يونس: 57. وقال تعالى ” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ” الإسراء:82. وإذا أمعنا النظر في كلمة ” شِفَاءٌ ” الإسراء:82 لم يقل دواء لأن الدواء قد يكون خاص، ولكنه قال شفاء، والشفاء عام، يقول ابن القيم في زاد المعاد: “فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة”. ويقول كذلك: “فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله”.  ولا بد من اليقين وحسن الظن بالله؛ لأن من شروط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاده، وأن لا يأخذ كلام الله من باب التجربة؛ لأن هذا خلل في الاعتقاد ولا بد من يقين جازم من قبل الراقي والمرقي عليه. ومن طرق الاستشفاء:

– العلاج بالمعوذات “سورة الناس والفلق والإخلاص”: تروي أمنا عائشة رضي الله عنها أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا مرض أحدٌ من أهلِه، نفثَ عليهِ بالمعوِّذاتِ. فلما مرض مرضَه الذي مات فيهِ، جعلتُ أنفثُ عليهِ وأمسحُه بيدِ نفسِه. لأنها كانت أعظمُ بركةً من يدي وكان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِه بالمعوِّذاتِ” البخاري.

– العلاج بالفاتحة: قال ابن القيم رحمه الله:”ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، وكان كثير منهم يبرأ سريعا”. وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: “عالجيها بكتاب الله” البخاري.

 

من موقع رابطة العالم الإسلامي