لا تكتفي الشريعة بتقرير وبيان حقوق الإنسان فحسب؛ وإنما تقرر – أيضًا – وتبين حقوق الحيوان!. وفي إطار هذا البيان تحث الشريعة على الإحسان إلى الحيوان؛ فقد روى مسلم في صحيحه بسنده قول النبي صلي الله عليه وسلم: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “بينما رجل يمشى بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش! فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفهُ ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب! فشكر الله له، فغفر له! فقالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر”.
وتخبرنا السنة الصحيحة أن الله عز وجل قد غفر لامرأة زانية من بني إسرائيل لأنها سقت كلبًا كاد يقتله العطش، وتنهى الشريعة نهيًا شديدًا عن تعذيب الحيوان، وحبسه ظلمًا بغير حق، فقد روى مسلم في صحيحه بسنده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “عذبت امرأة – أي دخلت النار – في هرة سجنتها حتى ماتت؛ لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”. وقد ثبت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهى أن تُصْبَر البهائم؛ أي: تحبس حتى تموت. ونهى كذلك عن اتخاذ شيء فيه الروح غرضًا؛ أي: تثبيته وجعله هدفًا للتدريب على الرماية والقنص. ونهى صلي الله عليه وسلم أمته عن التعذيب بالنار؛ قال ابن مسعود رضي الله عليه: كنّا في سفر فرأى رسول الله صلي الله عليه وسلم قرية نمل قد حرقناها؛ فقال: من حرّق هذه؟ قلنا: نحن، قال: “إنه ينبغي ألا يعذب بالنار إلا رب النار”.
من موقع رابطة العالم الإسلامي