بما أن السماء مليئة بالنجوم و مشتبكة فيما بينها، جعل الله سبحانه و تعالى كل واحدة منها تتشكل ضمن مجموعة أو كوكبة تمثل شكلا هندسيا معينا، أي على هيئة علامات في السماء. كل ذلك حتى يتمكن الإنسان البحث على أي نجم أراد. بما أن النجم القطبي في غاية الأهمية فان كوكبته الدب الأصغر تشبه كثيرا كوكبة الفرقدين التي هي الدب الأكبر. بيد أن الأولى اصغر من الثانية، كل ذلك ييسر البحث عن النجم القطبي في السماء المليئة و الشاسعة، زيادة على كونه ليس نجما باهتا بل من القدر 2 MAGNITUDE 2 أي ضياؤه قوى اللمعان. إذن هو قطب السماء الشمالية التي هي نصف كرة، يمر منه محور العالم. إن مقدار ارتفاع النجم القطبي عن أفق البلد هو نفسه مقدار عرضها، بمعنى مثلا عرض تطوان ° 35 و ° 36 فالنجم القطبي يرتفع عن أفق تطوان بنفس المقدار أيضا. و المنازل عبارة عن نجوم شهيرة موزعة على الأبراج عددها 28 منزلة. يبقى القمر في كل منزلة يوما بليلته و نهاره و تقيم المنزلة في كل برج يومين و ثلث يوم على السير الأوسط للقمر. بمعنى يكون في كل برج منزلتان و ثلث. تبتدئ بالنطح EL Nath… الدبران Aldebaran و تنتهي ب الرشا Al Rischa و صدق الله العظيم إذ قال “هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نورا و قدره منازل لتعلموا عدد السنين و الحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون “. يونس. كل هذه العلوم موغلة في القدم حيث كان البحارة و المسافرين في الصحارى يعرفون اتجاهات البلدان ليلا بواسطة الاسطرلاب و الآلات الفلكية الأخرى. أو ما يسمى بمعرفة سموت البلدان Azimut على سبيل المثال يعرف سمت مكة المكرمة أو القبلة بالحساب أو بالنجوم. في تطوان مثلا عندما تشرق الشمس في 23 من الحوت على الأفق أي ما يوافق 13 مارس يكون ذلك الاتجاه هو القبلة أو سمت مكة.
من موقع رابطة العالم الإسلامي