العلم والإيمان.. لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا

 العلم والإيمان.. لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا

قال تعالى ” لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ” الإنسان: 13؛ في مجال علم العمارة والتصميم البيئي، يتم تعريف مصطلح  “الراحة الحرارية ” على أنها حالة الجسم التي يشعر فيها الإنسان بارتياح ورضا، فيما يتعلق بالبيئة الحرارية الموجود فيها، فأي إنسان طبيعي لا يشعر بالراحة الحرارية إذا زادت أو قلت درجة الحرارة عن حدود معينة؛ أي: إنه لا يشعر بالراحة في درجات الحرارة العالية، مثلما لا يشعر بالراحة أيضًا في حالات البرودة الشديدة. فإذا كانت درجة حرارة الهواء أعلى من درجة حرارة البشرة، فان الحرارة المتولدة من الجسم تجد صعوبة في الخروج، وينتج عن ذلك ارتفاع في درجة حرارة البشرة، ونشاط الغدد التي تفرز العرق، ويمكن أن يصل معدل إفراز العرق إلى 4 لتر/ ساعة؛ مما يسبب إرهاقا لا يمكن احتماله إلا لفترة قصيرة، أما في حالة انخفاض درجة حرارة البيئة المحيطة عن الحد المناسب، فإن الاستجابة الفسيولوجية الأولى لذلك انقباض الشعيرات الدموية تحت الجلد، وبالتالي يقل اندفاع الدم إلى البشرة؛ مما يؤدى إلى برودة الشعيرات، وخاصة اليدين والقدمين، وتحدث رعشة لا إرادية في حالات البرد الشديد “الزمهرير”. وبصفة عامة وعلى أساس التجارب العملية، وضعت الحدود لراحة الإنسان الحرارية، فكانت تقريبًا هي درجة الحرارة التي تقع بين 22,5 و29,5 درجة مئوية، ورطوبة نسبية تقع بين 20% إلى 50%، فإذا كانت الجنة تمثل البيئة المثالية بكل ما فيها من مُتع ونعيم مقيم، فإن الآية الكريمة تضيف متعة الراحة “الحرارية” أيضًا؛ أي: لا يرى في الجنة شدة حرٍّ كحر الشمس، ولا زمهريرًا؛ أي: ولا بردًا مُفرطًا، ومفهوم الراحة الحرارية لم يكن معروفًا بالمعنى الذي وضحناه وقت نزول القرآن؛ حيث إن البيئة العربية التي نزل فيها القرآن، يغلب عليها المناخ الصحراوي الحار، وكان الهم الأكبر للعرب هو الوقاية من حر الشمس، ولكن جاءت الآية بمعنى يتمشى مع مفهوم معاصر نتَج عن دراسات وتجارب عديدة.

من موقع رابطة العالم الإسلامي