آخر نظرية لنهاية الكون تؤكد أن توسع الكون لن يستمر للأبد كما يعتقد بعض العلماء من وكالة ناسا، لأن الطاقة الموجودة في الكون محدودة. وبالتالي فمهما طال الزمن ولو مليارات السنين، فإن النهاية حتمية. وهي التمزق العظيم Big Rip كما يعتقد بعض العلماء! وكلمة Rip التي يستخدمها العلماء تعني الانشقاق أيضاً. ويؤكدون أن الكون يسير باتجاه الانشقاق والتمزق. وهذا يذكرنا بقول الحق تبارك وتعالى “فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ” الحاقة: 15-16، وبالفعل فإن الكون سيكون واهياً ضعيفاً بعد توسعه لدرجة كبيرة وتشتت المجرات وتباعدها عبر مليارات السنين. طبعاً هذه النظرية برزت كنتيجة للحسابات الرياضية التي أجراها العلماء على الكون. فلغة الرياضيات لا تعرف المجاملة، وهي تقول بأن للكون نهاية. وأن الكون لزج جداً وليس كما نعتقد أنه فضاء! إنه بناء محكم بكل معنى الكلمة، ولكن إذا نظرنا إليه نظرة أعمق وأبعد من حدود أرضنا. هذه النظرية تبرز اليوم بقوة في الساحة العلمية، ولكن القرآن أشار إلى هذه النهاية الحتمية بتفاصيلها وبشكل أكثر دقة وموضوعية. فقد أنبأ القرآن عن نهاية الكون في قوله تعالى “يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ” الأنبياء: 104. الآية تؤكد أن الكون سينتهي بعملية منظمة وليست عشوائية كما يعتقد العلماء! ولكن كيف بدأ الله الخلق؟. لقد أخبر القرآن عن بداية الكون في قوله تعالى”أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” الأنبياء: 30. في هذه الآية يؤكد البارئ عز وجل أن الكون كان كتلة واحدة ففتقها وفق عمليات منظمة وليست انفجار عشوائي. والآية السابقة تؤكد أن الكون سينتهي بعملية “الطي العظيم” وليس التمزق العظيم، وهكذا تتجلى أمانا عظمة هذا القرآن وأنه كتاب يتفق مع ما يتوصل إليه العلماء حديثاً، وهذا يدل على أنه كتاب الله تعالى.
من موقع رابطة العالم الإسلامي