العلم والإيمان.. وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ

العلم والإيمان.. وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ

قال تعالى “وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” الأنعام/59. لماذا خص الله تعالى سقوط الأوراق بالذكر مع الحب والرطب واليابس؟ لأن الورقة النباتية لو غابت وغاب يخضورها وبنائها الضوئي لغابت الحياة من على الأرض فالورقة النباتية هي التي تنتج وأنتجت بترول العالم، وكل خشب العالم، وكل فحم العالم، وكل سكر العالم، وكل دهن العالم، وكل مطاط العالم، وكل غذاء العالم المقدم للإنسان والحيوان والكائنات الحية الدقيقة، وأنتجت كل أكسجين الكرة الأرضية، وهي تشطر الماء إلى هيدروجين يستخدم في صنع المواد الغذائية وأكسجين ينطلق في البيئة الخارجية وتتنفسه الكائنات الحية هوائية التنفس، ويساعد على إشعال النار واستمرار الاشتعال ,وهي المصنع الأرضي والمفاعلات الحيوية الأرضية التي تثبت الطاقة الضوئية الشمسية الهائلة وتحولها إلى طاقة كيميائية مخزنة في روابط المركبات والمنتجات النباتية. وتحتوي الأوراق أعجب مصانع لتثبيت الطاقة الضوئية في العالم، وتحتوي مصانع تحرير تلك الطاقة وتخزينها في النبات بنظام بديع يدل دلالة قاطعة على أهمية الورقة النباتية وإعجازها وتكذب كل من يدعي أن الحياة خلقت بالمصادفة والعشوائية. وتتحور الأوراق النباتية إلى أوراق زهرية تقوم بعملية التكاثر الجنسي البذري في النبات وإنتاج الحبوب والبذور والثمار ولذلك ذكر الله تعالى بعد الأوراق في نفس الآية الحبوب “وَلاَ حَبَّةٍ” والتراكيب الطرية الغضة “وَلاَ رَطْبٍ”، واليابس منها ومن غيرها “وَلاَ يَابِسٍ” وبين سبحانه وتعالى أن كل هذا مدون في كتاب مبين عند الله ولا مجال للعشوائية والمصادفة في وجودها وسلوكها. علينا أن نقرأ القرآن قراءة علمية إيمانية تدبرية لنعلم ونعلم العالم أن القرآن الكريم هو المعجزة الإلهية التي ختم الله تعالى بها معجزات الأنبياء والرسل ولذلك لا تنقضي عجائبه ولا تشبع منه العلماء.

من موقع رابطة العالم الإسلامي