باعتبار المنزل ملاذا للراحة

العمل من البيت أو في أماكن العمل.. أيهما أكثر ضغطا؟

العمل من البيت أو في أماكن العمل.. أيهما أكثر ضغطا؟

تتواصل الدراسات التي تقارن بين العمل من المنزل أو من أماكن العمل، وعن أيهما أكثر ضغطا، وقد وجدت دراسة علمية أمريكية أن النساء والرجال على حد سواء يعانون من مستويات أدنى من التوتر العصبي في العمل منه في البيت، حيث قالت النساء اللواتي شملتهن الدراسة إنهن أكثر سعادة في العمل، وقال القائمون على الدراسة إن الرجال وليس النساء هم الذين يقولون إنهم أكثر سعادة في البيت منهم في العمل.

وقالت الدراسة إنها وجدت أن النتيجة نفسها تنطبق على الأشخاص الذين لديهم أطفال مثلما يصح على من ليس لديهم أطفال، رغم أن عدد الأكثر سعادة في العمل أكبر بين الأشخاص الذين بلا أطفال.

وخلص الباحثون إلى أن هذا هو السبب في أن صحة الأشخاص الذين يعملون خارج البيت أفضل، ولكن الدراسة لا تأخذ في الاعتبار ما إذا كان الأشخاص يستمرون في العمل بعد العودة إلى البيت وما إذا كان هذا العمل منزليا أو عمل المكتب أخذوه معهم لإنجازه في البيت.

 

فروقات في المهام تنعكس على نسبة التوتر

وبحسب الدراسة، فإن المرأة التي تبقى في البيت مثلها مثل الموظف الذي لا يغادر مكتبه أبدا، في حين أن المرأة التي تعمل خارج البيت تكون في سباق دائم مع الزمن لإنجاز أعباء البيت بعد عودتها من المكتب أيضا، من جهة أخرى فإن كثيرا من الرجال يعتبرون نهاية يوم العمل بداية وقت الراحة والاسترخاء في البيت، وبالتالي ليس من المستغرب أن تكون المرأة أشد توترا في البيت.

ولكن المسألة لا تتعلق بجنس الشخص فقط، ففي مكان العمل يعرف الأشخاص ما هو مطلوب منهم، أي العمل مقابل أجور وأداء وظائف لتحقيق دخل، وإذا كان مكان العمل حسن التنظيم، كما هو عادة في الشركات الناجحة، فإن الموظف تكون لديه مهمات محدَّدة بوضوح لإنجازها.

 

العمل المنزلي لا مكافأة عليه

ولكن مثل هذا الوضوح لا يتوفر على جبهة البيت، ونادرا ما يكون هناك بيت فيه تقسيم العمل محدَّدا بمنهجية ودقة عالية بين ساكنيه، وهناك الكثير من الأعباء المنزلية تُنجز غالبيتها دون مكافأة تُذكر أو دون مكافأة على الإطلاق، إذ ليست هناك مكافأة لأفراد العائلة على أداء أعمالهم في البيت حيث يتعين حثهم عليها بالكلام أو إذا كانوا في سن المراهقة، فبالتهديد بمصادرة ألعابهم وأجهزتهم الإلكترونية إذا لم ينهضوا بنصيبهم من أعباء البيت، يضاف إلى ذلك أنهم أهلك وأنت لا تستطيع أن تسرح أفراد عائلتك لتقاعسهم عن القيام بواجباتهم.

وهذه كلها أسباب للتوتر في البيت. فالأعباء تبدو بلا نهاية وتحفيز الآخرين في البيت على العمل أصعب بكثير. ويقول الباحثون الثلاثة الذين أجروا الدراسة إن الدعوة إلى تقليل أعباء العمل لا تحل المشكلة بل الحل هو مزيد من المرونة، وكتب الباحثون في دراستهم “أن التواصل لإنجاز العمل عبر الأنترنت والعطل المرضية مدفوعة الأجر وإجازات الأمومة والأبوة كلها سياسات تجعل من الأسهل على العاملين أن يحتفظوا بالمنافع الصحية للعمل وعلى الشركات أن تحتفظ بالمنافع المالية من وجود عاملين مخلصين بدلا من التعامل باستمرار مع رحيل عاملين وتشغيل عاملين جدد”.

ويبدو أن الباحثين ينصحون في هذه المقترحات بقضاء وقت أطول في البيت. ومن شأن هذا أن يزيدهم توترا، بحسب مجلة “تايم” التي نشرت نتائج الدراسة.

ق. م