الخميس , 28 سبتمبر 2023
elmaouid

الغاز، النقل، المرافق العمومية والرياضية أهم المطالب… سكان “تسالة المرجة” يطالبون بحقهم في التنمية

يناشد قاطنو بلدية تسالة المرجة، بالعاصمة، الجهات الوصية التدخل العاجل، وانتشالهم من العزلة والوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها منذ عدة سنوات، لغياب أدنى شروط ومتطلبات العيش الكريم، من انعدام شبكة

الغاز إلى مشكل النقل والطرقات وصولا إلى المرافق العمومية والترفيهية التي باتت من المطالب الملّحة، نظرا للظروف المعيشية القاسية التي يعانون منها، أمام غياب تام للمصالح المحلية التي انتهجت في الرد على انشغالاتهم المتكررة سياسة الصمت واللامبالاة.

أعرب العديد من سكان البلدية، الموّزعين في مختلف الأحياء، على غرار حيي “سيدي عباد” وكذا “154 مسكنا” بذات البلدية، عن مدى تذمرهم من الوضعية التي يعيشونها منذ عدة سنوات، بعد أن حرموا من أبسط ضروريات العيش الكريم، التي على حد تعبيرهم إن توفرت تنهي مقاساتهم وتخرجهم من العزلة التي فرضت عليهم من غير وجه حق.

 

معاناة يومية مع قارورات غاز “البوتان”

تحدث بعض السكان، عن انشغالهم الرئيسي، الذي تمثل في انعدام شبكة غاز المدينة في أغلبية البيوت، الأمر الذي يؤدي بهم إلى الاستنجاد بقارورات غاز “البوتان”، لتلبية حاجياتهم الضرورية من طبخ والتدفئة، مشيرين في ذات الوقت، إلى المعاناة التي يواجهونها للظفر بقارورة الغاز التي تعرف نقصا فادحا في المنطقة، نظرا للطلب جد المتزايد عليها، لطالما أغلبية الأحياء تنعدم فيها شبكة الغاز، وعلى المرء أن يتخيل المقاساة في فصل الشتاء، أين يتزايد الطلب على هذه المادة الحيوية بالأضعاف ويتحول اقتناؤها إلى عملية أقل ما يقال عنها أنها جد صعبة ومستحيلة، يقول هؤلاء.

 

النقل.. مشكل أرّق السكان

أوضح السكان المعاناة التي يتجرعونها، من أجل التنقل إلى مختلف البلديات المجاورة، أمام نقص فادح في وسائل النقل، سيما بعض الخطوط التي تربطهم بعدة بلديات مجاورة على غرار بلدية “بئر توتة”، وفي هذا الصدد عبر العديد من المواطنين عن مدى استيائهم وتذمرهم من الوضع الذي يعيشونه يوميا، حيث أكدوا في سياق حديثهم بأنهم في غالب الأحيان يضطرون إلى الانتظار لمدة تزيد عن نصف ساعة من أجل الظفر بمكان في الحافلة والتنقل إلى وجهتهم المعلومة، ويزداد الوضع سوءً، إن تخلفوا عن موعد انطلاق الحافلة، مما يجبّرهم على الانتظار لساعات إلى غاية مجيء أخرى.

 

اهتراء الطرقات مقاساة أخرى يواجهها السكان

تطرق السكان إلى مشكل آخر لا يقل أهمية عن النقائص والمشاكل الأخرى، التي تتخبط فيها البلدية، لسنوات عديدة، حيث كل الطرقات المؤدية إلى أحيائها وشوارعها، تعرف حالة جد متقدمة من الاهتراء، بعد أن انتشرت في معظمها الحفر والمطبات، نتيجة عدم تزفيتها، على غرار الطرقات الترابية التي تشهدها بعض الأحياء، التي لا تزال تعيش حياة ريفية، حيث أكد بعض قاطني تلك الأحياء، أن طرقاتهم لم تزّفت بعد، مما جعلها ترابية يصعب السير فيها أو تجاوزها بالمركبات، التي تخلف عند مرورها غبارا كثيفا ناتجا عن تطاير الأتربة، أما في فصل الشتاء فحدث ولا حرج، نتيجة تشكل البرك والمستنقعات في كامل الطرقات الترابية، الأمر الذي يضطرهم للاستنجاد بالأحذية المطاطية لتفادي الأوحال.

وأوضح السكان أن المصالح الولائية شرعت، مؤخرا، في أشغال تجسيد الطريق السريع تستفيد منه البلدية، وعليه فوسط البلدية يعرف ورشة كبيرة لأشغال المشروع، التي بدورها ستساعد على تنمية البلدية وإخراجها من العزلة التي تتخبط فيها، إلا أن ذلك لا يكفي على حد قولهم، مطالبين في هذا الصدد بضرورة تدخل المصالح الولائية من أجل دعم البلدية ومساعدتها على تجسيد عدة مشاريع لفائدة قاطنيها، الذين عانوا ولا زالوا يعانون الويل، جراء النقائص العديدة التي باتت تنغص على حياتهم اليومية، بالإضافة إلى التفاتة جدية من المصالح المحلية، وإعادة النظر في حالة الطرقات الفرعية المؤدية للأحياء سواء المزّفتة أو التي لم تزفت بعد، وأخذ إجراءات مستعجلة لتهيئتها من جديد، سيما أن البلدية ستعرف قريبا طريقا سريعا سيخرجها من العزلة التي فرضت عليها.

 

.. وتجسيد مرافق رياضية وترفيهية مطالب رئيسية للشباب

من جهة أخرى، طالب شباب البلدية، المصالح الولائية وعلى رأسها مديرية الشباب والترفيه، بالتدخل العاجل من أجل تجسيد مرافق ترفيهية ورياضية لفائدة الشباب، سيما بعد أن شدد والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، سابقا، على ضرورة تجسيد مثل هذه المرافق في الأحياء والمجمعات السكنية، من أجل ممارسة هوايتهم المفضلة، وكذا الاستمتاع والاستجمام في أوقات الفراغ وفي العطل المدرسية، مشيرين إلى غياب كلي للمرافق الرياضية، بما في ذلك الملاعب الجوارية ودار للشباب، بالإضافة إلى قاعات رياضية ومساحات خضراء مخصصة للراحة، حيث أوضح محدثونا أن انعدام هذه المرافق حرمهم من ممارسة هواياتهم، كما أدى بهم إلى قضاء أوقات الفراغ في الشوارع والمقاهي، أمام انعدام المرافق الشبابية التي تعمل على تأطير الشباب وملء وقت فراغهم، من أجل تفادي وقوعهم في الانحراف.

 

التجار الفوضويون يلّحون على تجسيد سوق جوارية

تشهد بلدية تسالة مرجة، في السنوات الأخيرة، ارتفاعا ملحوظا في الكثافة السكانية، إلا أن ذلك لم يشفع لها، في توفير العديد من متطلبات السكان، فالبلدية لحد الساعة لا تتوفر على سوق جوارية أو سوق مغطاة، من شأنها إنهاء متاعب العشرات من السكان الذين يضطرون إلى التنقل للبلديات المجاورة، من أجل التسوق وقضاء مختلف حاجياتهم، أو الاكتفاء بقضاء حاجاتهم من التجار الفوضويين الذين يتوزّعون على الأرصفة، مستغلين فرصة غياب سوق منظم.

ولم يقتصر حلم تجسيد سوق جواري، على السكان فقط، فحتى التجار الفوضويون الذين يمارسون تجارتهم الموازية على الطرقات والأرصفة، طالبوا المصالح المحلية بتجسيد سوق جوارية تجنبهم مضايقات مصالح الأمن الوطني، التي في الكثير من الأحيان تقوم بمصادرة بضاعتهم وكذا تحمي كرامتهم بعد أن أصبحوا يتعرضون بشكل يومي لمختلف الإهانات والألفاظ البذيئة من سب وشتم من طرف السكان الذين يتهمونهم في كل مرة بالنصب والاحتيال وتجاوزات أخرى لا أساس لها من الصحة، يؤكد التجار.

وأمام هذه الوضعية والنقائص التي يتخبط فيها سكان بلدية تسالة المرجة، يطالب هؤلاء الجهات الوصية وعلى رأسها المصالح المحلية بالإسراع في تجسيد المشاريع التنموية التي سطرتها هذه الأخيرة لإنهاء معاناتهم وانتشالهم من العزلة المفروضة عليهم منذ سنوات.