*الغرب يعرب عن قلقه من ردود الفعل الانتقامية

 تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء بإحياء خطط تستهدف متنزها في اسطنبول أثارت احتجاجات مناهضة للحكومة عام 2013 قائلا إن محاولة الانقلاب الفاشلة لن تمنع عددا من مشروعات البناء وهو ما يهدد بمزيد من الاستقطاب في البلاد.

وقال الرئيس لأنصاره الذين تجمعوا خارج منزله في اسطنبول الليلة الماضية لإظهار التحدي بعد أن حاولت مجموعة في الجيش الإطاحة به يوم 15 جويلية “إن شاء الله سنبني ثكنات ملائمة من الناحية التاريخية في تقسيم شاءوا أم أبوا.”وفي جوان 2013 خرج مواطنون أتراك إلى الشوارع للاحتجاج على خطط لإزالة متنزه جيزي بميدان تقسيم في وسط اسطنبول وبناء مركز للتسوق.وقال إردوغان للحشد إن الثكنات ستكون متحفا للمدينة. وأضاف أنه سيهدم مركز أتاتورك الثقافي لينشئ أول دار للأوبرا بميدان تقسيم بالإضافة إلى جامع مفتوح.ولطالما رمز ميدان تقسيم ومتنزه جيزي الذي هو واحد من الرقع الخضراء القليلة بالمدينة للجمهورية التركية العلمانية التي نشأت في السنوات التالية لانهيار الخلافة العثمانية. من جهتها شدّدت الأمم المتحدة على ضرورة الحفاظ على الديمقراطية في تركيا، عبر احترام الحقوق الأساسية، كحرية التعبير وإجراء محاكمات عادلة للمسؤولين عن محاولة الانقلاب العسكري، في حين أملت تركيا تلقيها الدعم بدل “النصائح والانتقادات”.وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أنّ “الحفاظ على النظام الدستوري بشكل تام استناداً إلى مبادىء الديمقراطية والحقوق الأساسية، بما في ذلك الاحترام التام لحرية التعبير وإجراء محاكمات عادلة، هي عناصر ضرورية للحفاظ على الديمقراطية في تركيا واستقرارها المستقبلي”. وأكّد أنّ “الأمم المتحدة لا تزال تقف بثبات إلى جانب تركيا ونظامها الديمقراطي، في هذه المرحلة الصعبة”. ” وكانت الأمم المتحدة جدّدت معارضتها لعقوبة الإعدام، وشدّدت على أنّ الدول التي ألغتها لا يمكنها العودة إلى الوراء. وفي السياق أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن أمينه العام ينس ستولتنبرغ تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وذكره بـ”ضرورة” أن تحترم تركيا بشكل كامل دولة القانون والديموقراطية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة. من جهته  دعا البيت الأبيض, كافة الأطراف في تركيا  إلى ممارسة ضبط النفس, خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة إثر محاولة الانقلاب التي  وقعت في اليومين السابقين.   وقال المتحدث باسم البيت الأبيض, جوش إيرنست إن الولايات المتحدة  أكدت مرارا للمسؤولين الأتراك حتى قبل محاولة الانقلاب ضرورة الالتزام بالقيم  الديموقراطية المنصوص عليها في الدستور التركي, وكذلك احترام وحماية الحريات ونظام  القانون.وأضاف أنه لا ينبغي اتخاذ أي إجراءات يمكن أن تقود إلى مزيد من عدم الاستقرار أو مزيد  من العنف.  وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس التركي من أن إعادة تطبيق عقوبة الإعدام ستقضي على أية فرص لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقد جاء ذلك التحذير خلال اتصال هاتفي لميركل باردوغان.وقال رئيس وزراء فرنسا الأسبق دومونيك دو فيلبان إن استخدام القوة لن يجلب الاستقرار لتركيا ولا منطقة الشرق الأوسط.يذكر انه قامت تركيا بتطهير جهاز الشرطة بعد أن ألقت القبض على آلاف الجنود في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة، كما صرحت أنها ستعيد النظر في علاقاتها بالولايات المتحدة ما لم تسلمها واشنطن فتح الله غولن، الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب.وتحركت الحكومة التركية بسرعة لاحتواء الموقف عن طريق القبض على أكثر من 7500 شخص، أغلبهم من الجيش التركي.لكن العدالة المتسرعة والمطالبة بإعادة عقوبة الإعدام لتطبيقها على الانقلابيين أثارت مخاوف حلفاء تركيا الغربيين، الذين قالوا إنه يتعين على تركيا احترام سيادة القانون في البلد العضو في حلف شمال الأطلسي وأكبر حليف مسلم لواشنطن.