يتسبب الازدحام المروري وسلوكيات بعض مرتادي الطريق في نرفزة بعض السائقين الذين يخرجون عن هدوئهم ويطلقون العنان لغضبهم أثناء القيادة.
قد يسبب قيام بعض الأفراد بسلوك متهور على الطريق أثناء القيادة عواقب وخيمة للسائق نفسه وللمحيطين به أيضا، كما يتسبب في صدور سلوك عدواني من الآخرين الذين يشعرون بأنهم مظلومون على الطريق، كون السير في الشارع يدور حول إعطاء المرء الأولوية لاحتياجاته الخاصة ويرى نفسه مُحقا.
سلوكيات تسبب الازدحام المروري
بما أن الازدحام المروري هو أكثر ما يسبب التوتر والقلق أثناء القيادة، فيجدر بنا الحديث عن أكثر ما يسبب هذا الازدحام ونقصد هنا السلوكيات الفردية كاستخدام السائقين للهواتف أثناء القيادة، حيث يؤدي هذا السلوك إلى تشتت الانتباه وفقدان التركيز على الطريق، مما يؤثر على سرعة المركبة وثباتها داخل المسار المخصص. وغالباً ما يتسبب ذلك في حوادث مرورية وانحراف المركبات عن مسارها، الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ حركة المرور وخلق ازدحام مروري هو في الأساس غير ضروري.
كما يُمثل تمسك بعض السائقين بالمسار السريع والقيادة بسرعة منخفضة مشكلة أخرى، ومن المعروف أن المسار الأيسر مخصص للمركبات السريعة والتجاوز، ولكن بعض السائقين يتجاهلون هذا الأمر ويقودون ببطء، مما يعرقل حركة المرور ويجبر السيارات المستعجلة على التوقف خلفهم، وهو ما يزيد من تعقيد الحركة المرورية ويخلق ازدحاماً إضافياً.
كما نجد سلوكا آخر يثير الاستفزاز، مع أن الغالبية يقومون به، رغم أنه يؤدي إلى تفاقم الازدحام المروري هو تباطؤ السائقين لمشاهدة حوادث السير على الطريق المعاكس، حيث يقوم البعض بخفض سرعتهم أو التوقف بشكل جزئي للنظر إلى الحادث، مما يعرقل حركة المرور في الاتجاه الذي يسيرون فيه، وهذا السلوك لا يسبب فقط ازدحاماً مروريًا، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى وقوع حوادث جديدة نتيجة للتوقف المفاجئ أو التباطؤ الكبير.
كيف نخفف من حدة التوتر
المتفق عليه أن التخفيف من الازدحام المروري مطلب الجميع ولكن تحقيق ذلك يتوقف على الممارسة الجمعية، إذ لا يكفي أن يصحح فرد واحد سلوكه، ولذلك ما ينبغي للسائق فعله، إضافة لتجنب كل ما من شأنه عرقله المرور، أن يتبع بعض النصائح التي من شأنها تخفيف حدة توتره وقلقه، ونورد هنا ما ذكرته مؤسسة “جي. تي. يو” الألمانية، المتخصصة في اختبار عوامل السلامة والأمان في السيارات، إذ تقول إن “القيادة تصبح أكثر أمانا وسلامة عندما لا يشعر السائق بالتوتر ولا بالعدوانية”.
ورغم كل شيء، فإن المناورات الخطرة المحتملة أثناء القيادة، سواء كان السائق يتبع سيارة أخرى أو يحاول تجاوزها، تزيد مخاطر وقوع الحوادث. فإذا أراد سائق السيارة التحلّي بالاسترخاء والهدوء أثناء القيادة عليه الالتزام بالوصايا التالية:
– الالتزام بالهدوء مقدما
يعتقد الناس غالبا أن الشعور بالإحباط سبب رئيس للقيادة بطريقة خطرة، لكن اتضح أيضا أن المشاعر الإيجابية مثل الشعور بالنشوة يمكن أن تغذي أيضا الرغبة في القيادة بطريقة خطرة. وسواء كان السائق يشعر بالغضب أو بالسعادة، فعليه أخذ الوقت والمساحة الكافية لكي يستعيد هدوءه قبل الجلوس خلف عجلة القيادة حتى يستطيع السير بأمان.
– تخصيص الوقت الكافي لزمن الرحلة
إن التخطيط لأي رحلة سيساعد في التخلص من ضغوط الوقت أثناء القيادة، كما يجب مراجعة حالة المرور في الوقت المناسب حتى يمكنه بدء الرحلة مبكرا إذا لزم الأمر؛ بحيث يتيح لنفسه وقتا احتياطيا يضمن له الوصول إلى وجهته في الوقت المناسب دون الحاجة إلى القيادة بتهوّر ولا الشعور بالتوتر أثناء القيادة.
– التحلي باليقظة وأخذ قسط كاف من الراحة
الشعور بالإرهاق يجعل كثيرا من الناس متوترين ويؤدي إلى بطء في ردود أفعالهم. لذلك على السائق الحرص على أخذ قسط كاف من الراحة قبل بدء قيادة السيارة، ويمكنه الحصول على فترات راحة متقطعة وكافية أثناء الرحلات الطويلة.
ق. م