الفقر ليس مبررا لأكل الحرام

الفقر ليس مبررا لأكل الحرام

بدافع الحاجة والفقر والعوز بعض الناس يبيح لنفسه أكل الربا، والتعامل به؛ لبناء بيت مثلًا، أو شراء سيارة، والآخر ينضم إلى عالم الفن والغناء، والتمثيل والرقص؛ لأنه مضطر إلى توفير المعيشة لأولاده وعياله، وبعض الفتيات والسيدات تتنازل عن عفتها وشرفها من أجل أن تحصل على المال مقابل ذلك؛ لأنها فقيرة وبعضهم يتخذ من التسول حرفة ومهنة؛ ليجمع ما يقدر عليه من مال، ويستدلون على أفعالهم الشنيعة، وتصرفاتهم الغريبة، وإعمالهم المشينة، بأقوال غير مأثورة، وأدلة غير صحيحة، ولا مسندة، من القرآن الكريم والسنة المطهرة لا تدل على المقصود. إن الفقر وضيق اليد، وقلة الموارد، وضيق الحال، وعدم وجود المال ليس مسوغًا لفعل الحرام، وإيذاء الآخرين، وظلم النفس بالموبقات، بل هو دافع للنفس إلى التوبة والاستغفار، والتذلل والافتقار، وكثرة العبادة، لقلة الشواغل والصوارف، فليس هناك للفقير ما يمنعه من الزيادة من الذكر والعبادة لله، فضلًا عن فعل المنكرات والمحرمات. لقد كان الأوائل من العلماء، والفقهاء، والعباد يعيشون في ضنك من العيش، وقلة ذات اليد، وحاجة إلى المال ماسة، ويموت أحدهم وحاجته في نفسه لم يحصل عليها، ولم يخرجهم ذلك عن الهدي القويم، والصراط المستقيم، ولم يكن فقرهم يدعوهم إلى ارتكاب المحرمات في الدين، ومخالفة الشريعة الغراء، ومن أجل ذلك كانوا إذا أصابهم الجوع أو الخوف، حاسبوا أنفسهم على تقصيرهم في طاعة الرحمن؛ كما قال القائل: “إني لأعصي الله فأعرف ذلك من خلق حماري وخادمي”، وقالت زوجة تخاطب زوجها: “اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من حلال، وإياك أن تدخل علينا الحرام، فإننا نصبر على نار الجوع، ولا نصبر على نار جهنم”.إن شأن العبد المسلم أن يشكر في السراء، ويصبر في الضراء، ويحمَد على القليل والكثير؛ فعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن اللهَ لَيرضى عن العبد أن يأكُلَ الأَكْلة فيحمَدَه عليها، أو يشرَبَ الشَّربةَ فيحمَدَه عليها” رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث: “من أصبح آمنًا في سربه، معافًى في بدنه، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”.

موقع إسلام أون لاين