يعتبر الرّاحل عمر بيوش أحد مجاهدي الرّعيل الأول للثورة التحريرية المجيدة بمنطقة الأوراس، القلة الذين حضروا الاجتماع التاريخي الشهير بدشرة أولاد موسى ليلة الفاتح نوفمبر 1954، والذي تمّ خلاله توزيع الأسلحة بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد، إيذانا ببداية الثورة التحريرية والعمل المسلّح من أجل تحرير الوطن.
ولد الفقيد بيوش بدوار السراحنة بكيمل، ويعد من أقدم مناضلي الحركة الوطنية بهذه المنطقة، حيث انخرط في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ليلتحق بعد ذلك بالمنظمة الخاصة التي أصبح عضوا بارزا فيها، كما شارك في عدد من المعارك الضارية التي تكبّد فيها العدو الفرنسي خسائر فادحة، على غرار مساهمته الكبيرة في فوج بعزي، هذا الأخير هاجم الثكنة العسكرية وسط مدينة باتنة ليلة أول نوفمبر.
وكان الفقيد قد حضر رفقة أبطال الثورة بدايات التحضير للثورة في الأوراس والمعارك التي قادها جيش التحرير ضد العدو، وتلك التي تكبّد فيها المستعمر خسائر كبيرة ومنها معركة تبابوشت التي احتضنتها غابة كيمل بين 27 نوفمبر و7 ديسمبر 1954، وتحوّلت إلى مقبرة جماعية لحوالي 900 جندي من قوات الاحتلال.