الكاتب المسرحي أحمد دهنيز لـ “الموعد اليومي”: الكتابة المسرحية همّ يحمله الكاتب.. أرفض الظهور كثيرا لأن كتاباتي المسرحية تنوب عني

الكاتب المسرحي أحمد دهنيز لـ “الموعد اليومي”: الكتابة المسرحية همّ يحمله الكاتب.. أرفض الظهور كثيرا لأن كتاباتي المسرحية تنوب عني

الكتابة المسرحية هي مجال معقد ومتعدد الأوجه، وهي شكل من أشكال رواية القصص التي تجمع بين عناصر الدراما والحوار وتطوير الشخصية والحبكة لإنشاء قصة متماسكة ومقنعة، يمكنها أن تصنع الفرجة والتفاعل بمختلف الأحاسيس الإنسانية، فالكاتب المسرحي ملم بمحيطه ومجتمعه، أحمد دهنيز أحد هؤلاء الكتاب المسرحيين الذين أبدعوا في كتابة

“انتحار جثة” و”كل عقدة تنحل” و”الغرق في الجفاف” والعديد من المسرحيات الهادفة للطفل، التقيناه هذه المرة ليبوح ببعض ما يختلج في قلبه عن المسرح والكتابة المسرحية في هذا الحوار..

 

لماذا الكتابة المسرحية دون غيرها من الفنون الأدبية الأخرى؟

أحمد دهنيز: الكتابة المسرحية هي همّ يحمله الكاتب على عاتقه، يقاسم بها الجميع همومهم، أفراحهم وأفكارهم، وهي أيضا مسؤولية جدية. ورغم أن بقية الفنون الأدبية لا تقلّ أهمية أو حضوراً، إلا أن الكتابة تحديدا، والمسرح بشكل خاص، هي واحدة من الفنون التي يمكنها أن تساهم في تحضير أجيال مخلصة للوطن ومفيدة للمجتمع، وهي ثمرة من ثمرات كتاباتك الهادفة وكلام لا يقوله غيرك رغم أنهم يعرفونه بالتفاصيل والدقة…

لماذا ولمن وكيف يكتب النص المسرحي؟

أحمد دهنيز: قبل أن تكون كتابات مسرحية أو أدبية، فهي انشغالات وتساؤلات نحملها أينما ارتحلنا، هاجس هذه الأسئلة يرافق الكتّاب على مختلف مستوياتهم وتوجهاتهم الفكرية والأدبية. بالنسبة لي الكتابة طريقتي في الإجابة على مختلف الأسئلة التي يطرحها الجميع في أذهانهم ولا يمكنهم البوح بها …. أكتب تحت ضغط أفكار وصور لا قدرة، ولا رغبة، عندي لإبقائها مكتومة في داخلي. أكتب حتى أصدر صوتاً يتحدث بالنيابة عن المسكوت عنه.. أما مسألة الكيفية، تعتمد على الفن الأدبي من جهة وعلى المزاج الشخصي من جهة أخرى.

عن الكتابة للكبار، تختلف للأطفال، فالكبير يمكن أن يفهمك من خلال إيحاء أو إشارة فقط، بينما الطفل عكس ذلك، فكل كلمة أو حركة يبدي حولها العديد من الملاحظات، لأن الطفل شديد الملاحظة ويراقب كل شيء بكل عفوية.

 

هناك من يعتقد أن العالم المسرحي هو هروب من الواقع المشوه إلى عالم الحقيقة..؟

أحمد دهنيز: في اعتقادي أن المسرح هو عبارة عن مجموعة من الفنون تهرب بنا من الواقع المزيف، إلى الحقيقة المطلقة، حتى وإن كانت رمزية، فهي الحقيقة الكاملة، وهي ربط وثيق للأدب بالواقع، وبالرغم من أننا نزاوج بين الأدب وفنون أخرى لننتج هذا العمل المسرحي، إلا أن حجر الأساس هو الكاتب المسرحي الذي يهرب بنا من واقعنا المشوه إلى الحقيقة، وعليه فليس الكاتب فقط هو من يهرب من الواقع من خلال ما يكتبه من أفكار وتصورات، وإنما حتى المتلقي الذي يهرب نحو قاعات العروض، ليستمتع برحلة الخروج التي أسس لها الكاتب في خياله ونفذها المخرج والممثلون بإتقان.

 

ما هي عدد نصوصك المسرحية ولماذا لا تظهر كلها على خشبة المسرح؟

أحمد دهنيز: عدد نصوصي المسرحية يتجاوز 17 مسرحية منها للكبار وأخرى للأطفال منها ما تم انتاجها مع جمعيات مسرحية على غرار “كل عقدة تنحل”، “انتحار جثة”، “السيكوار”، “حتى 62″، “اغتيال بسمة” والعديد من النصوص الأخرى، أما التي لم تنتج فهي كثيرة أيضا، والآن أحضر لإنجاز كتاب يحمل 10 نصوص مسرحية موجهة للطفل، حتى أساهم في إيصال هذا الفن إلى عدد كبير من الأطفال الذين ربما لا يدخلون قاعات العروض، وتمكينهم من الأداء المسرحي أيضا، وهناك العديد من النصوص لم تر النور لعدة أسباب. الكثير من المسرحيين يسألونني عن عناوين نصوصي التي تعد غريبة وفلسفية، لكنها تنقل الواقع الذي أريده دون تزييف، فمسرحية “انتحار جثة” أراها العنوان المناسب لظاهرة الحرقة، وكذا مسرحية “الغرق في الجفاف” التي تحاكي الصراع المقبل في العالم والعالم العربي تحديدا حول المياه، ومسرحية “اغتيال بسمة” التي تسرد ما يحدث للطفل الفلسطيني في غزة وهكذا..

ص\ب