الكلمات في الظهيرة

الكلمات في الظهيرة

ظهيرتي.. في البيت صيفا

أقلام لباد… لأطفال مفقودين

لدي أكثر من عصفور

سيتهمني ناقد بالتثاقف

لو ذكرت أنواعها …

لدي أكثر من قفص

لأكون بريئا

الجاذبية قوية في الظهيرة

حتى أن التغريد ..

بإمكانه السقوط على سطح فكرة !

حتى أن الحنين

يتمغنط بالسحاب الأبيض

قديما كانت الدموع ملونة وتضيء

وكأن الشمس تلعب الكرات الزجاجية

بين عيون الأطفال..

كبرنا فانقرض التزحلق..

والحروب الخشبية

ذات السنوات الست

وموتاها الضاحكين

**

ما زالت الظهيرة

تزيد من حرارة الأحضان في ثلج بعيد ..

ما يشغلني.. أن الذي ينظر إلى المدينة من أعالي الريف

سينظر إلى الريف من أعالي المدينة

أما قلبه، فله نتانة لذيذة كالتي في السمك

بعد البحر… وقبل الجمر

كلما مر النسيم

أتيقن من فشل الرسامين

فذاك الميلان للأغصان في اللوحة.. زيت يهب على زيت …

أما الآداب… ستراهن أحيانا على نعاس القراء

فتنطلق قطعان الماعز من أولى صفحاتها

ولا يعود في آخر الكتاب سوى النبلاء

أكتب الآن

والعرق يدرك جيدا أن الحبر لم يعد رفيقه

وأن الموسيقيين

يتدربون على دخول القلب قبل دخوله ….

وهذا سر اخفاق الشعراء

لم يعد مهما أن تكون شاعرا

ما دمت تفتقر إلى عجين الأهازيج

ولا أن تكون عاشقا …

ما دامت الأعماق بلا نوافذ

**

في الظهيرة ..

كما لو أن شيئا واحدا.. نكونه

ألا يمل البحر من مائه..

والظبي من كسائه ..

والنجم من كي ثيابه البيضاء في الظلمات ..

يكلمني الوحي بأكثر من عقل

وأنا أرغب في مقابلة الريح

المنسلة بين قرون الأيائل …

لكنني أضطر إلى حبسها في رؤوس الطواحين

وحده الخيال من يطعمني ما أريد

لأنه يهديني الجوع الذي أريد …

ووحده الواقع.. من يفضح الأعالي

ويحول أنات قطرس.. في الهواء

إلى طرق على باب شتائي.. بلا يدين

ويخفي ظلال من يفك عقدة الشراع فوق الصارية

**

في الظهيرة

كلاهما ناضج.. الصمت والصوت

وكلاهما واهج.. اليأس والأمل

القمم البيضاء طازجة بلون الضوء شرط أن يذوب الصعود

فضة الشمعدان أبقى (للأسف الشديد) من الشموع

موسيقى الكونتري جعلت الكامنجة سعيدة

ثوب زوجة الراعي… لا يعرف الأسود

لم تكن تلك الجميلة تريد عطرك بل عرقك

الطيور المهاجرة في مكان آخر، هي الطيور العائدة

انتصارك.. أن تلسع الليل بإشعال عود ثقاب

سيفحم الليل ما حولك بعد برهة …

لكن لسعت الليل !!

انهزامك.. أن تملك الزهور.. والماء.. والضوء ..

ولا تمتلك الذبول

استرح !

كما استراح عامل النظافة

حين قال إن زوجه تهجره في أول خريف …

لتبيع التين الشوكي…عند بيت أهلها

وعاش…. السلام…. إلى الأبد!

تأكد من سرعة الألوان حتى تنجو

كن سمندلا… وأحب الفراش

استفق !

هكذا القيلولة.. وقت بين ظفري وقت

تحس بعدها بالتقطع

ككل سموات سبتمبر

هكذا لست حزينا

بل تعيش حالة شبيهة

بمسمار عيني أم.. على جرح طفلها

لم تنس… أحدا

هم فيك بخير

يأكلون طعام مخيلتك..

وتؤلمهم لتؤلمك ..

بشاعوبة التبن تجعلهم

يقلبون الزبد

من أول الموج على آخر الرمل

أو أول الرمل على آخر الموج …

لم يحز أي لقاء على أرض ثابتة أو كلمات مقدسة

لم يكن ليجيء، لولا مكانين مختلفين ..

الكل معك في نفس الصورة

كصنوبرة قريبة تظهر مع الجبال البعيدة

على نفس سطح العين ….

 

 

عادل بلغيث/ تبسة