التحق الأطفال هذا الأسبوع بمقاعد الدراسة، وهو ما يتبعه جملة من التفاصيل التي تهتم بها الأم، كاللمجة التي تدخل صلب اهتمام الأم الحريصة على توفيرها لابنها، ويقابلها تصاعد دعوات المختصين للابتعاد عن الأطعمة والعصائر المصنعة، واستبدالها بأخرى صحية، من شأنها أن تدعم مناعة التلميذ.
يأخذ التلاميذ معهم مأكولات متنوعة يتناولونها خلال ساعات الدوام بالمدرسة، وهو أمر طبيعي وصحي إذا اتخذ مجراه الصحيح، لكن المُلاحظ إغراق بعض الأمهات اللمجة بالسكريات والدهون والمملحات دون اكتراث لما يترتب عن هذا التصرف غير المسؤول من أضرار جسيمة بصحة أطفالهم.
تحدٍ تواجهه الأمهات
تحدّثت “هاجر” عن تجربتها مع ابنتها، فقالت إنّ ابنتها كانت تأكل بشكل صحي 100% إلى حين بلوغها سنتين ونصف، وكانت تركّز في طبخها على “فرينة القمح والشعير والشوفان والأرز والأجبان والعسل والتمر للتحلية، فضلًا عن المعكرونة بالقمح الكامل، وكسكسي القمح، وخبز القمح.. لكنّ غلاء الأسعار جعل مواصلة هذه العادات الصحية أمرًا صعبًا”، وفقها.
وأوضحت المتحدثة أن تحضير لمجة صحية 100% يظلّ مكلفًا ويأخذ وقتا أكثر.
وتُضيف السيدة: “أصبحت ابنتي تأكل الأطباق العادية التي نتناولها، لكن بمعدلات منخفضة من السكّر والملح، وأحرص على تجهيز اللمجة في البيت كي أتأكد من خلوّها من الملونات والمواد الحافظة”، مضيفة “سنة كاملة في الروضة وهي لم تتذوّق أبدًا العصائر المعلّبة واللّمج الجاهزة”.
تؤكد هذه السيدة أنّ العام الثاني في دراسة ابنتها في الروضة، عرف رغبة الطفلة في تذوّق أنواع أخرى من اللمجة، مثل التي تشاهدها لدى أصدقائها، فتذوّقت وقتها بعض المنتجات المعلّبة. تقول: “أحاول إدخال بعض المكونات الصحية في المأكولات، مثل الجوز والزبيب وغير ذلك من الفواكه الجافة”.
من جهتها، تقول رميساء إنّ “اللمجة تتكون غالبًا من فواکه مع کعك منزلي الصنع، أو خبز بالجبن مع عصیر منزلي، فضلًا عن الفواکه الجافة والخضر الطازجة المقطّعة، وأنها تمكّن طفلها مرّة في الأسبوع من شراء منتجات جاهزة يختارها هو”.
اللمجة.. بعيون المختصين
وُجدت اللمجة من أجل تزويد الطفل بالفيتامينات ومنحه الطاقة حتى وصول وقت الغذاء، إلا أنها أخذت منحى آخر حسب كريم مسوس أخصائي التغذية الذي قال في حديث سابق إن اللمجة وفقا للعقلية الجزائرية التي تعتمد اعتمادا كليا على كلّ ما هو محلى “خاطئة”، بل أكثر من هذا، تعتبر مضرّة بالصحة، ويوضح ذلك بقوله: “يُفترض في هذه الوجبة الصباحية أن تكون عبارة عن وجبة خفيفة حتى لا يشعر الأطفال بالجوع الشديد، وتكون لديهم القدرة على انتظار موعد الغداء، وعادة ما يتم تناولها في فترة الاستراحة عند الساعة العاشرة، غير أن الملاحظ في مجتمعنا أن “اللمجة” تحولت إلى وجبة دسمة تحوي على نسبة عالية من السكريات والدهون، الأمر الذي أفقدها صفتها، والغاية التي وجدت لأجلها”، وفي شرحه لمخاطر اللمجة، قال الأخصائي إنه من أكثر المخاطر الناجمة عنها، أنها تزود الأطفال بطاقة فارغة، نتيجة تناول كميات كبيرة من السكريات، كما أنها تعودهم على الذوق الحلو، بالتالي تربيهم منذ الصغر على تفضيل الوجبات المحلاة بدل المالحة، وهو مؤشر غير صحي، يقود في المستقبل إلى الإصابة بالبدانة والسكري من النوع الثاني، خاصة وأنّ اللمجة التي عادة ما تكون عبارة عن قالب شكولاطة أو بسكويت محلى أو عصير يجعل الطفل يفقد تركيزه، لأن تفكيره يظل منشغلا بوقت حلول الموعد ليتناول لمجته، خاصة إن كان من الأطفال الذين لا يتناولون فطور الصباح الذي أثبتت الدراسات أهميته القصوى لصحة الطفل.
ويُضيف المختص أن من بين أهم مساوئ اللمجة، أنها دفعت بالطفل إلى التخلي عن وجبة الغداء، التي يفترض أنها ضرورية لصحة الطفل ووصل الأمر إلى نصحه كمختص أن يتم التخلي عن “اللمجة” نهائيا، لأن أضرارها أكثر من منافعها وتعويضها ببعض الفواكه التي حقيقة رغم غلائها، إلا أنها تظل أفضل عوض الحلويات، وبدلا من إعطاء الطفل حبة كاملة، يكفي نصف أو ربع حبة تفاح مثلا، أو بعض حبات العنب أو التمر، من جهة يسدّ ذلك الجوع، ومن جهة أخرى لا يشعر بالشبع، وعند حلول موعد الغداء تكون شهيته مفتوحة ويجد نفسه جائعا ومضطرا للأكل.
ل. ب