-
خوض تجربة إعلامية خارج الوطن طموح مشروع لأي إعلامي
أنيس بلميلي من الأسماء الإعلامية الشابة التي انضمت إلى الفريق الإعلامي للتلفزيون العمومي الجزائري، بدأ مشواره بقسم الأخبار بقناة “كنال ألجيري” بتقديمه لنشرة الأخبار بالإنجليزية، ثم انتقل إلى قناة “المعرفة”، أين كانت له تجربة أخرى في مساره المهني بتقديمه لحصص متنوعة.
وقد توج، مؤخرا، بالجائزة الأولى في مسابقة “نجمة للإعلام” عن برنامجه “I.TECH.2.0”. وعن هذا التتويج ومحطاته الإعلامية في التلفزيون الجزائري العمومي، تحدث الإعلامي أنيس بلميلي لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
أولا، نبارك لك التتويج بالجائزة الأولى في مسابقة نجمة للإعلام، ماذا تقول عن مشاركتك فيها إلى حين تتويجك؟
شكرًا جزيلا على التهنئة. مشاركتي في مسابقة نجمة للإعلام كانت تجربة مميزة ومليئة بالتحديات. منذ البداية، كنت مؤمنا بأهمية تقديم محتوى إعلامي يبرز القضايا التقنية الراهنة بطريقة مبتكرة ومهنية.
العمل على برنامج I-TECH 2.0، وخاصة العدد المخصص للذكاء الاصطناعي في الجزائر، كان فرصة لإبراز الإمكانات الوطنية في هذا المجال وتسليط الضوء على تطوراته. التتويج بالجائزة الأولى هو ثمرة عمل جماعي وجهد كبير بذلته مع فريق البرنامج، وهو تأكيد على أن الجودة والإبداع في الإعلام يمكن أن يصلا إلى أبعد الحدود. أعتبر هذا التتويج دافعا لمواصلة تقديم الأفضل، ورسالة تحفيز لكل الإعلاميين الشباب بأن الاجتهاد والإصرار يصنعان الفارق.
ماذا عن العمل المتوج؟
العمل المتوَّج، وهو برنامج I-TECH 2.0، يعكس رؤية إعلامية جديدة تتماشى مع التطورات التكنولوجية المتسارعة. في هذا العدد تحديدًا، ركزنا على الذكاء الاصطناعي في الجزائر، ليس فقط كتقنية، بل كموضوع يؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية ومستقبل الإعلام.
قمنا باستعمال تقنيات حديثة ومتقدمة للذكاء الاصطناعي، مثل تقنيات توليد الفيديوهات ودمج الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تقنية Deepfake، التي برهنت على الإمكانيات المذهلة لهذه الأدوات، ولكنها في نفس الوقت تسلط الضوء على المخاطر المحتملة إذا أسيء استخدامها. وقد حرصنا خلال البرنامج على التحذير من هذه المخاطر، والتأكيد على أهمية التوعية بمسؤولية التعامل مع هذه التقنيات. كما استخدمنا أداة لتغيير اللغة بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما أتاح لنا تقديم محتوى بلغات متعددة بسلاسة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، قدَّمنا لجمهورنا موقعًا يمكنهم من خلاله التحقق مما إذا كان أي فيديو قد تم تعديله بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا، تعزيزًا لمبدأ الشفافية ومكافحة التضليل الإعلامي. وتفرّد هذا العدد يعود إلى كونه الأول من نوعه في الإعلام الجزائري الذي يدمج هذه التقنيات بشكل عملي ويقدمها بأسلوب يوازن بين الإبداع والتحذير من أخطارها. التلفزيون الجزائري كان سباقًا في دعم مثل هذه الأفكار، مما منحنا المنصة اللازمة لإيصال هذا العمل لجمهور واسع. البرنامج تناول أيضًا أمثلة ملموسة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية في الجزائر، مما يعكس التقدم الملحوظ الذي تشهده البلد في هذا المجال. في قطاع التعليم العالي، سلطنا الضوء على المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، التي تُعد نموذجًا لاستقطاب النخب الشابة وتكوينها في مجالات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يسهم في خلق كفاءات وطنية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
في مجال الصحة، تناولنا استخدام طاولة التشريح الذكية، التي تمثل قفزة نوعية في مجال التعليم الطبي من خلال توفير تجربة تفاعلية متطورة تُحاكي التشريح الواقعي بشكل آمن ودقيق. أما في مجال الزراعة، فقد استعرضنا دور الطائرات بدون طيار (Drones) في تحسين الإنتاجية، سواء من خلال حساب المحاصيل بدقة أو استخدام تقنيات التلقيح الذكي، مما يعزز من فعالية العمليات الزراعية ويقلل من الهدر. هذه الأمثلة تعكس كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث تحولًا جوهريًا في مختلف القطاعات، ويُبرز الإمكانيات الواعدة التي تملكها الجزائر في تبني التكنولوجيا لخدمة التنمية المستدامة.
ما هي أبرز محطاتك في مجال الاعلام؟
بداية مشواري في مجال الإعلام كانت عام 2019 في قناة الجزائر الدولية، حيث عملت ضمن فريق نشرة الأخبار باللغة الإنجليزية. كانت هذه التجربة محطة أساسية في صقل مهاراتي، سواء في التحرير أو التقديم الإعلامي.
في عام 2020، انتقلت إلى قناة “المعرفة”، حيث بدأت رحلة جديدة في تقديم الحصص التلفزيونية. هذا الانتقال مثَّل نقطة تحول في مسيرتي، حيث أتيحت لي الفرصة للعمل على برامج متنوعة تغطي مواضيع تعليمية، ثقافية، وتاريخية.
منذ ذلك الحين، كان تركيزي على تقديم محتوى مبتكر يعكس احتياجات الجمهور، مما ساعدني على التطور كمقدم برامج وصحفي، وبناء هوية إعلامية تركز على المهنية والإبداع.
كثرة وسائل الإعلام في الجزائر، بما في ذلك القنوات التلفزيونية المختلفة، هل ترى أنها خدمت الإعلام في الجزائر؟
تعدد وسائل الإعلام في الجزائر، بما في ذلك القنوات التلفزيونية المختلفة يمثل ظاهرة إيجابية تُثري المشهد الإعلامي الوطني. هذا التنوع أتاح مساحة أوسع للتعبير عن الآراء، وتغطية مختلف المواضيع التي تهم المجتمع الجزائري بمختلف شرائحه. وجود قنوات متعددة يعني أيضًا تنافسًا أكبر، وهو عامل محفز لتحسين الجودة وتقديم محتوى إعلامي متنوع يلبي احتياجات الجمهور. كما أن هذا التعدد أسهم في تعزيز التخصص الإعلامي، حيث أصبحت لدينا قنوات تهتم بالثقافة، التعليم، الرياضة، وحتى القضايا التكنولوجية. لكن في الوقت نفسه، نجاح هذا التوسع يعتمد بشكل كبير على قدرة هذه الوسائل على الالتزام بالمعايير المهنية والابتعاد عن التكرار أو السطحية. لذا، أرى أن تعدد الوسائل يمكن أن يكون خدمة حقيقية للإعلام في الجزائر إذا استُثمر بطريقة تدعم تنوع الأفكار، تُعزز الابتكار، وتُثري النقاش العام بما يخدم تطلعات المجتمع.
كثير من الإعلاميين يتطلعون لخوض تجارب إعلامية خارج الوطن، هل لك طموح في هذا الشأن؟
بالتأكيد، خوض تجربة إعلامية خارج الوطن هو طموح مشروع لأي إعلامي يسعى لتطوير مهاراته وتوسيع آفاقه. بالنسبة لي، أنا ما زلت في بداية مشواري المهني، ولا أدري ما يخبئه المستقبل، ولكن لا شك أن العمل في الخارج سيكون تجربة قيّمة تُثري مسيرتي وتمنحني فرصًا لاكتساب خبرات جديدة ومهارات إضافية. ومع ذلك، أؤمن أن الأهم في النهاية هو كيفية توظيف هذه التجارب والخبرات لخدمة بلدي. مهما كانت الفرصة أو المكان الذي أعمل فيه، يبقى هدفي الأساسي هو العودة إلى الجزائر والمساهمة في تطوير الإعلام الوطني بكل ما أتعلمه وأحققه.
حاورته: حاء/ ع