الأربعاء , 27 سبتمبر 2023

المتوج بالجائزة الثالثة في مسابقة “الخطلاء للرواية العربية” الكاتب الجزائري عبد الكريم قادري يصرح لـ “الموعد اليومي”: الساحة الأدبية في الجزائر للأسف غير واضحة المعالم

افتك الكاتب الجزائري عبد الكريم قادري، مؤخرا، بالكويت، الجائزة الثالثة في مسابقة “الخطلاء للرواية العربية” في طبعتها الأولى عن روايته “ريفزالت”.

فعن هذا التتويج وأمور ذات صلة، تحدث الكاتب المبدع عبد الكريم قادري لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…

 

كيف تمت مشاركتك في هذه المسابقة إلى حين تتويجك بأهم جوائزها؟

رواية “ريفزالت” (مخطوط) لم تكن الأولى في مسيرتي السردية، ولم تكن الأخيرة في قائمة ما تم كتابته، كانت مركونة على جنب، بعد أن تمت مراجعتها وتدقيقها الكثير من المرات، أنتظر الفرصة المناسبة لأظهرها وأبينها، وقد جاءت هذه الفرصة من خلال اطلاعي على اعلان مسابقة جائزة الخطلاء للرواية العربية في الكويت، طبعا بما أن الجائزة في دورتها الأولى تقصيت عنها، لمعرفة مدى جديتها، فوجدتها منظمة من طرف مبادرة “إيجاز” لتثمين اللغة العربية، ومدعومة من طرف الشيخ ماجد السليمان التركي رئيس مجموعة “الخطلاء”، وقد عرف عن هذا الرجل مبادراته الثقافية والتراثية والفنية والخيرية التي لا تنتهي، لهذا شاركت فيها، لأنني تيقنت من مصداقيتها ومن جديتها، إضافة إلى أنها مثّمنة بطريقة جيدة، أي تم تخصيص جوائز نقدية للمراتب الثلاثة جاءت على التوالي (10 آلاف دولار للأولى، و7 آلاف دولار للثانية، و5 آلاف دولار للثالثة)، لهذا كانت هذه الحوافز المهمة دافعا قويا للمشاركة.

 

هل كنت تتوقع هذا التتويج؟

لن أقول لك بأنني كنت أتوقع التتويج، بل أقول بصيغة أخرى بأن درجات الأمل كانت مرتفعة جدا، لأنني كنت أعرف مسبقا بأن الجوائز حين تكون في دوراتها الأولى ومثمنة بطريقة جيدة يتم التهافت عليها بشكل كبير، وقد كان توقعي هذا في محله، والدليل بأن حجم المشاركة تجاوز 430 نصا روائيا، وهو عدد كبير جدا، وعندما عرفت بهذا الكم من المشاركات بدأت درجات الأمل تتراجع، لأنني كنت أعرف بأن هناك أسماء مهمة وفاعلة شاركت في هذه المسابقة، لكن في المقابل كنت أثق جيدا في نصي، وكان أكثر أملي أن تقف عليه لجنة التحكيم، وهذا ما حدث فعلا، لكن عندما تم الاعلان عن القائمة الطويلة التي كانت تحتوي على 11 اسما عاد الأمل لي في التتويج، وسعدت كثيرا عندما وجدت في القائمة أسماء لها مرجعية قوية في السرد، ومن بينهم من تحصل على جوائز عربية مهمة، ليكبر الأمل أكثر من خلال اعلان القائمة القصيرة ومن ثمة المتوجين.

 

ماذا تقول عن مسيرتك الأدبية وما تحمله من إبداعات ومؤلفات في مجال تخصصك الأدبي؟

طبعا أنا معروف في الساحة الثقافية الجزائرية والعربية كناقد سينمائي، من خلال مساهماتي المتنوعة في هذا المجال منذ سنوات طويلة، إضافة إلى الكتب التي ألفتها في هذا التخصص، لكن الذهاب صوب الكتابة السردية بعد هذه المسيرة النقدية خلق نوعا من الغرابة لدى البعض، لكن ليس بالنسبة لي، لأن منطلقي الأساسي والأولي كان أدبيا، من خلال مرجعية واسعة في قراءة الأدب الجزائري والعربي والعالمي، لهذا كنت أخاف من كتابة الرواية، أعتقد بأن هذا الأمر صعب ولا أزال أعتقد هذا طبعا، لأنني أعرف قيمة جنس الرواية وأعرف بصمة الآخرين فيها، لكن عندما وجدت بأنني أملك ما يمكن أن أقوله تقدمت لكتابة الرواية، لأنني أحسست بأن لدي الأدوات المناسبة لفعل هذا، وقد كانت التجربة الأولى من خلال رواية “وحيدون معا”، لم أكن راضيا عليها، لهذا ركنتها جانبا ولن أعود إليها ربما، بعدها رواية “حقيبة واحد لا تكفي” وقد تم التنويه لها في مسابقة الشارقة للإبداع العربي، وقد تم نشر هذه الرواية جزائريا عن طريق دار ضمة، وعربيا عن طريق دار رشم الكائن مقرها في السعودية، وسيتم الانطلاق في توزيعها بداية مع معرض الجزائر الدولي للكتاب، هذه هي مسيرتي الأدبية باختصار.

 

ما هو هدفك من المشاركة في مثل هكذا مسابقات أدبية؟

طبعا المسابقات باتت مهمة جدا، خاصة في العالم العربي الذي لا يملك استراتيجية نشر ولا صنّاعة كتاب، لهذا جاءت المسابقات الأدبية العربية لتساهم في منظومة النشر، وهذا من خلال التعريف بالنصوص الفائزة وفتح آفاق أرحب لها في المدونة السردية، لأن هذه المسابقات تجعل الكاتب يعرف ولو بشكل نسبي قيمة ما يكتبه، في ظل هذا الكساد الكبير والفساد الثقافي الذي نعرفه، لأنه من الصعب جدا معرفة قيمة ما يكتبه المرء في ظل منطق الشللية والأقدمية والحلقات الضيقة، إضافة إلى التثمين المادي الذي يتلقاه الفائزون، لأننا نعرف جيدا بأن النشر في العالم العربي ليس له مقابل مادي، في ظل المنظومة الفاسدة التي نعرفها، لهذا كانت الجوائز بديلا ومتنفسا للكتاب.

 

ماذا تقول عن واقع الساحة الأدبية في الجزائر؟

الساحة الأدبية في الجزائر للأسف غير واضحة المعالم ولا الملامح، الأسماء التي تكتب بطريقة جيدة ولديها مساحة جمالية لا بأس بها لا تتصدر المشهد، في حين أن الأسماء المكرسة من أصحاب المواهب الناقصة أو أصحاب أنصاف المواهب تتسيد المشهد، إضافة إلى انعدام الفضاءات أو الآليات التي تغربل الساحة وتنتصر للنص، لهذا باتت الشللية هي من تسيطر على مساحة لا تستحقها، أتمنى أن تتغير هذه المعطيات السلبية مستقبلا، انتصارا للنص الأدبي الجميل.

حاورته: حاء\ع