الجمعة , 29 سبتمبر 2023

المركز الوطني لإنقاذ الشباب.. تجربة رائدة في علاج المدمنين

يعد المركز الوطني لإنقاذ الشباب من آفة المخدرات بوشاوي 2 بالجزائر العاصمة، أحد المراكز الرائدة وطنيا، ووجهة للشباب الراغب في العلاج من الإدمان، من خلال تطبيقه لتقنيات حديثة حققت نسبا هامة في استشفاء المدمنين على المخدرات.

إقبال لافت للشباب

ويوفر هذا المركز الذي يتربع على مساحة 2000 متر مربع بغابة بوشاوي، ويعرف اقبالا كبيرا من قبل الشباب الراغب في العلاج من الادمان على المخدرات (القنب الهندي والحبوب المهلوسة)، فرصة ثانية للمدمنين الراغبين في الاندماج مرة أخرى في المجتمع، حسب ما كشف عنه عبد الكريم عبيدات رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب.

متابعة نفسية ومرافقة اجتماعية

وأوضح السيد عبيدات في تصريحه أن هذا المركز يطبق بروتوكولا صحيا علاجيا مكن من استقبال أزيد من 7757 شابا وشابة، منذ استحداثه سنة 2019 إلى غاية يومنا هذا، مؤكدا على أهمية ضمان التكفل النفسي والمرافقة الاجتماعية للمدمنين الذين يبدون رغبة في العلاج من هذه السموم.

ونظرا للدور الهام الذي يلعبه الجانب النفسي في عملية الاستشفاء، يعمد المركز إلى برمجة عمليات العلاج تحت إشراف عدد من المختصين النفسانيين والاجتماعيين والأطباء، مشيرا إلى أن الاقلاع عن استهلاك المخدرات يحتاج لإرادة قوية ودعم كبير من محيط الشخص المدمن، يضيف السيد عبيدات.

كما أوضح في هذا الصدد، أن خضوع المريض لجلسات العلاج، يمر عبر أربع مراحل هامة، تستدعي الموافقة عليها جميعها من قبل المدمن، تتمثل في مرحلة التقييم الأولي، يليها التعرف على نوع المخدر الذي يتعاطاه ومدة إدمانه، لتأتي بعدها المقابلة الطبية والنفسانية والشروع في العلاج.

وحسب السيد عبيدات، فإنه بعد تشخيص حالة المدمن على المخدرات (القنب الهندي والأقراص المهلوسة)، يخضع لجلسات علاج تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر على فترات، من خلال بروتوكول علاجي يشرف عليه عدد من المختصين والأطباء، مؤكدا أن الشرط الوحيد لنجاح عملية الاستشفاء هو الالتزام واقلاع الشخص المدمن عن تعاطي هذه السموم مرة أخرى، مع إخضاعه لتحاليل طبية دورية.

وأكد المتحدث أن هذا المركز يتوفر على جميع الامكانيات والظروف التي تسمح بتعافي المدمن وتخلصه من السموم التي يتعاطاها، من خلال مروره على عدد من الأقسام التي توفر له العلاج الطبيعي والنفسي، إضافة إلى المراقبة الطبية الدورية، وكذا قاعة لممارسة الرياضة والاسترخاء، مع تعزيز هذه الجلسات العلاجية بحضور عدد من أفراد العائلة، قصد إعطاء دعم نفسي للمريض.

مساعدة 300 شاب وشابة في الاقلاع عن استهلاك المخدرات

ودعا السيد عبيدات إلى التفكير في تعميم مراكز العلاج من الادمان على آفة المخدرات، من خلال تكاثف جهود الفاعلين في مجال الوقاية، بغية مساعدة أكبر عدد من المدمنين وإدماجهم في الحياة الاجتماعية.

كما دعا العائلات إلى لعب دورها كاملا في مرافقة أبنائها المتمدرسين، مؤكدا على ضرورة التصدي لظاهرة انتشار تعاطي المخدرات وسط هذه الفئة بالتحديد، من خلال تكثيف الحملات التوعوية في الفضاءات العمومية والمدارس والثانويات.

وفي سياق آخر، أكد السيد عبيدات أن 90 بالمائة من المدمنين الذين يقصدون المركز للعلاج، كشفوا عن استهلاكهم للأقراص المهلوسة شديدة الخطورة، وهو ما ينعكس بالضرورة على العائلة والمجتمع ككل.

وفي هذا المنحى، أكد أن النتائج التي حققها المركز في عملية استشفاء المدمنين خلال السنة الماضية تعتبر مبشرة، كاشفا عن تكريم 300 شاب وشابة بحضور عائلاتهم، بعد أن تمكنوا من الاقلاع نهائيا عن استهلاك المخدرات بفضل التزامهم وعزيمتهم وجلسات العلاج التي تلقوها في المركز.

إلى جانب ذلك، دعا السيد عبيدات إلى اعداد مخطط وطني للوقاية الجوارية، لمجابهة آفة استهلاك المخدرات بإشراك الجمعيات وكذا المدمنين المتعافين في جهود المكافحة من خلال تقديم شهاداتهم.

ق. م