سيف الدين بوهة من الأسماء الفنية البارزة في مجال المسرح، مارس التمثيل والإخراج وكتابة النصوص المسرحية، حاز نصه لمسرحية “الفلوكة” على جائزة أحسن عمل متكامل في مهرجان المسرح العربي (vaga) بباجة بتونس بما فيها جائزة أحسن نص لذات المسرحية، إلى جانب مشاركته في عدة أعمال تلفزيونية وسينمائية.
فعن تتويجه في مهرجان المسرح العربي بتونس وعن الجوائز التي يتحصل عليها في كل مرة في مختلف التظاهرات والمهرجانات وأمور ذات صلة، تحدث سيف الدين بوهة لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
مبروك التتويج بجائزة أحسن نص في مهرجان المسرح العربي بباجة بتونس؟
شكرا لكم على هذه الالتفاتة من قبل جريدتكم التي تفتح المجال للتفاعل مع القراء الكرام.
ماذا عن محتوى النص المتوج؟
نص “الفلوكة” يعالج ظاهرة الحرڨة لكن من زاوية مختلفة وطرح مختلف.. هي قصة زوج (علي ووردة) اللذين يقرران الحرڨة من أجل إنجاب الأطفال، حيث أنهما بعد عشر سنوات من الزواج لم يرزقا بأولاد، وبعدما فعلا كل ما يجب فعله من زيارة الأطباء وجربا الطب التقليدي.. قررا السفر من أجل إجراء عملية جراحية معقدة واختارا الحرڨة لأنهما لم يتحصلا على تأشيرة السفر.. خلال الرحلة تكتشف الزوجة بأنها حامل فيقرران العودة إلى الديار، لكن تصادفهما عاصفة، فيضحي الزوج من أجل زوجته وما تحمله في بطنها.. هذا باختصار محتوى النص.
ما هي أهم النصوص التي كتبتها وتم تحويلها إلى عمل مسرحي جسد على الركح؟
لقد كتبت العديد من النصوص التي حولت إلى أعمال مسرحية قدمت على الركح، منها مسرحية “المدني ولد المنسي”، “ندورها rap”، “الأميرة والمتسول”، “جبل الأماني”، “راهونافيس”، “الخاتم السحري” و”خيال”.
من غير هذه الجائزة العربية، حصدت مسرحية “الفلوكة” عدة جوائز، ما الذي جذب الجمهور أكثر إلى هذا العمل المسرحي وجعله ينجح؟
تحصلت مسرحية “الفلوكة” على جائزة “التريكي الذهبي” بالمهرجان المحلي للمسرح المحترف بمدينة ڨالمة وجائزة “العنقود الذهبي” بالمهرجان الوطني للفكاهة بالمدية، كما ترشحت لكل الجوائز في نفس المهرجان وآخرها جائزة أحسن عرض متكامل في مهرجان vaga العربي للمسرح وجائزة أحسن ممثلة وجائزة أحسن نص، كما ترشحت لكل الجوائز في نفس المهرجان.
وأعتقد أن سر نجاح المسرحية جماهيريا هو الموضوع الذي هو نابع من عمق المجتمع، حيث أنه يحكي يومياته وهمومه التي يعيشها، أي أنه يجد نفسه داخل العرض وكذلك الطرح الكوميدي الذي ينجذب إليه.
ماذا تمثل لك الجوائز وماذا تضيف لمسارك الفني؟
الجوائز في حياة الفنان المتوج بها، تعتبر أحد المحفزات التي تعطيه (الفنان المتوج) نوعا من الثقة والتشجيع، وهذا يدفعه للعمل أكثر ويقدم أفضل ما لديه، أي يبدع أكثر في الأعمال الفنية التي يقدمها لاحقا، لكن بالمقابل ليست هي الهدف الأساسي لأن أكبر جائزة يمكن للفنان أن يتحصل عليها هي كسب محبة الجمهور.
صرحت فيما سبق أن نتائج المهرجانات ليست مقياسا لجودة العمل من عدمه، هل من توضيح أكثر؟
إن نتائج المهرجانات مهما كان نوعها أو مهما كان المهرجان تبقى نسبية نظرا لعدة اعتبارات، فالفن ليس علوما دقيقة بقدر ما هو ميول وذوق فني من طرف أعضاء اللجنة خاصة إذا كان الفريق الفني للعمل المسرحي محترفا، وبالتالي ليس بالضرورة أن من تحصّل على جائزة هو الأحسن، فالمقياس الحقيقي هو نجاح العرض مع المتلقي الذي صنع هذا العرض من أجله.
ما تقييمك لواقع المسرح الجزائري خاصة بعد جائحة كورونا؟
حقا، جائحة كورونا أثرت سلبا على كل القطاعات وليس قطاع الفن والثقافة بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة فقط، وحاليا، فإن الساحة الفنية تعاني من نقص في الإنتاج والتوزيع على حد سواء.
إلى جانب ممارستك للكتابة والتمثيل والإخراج المسرحي، سبق وأن شاركت في أعمال فنية تلفزيونية وسينمائية، ما قولك في هذه التجربة؟
أنا في الحقيقة ممثل قبل أن أمارس الكتابة والإخراج المسرحي، فالتمثيل هو شغفي الأول والأخير، وبالتالي مشاركتي في عديد الأعمال التلفزيونية والسينمائية كممثل هو أمر طبيعي بالنسبة لأي ممثل.. حاليا أعمل على فيلم سينمائي تاريخي وأتمنى أن يلقى اعجاب الجمهور.
حاورته: حاء/ ع