يحيي العالم في الثاني من فيفري من كل عام، اليوم العالمي للأراضي الرطبة، بهدف زيادة الوعي بالأهمية الكبرى التي تمثلها الأراضي الرطبة في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض.
تشير التقديرات إلى أن الأراضي الرطبة تختفي بمعدل أسرع بثلاث مرات من الغابات، كما أن أكثر من 35٪ من الأراضي الرطبة قد تدهورت أو اختفت منذ عام 1970. ويعد وقف هذا الفقدان والحد منه وعكس مساره أمرا بالغ الأهمية.
وجاء الشعار الذي اختارته أمانة اتفاقية رامسار هذا العام، ليسلط الضوء على أهمية حماية الأراضي الرطبة وتعزيزها لضمان مستقبل مزدهر للبشرية جمعاء، لأن تعزيز وحماية هذه النظم البيئية الغنية بالتنوع البيولوجي والمنتجة من خلال الإجراءات المتخذة لصالحها، يسمح لنا معًا بالحفاظ على مستقبلنا المشترك.
وعلى هذا الأساس، بدا من الضروري، اتخاذ تدابير للحفاظ على هذه البيئات الحيوية ووقف أي شكل من أشكال التدهور الذي يؤثر عليها بسبب التنمية غير المستدامة والنمو السكاني والعمران والاستهلاك غير العقلاني لمواردها، تم التوقيع في 2 فيفري 1971 على معاهدة حكومية دولية للحفاظ على الأراضي الرطبة واستخدامها الرشيد والمستدام في رامسار والتي تعرف باسم اتفاقية رامسار.
50 منطقة رطبة جزائرية مُصنفة في رامسار
وفي هذا الإطار، صنفت الجزائر 50 موقعا على قائمة “رامسار” للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية بمساحة تقارب 3 ملايين هكتار، والتي تتنوع بشكل كبير مثل الشط والسبخات والمستنقعات والبحيرات والمروج الرطبة والواحات، وهو الأمر الذي جعل منها الأولى إفريقيا من ناحية تعداد هذه المواقع.
فعاليات ونشاطات بالمناسبة
تحيي الجزائر اليوم العالمي للأراضي الرطبة المصادف لـ 2 فيفري من كل سنة، بالقيام بعدة نشاطات تحت شعار “حماية الأراضي الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك”، ويتم بالمناسبة إطلاق فعاليات رسمية وبعدة نشاطات تسلط الضوء على جهود القطاع في مجال الحفاظ على الأراضي الرطبة، من خلال محافظات الغابات والحظائر الوطنية ومراكز تربية الصيد ومحميات الصيد في جميع الولايات، بالاشتراك مع مختلف الشركاء المحليين وكذلك الجمعيات والمجتمع المدني، وارتكزت الأنشطة المختلفة المخطط لها للاحتفال بهذا الحدث على توعية القطاعات الأخرى والسلطات المحلية بأهمية الحفاظ على المناطق الرطبة وتنظيم مؤتمرات ومعارض وموائد مستديرة وبث إذاعي حول هذا الموضوع، كما تم تنظيم خرجات ميدانية للمناطق الرطبة، وتكوينات في مجال مراقبة الطيور المائية وطرق تعدادها وتنظيم مسابقات رسم لأطفال المدارس ومسابقات تصوير لعشاق هذه الطيور، وتوزيع ملصقات ونشرات وأقراص مدمجة متعلقة بالموضوع.
وجددت مصالح محافظة الغابات دعوتها للجميع للمساهمة في حماية هذه الطيور وحماية المناطق الرطبة والأوساط الطبيعية التي تعيش فيها من كل أسباب التدهور مثل الانجراف والتوحل والتلوث ومياه الصرف والصيد غير الشرعي والضخ المفرط للمياه، وكذا معالجة الأحواض المطلة على السدود وتصحيح المجاري المائية، كما دعت إلى ضرورة الحفاظ على النباتات المحيطة بالمناطق الرطبة وغرس الأشجار والمساهمة في الحملات التطوعية للتشجير والتنظيف.
وأشارت إلى أن محافظة الغابات تعمل جاهدة من أجل حماية النظم البيئية الرطبة، حيث يتواصل البرنامج المعد لذلك والمتمثل في مشاريع التشجير وإعادة التشجير للأحواض المستفرغة بالمناطق الرطبة من أجل حماية الثروة المائية من الانجراف والتوحل.
عودة قوية للطيور المهاجرة في باتنة
تعرف المناطق الرطبة بولاية باتنة عودة قوية للطيور المائية المهاجرة، حيث أشارت رئيسة فريق باتنة للشبكة الوطنية لملاحظي الطيور الجزائريين والمكلفة بمصلحة حماية وترقية النباتات والحيوانات بالحظيرة الوطنية بلزمة بولاية باتنة هند سامعي، إلى أن 15 منطقة رطبة من إجمالي 26 تمت زيارتها من قبل 6399 طائرا مائيا موزعا على 34 نوعا.
ومكنت الظروف الملائمة بهذه المناطق من عودة الطيور إليها بشكل ملحوظ لاسيما بط الشهرمان (1.795 طائر) وحذف شتوي (1.121 طائرا) اللذين شكلا النوعين الغالبين عموما في مختلف المناطق الرطبة لباتنة، كما يعد شط قداين الواقع بين بلديات عين ياقوت ولازر وسريانة وكذا المنطقة الرطبة (مرجة) ببلدية بولهيلات من أهم المناطق الرطبة بالولاية التي تعرف انتعاشا كبيرا سواء من حيث عدد الطيور وتنوع أصنافها.
كما تم توثيق عودة الطائر المعروف باسم (بقويقة سوداء الذيل)، هذا الطائر من الطيور المائية التي تعشش في أوروبا الوسطى ومدرج ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لأن أعداده في تناقص بسبب التلوث المائي خاصة.
ل. ب