الأحد , 1 أكتوبر 2023

المهرجان الوطني للمسرح المحترف… “انتحار الرفيقة الميتة”  مساءلة الحياة والموت والانتحار

elmaouid

استمتع، الأحد، جمهور المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة، بمسرحية “انتحار الرفيقة الميتة” لمسرح العلمة، وهو عرض بسيكودرامي من إخراج فوزي بن ابراهيم، بني على مساءلة الحياة والموت والانتحار

انطلاقا من الجنون ووصولا إليه.

 

ووفقت المسرحية في خيارات الحكاية التي اقتبسها محمد عدلان بخوش عن رواية “فيرونيكا تقرر أن لا تموت” للكاتب البرازيلي باولو كويلو، بالاستناد على خصوصيات ونماذج جزائرية.

وتحكي المسرحية عن حالة جنون جماعي، حيث تدور الأحداث في مصحة عقلية، هي في الحقيقة مخزن بضائع تم تحويله من قبل الجيش إلى مصحة استجابة لحكم قضائي من أجل رعاية عسكري سابق.

وأسقط المخرج الجنون الموجود في النص على الحالات الجزائرية، واختار عسكريا ومحامية وهما حبيبان، ورفيقة وهي ممثلة وبودا وهو مصدوم صامت لا يكلم أحدا، بالإضافة إلى الطبيب والمساعدة والحارس العنيف المتأهب لكهربة نزلاء مصحة عقلية في كلّ مرّة.

ويبدو أن المحامية المجنونة التي هي إحدى نزيلات المصحة المخزن هي السبب في صدور حكم انشاء المكان، فبعد أن جن رفيقها العسكري وتخلى عنه الجيش اضطرت لمقاضاتهم، ثم النزول معه، ليصبح الجنون خيارا وليس إجبارا بالنسبة لها.

وتعتبر رفيقة عمود العرض وقد كان جنونها قسريا، حيث نجحت في تقمص دور فتاة تقبل على الانتحار، ثم فشلت في الخروج منه، ما جعلها تعيش تشظٍ وانقسام أولّها إلى مجنونة نزيلة في ذات المصحة، ستجد عزاءها في بودا الصامت الذي سينطق في النهاية بسببها.

ويضع العرض جمهوره أمام أسئلة الجنون والموت والحياة، ويقدم مفارقاته بالاستعانة بمستويات عدة من الخطاب، فالممثلون يتحدثون لغة الجسد والإيحاء والفصحى والعامية، بالموازاة مع خطاب موسيقي مرافق.

وقدم الموسيقي عبد القادر صوفي مزيجا محليا أصيلا من المواويل الشاوية التي رافقت الموسيقى والتي انسجمت مع الأداء والتوجه.

ووفق السينوغراف حمزة جاب الله في اختيار الديكور الذي بني على بقايا المستودعات من صناديق وحاملات خشبية تم تكييفها لتصير أثاث المصحة.

واستطاعت الإضاءة أن تجاري العرض وتحولاته من خلال التوزيع والتوجيه الجيد، كما اختيرت الألبسة البسيطة والمعبرة عن كلّ شخصية.

وانتقد بعض المختصين نطق “بودا” بعد أن ظلّ صامتا حتى اعتقد الجميع أنه خيار المخرج، ما اعتبر كسرا لتوقعهم، في حين برر المخرج نطقه بالضرورة ليتسبب في موته وليحاول أن يقول لرفيقة إنه يحبها.

شارك في المسرحية كل من رمزي قجة وكنزة بن بوساحة وعلي ناموس وأمال دلهوم وهاجر سيرادي ونجيب بوسوالم وقوادري أحمد وأحمد بلال لعرابة.

ويتواصل مهرجان المسرح الوطني المحترف إلى غاية 31 ديسمبر الجاري بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة.