*أنغام موسيقية تراثية ولباس وأكلات تقليدية تطبع المناسبة
احتفلت جلّ المؤسسات التربوية على مستوى القطر الوطني، برأس السنة الأمازيغية المصادف لـ12 جانفي من كل سنة، من خلال تقديم التلاميذ لبحوث حول السنة الأمازيغية، لمعرفة أسباب اعتماد هذا التاريخ كمرجع للحساب، إضافة إلى تقديمها للأكلات التقليدية التي يتفنن الأولياء في صناعتها خلال هذه المناسبة.
رافقت “الموعد اليومي”، مدرسة “ليمانيا” الخاصة، احتفالها برأس السنة الأمازيغية، منذ البداية حيث وصل معظم الأطفال في الصباح الباكر مرتدين، اللباس التقليدي، يخيل للمشاهد وكأنه في فيلم تمثلي تاريخي مخصص للأطفال الصغار، لجمال المنظر وروعته، فهذا اللباس يمثل منطقة الشاوية، مباشرة ليصل طفل آخر بلباس ترقي وقبائلي وغيره من الألبسة التقليدية الأخرى التي تزخر بها بلادنا، ليتوجه بعدها مباشرة التلاميذ إلى أقسامهم، ويبدؤون في التحضير رفقة أساتذتهم والفرحة تغمرهم، من خلال المشاركة في إعداد الديكور المناسب للمناسبة التاريخية، يعملون وكأنهم خلية نحل، في سباق مع الزمن للإحتفال، وبعد الإنتهاء من التحضيرات تشرع البراعم في ذلك، من خلال التطرق إلى تاريخ 12جانفي، ومغزى الاحتفال به، وكذا تقديمهم لأجمل الأغاني التراثية التي تروي المناسبة، التي تختلف الروايات حولها، ولكن يتفق الجميع على إحيائها، إضافة إلى التحضير للأطباق التقليدية التي تختلف من منطقة لأخرى.
طبق “البركوكس” حاضر بقوة
عملت المؤسسة التربوية، “ليمانيا” الخاصة على أن تعطي للاحتفال طابعا خاصا، هذا العام بتقديمها، طبق البركوكس الشهير في الوجبة الغذائية، الأمر الذي استحسنه الجميع دون استثناء، نظرا للعمق التاريخي، الذي يمثله وشموليته في كل ولايات الوطن.
المراقبة صارة بوكرمة: “التحضير للاحتفال بيناير يتم قبل أسبوع”
أكدت المراقبة صارة بوكرمة، أن الاحتفال بيناير هذا العام له طعم خاص، حيث تم التحضير لهذا اليوم قبل أسبوع بالتقريب، من خلال مطالبة التلاميذ بالقيام بالبحوث حول 12 يناير، للتعرف على أسباب اختيار أجدادنا للاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة. وأوضحت المراقبة، في تصريح “للموعد اليومي” التي رافقت التلاميذ طيلة الاحتفال بيناير، أن هذا التاريخ، المصادف لـ12جانفي من كل سنة، يحتفل به الشعب الجزائري، عن طريق ارتداء الأطفال للباس التقليدي، والتحضير لأكلات تقليدية متنوعة، والتي تميز كل ولاية عن الأخرى، منها بركوكس، الطعام “الكسكس” وكذا الشخشوخة وغيرها.
مشيرة في ذات السياق، أنه بالمدرسة، يتم تقديم بحوث للتلاميذ للبحث حول تاريخ يناير، الذي يحتفل به الشعب الجزائري وبعض الدول العربية الأخرى، مضيفة أن المدرسة، التي تأسست منذ 2003 ، تحرص دائما على الاحتفال بالمناسبات نظرا للرمزية التي تمثلها.
الأستاذة صبرينة: “نسعى لغرس مبادئ الوحدة والاعتزاز بتاريخ الأجداد”
من جهتها أوضحت مسؤولة الأقسام التحضيرية، الأستاذة صبرينة، أن التحضير للاحتفال بيناير، يتم قبل أيام، باعتباره عيد رسمي، أقرته الدولة الجزائرية كغيره من الأعياد الرسمية الأخرى. ومن بين أهم الأطباق التي تقدم في هذا اليوم، بركوكس، الطعام والرشتة، إلى غير ذلك من الأكلات الأخرى، التي تزخر بها كل ولاية على اختلاف تنوعها، مؤكدة أن فرحة التلاميذ من فرحة الطاقم البيداغوجي بالمدرسة، الذي يسعى لغرس مبادئ الوحدة والاعتزاز بتاريخ الأجداد.
وصبت جلّ أراء الأساتذة الآخرين، الذين تحدثنا إليهم في نفس المنحى، والتأكيد على أهمية المناسبة ورمزيتها التاريخية لدى التلاميذ.
وعلى غير العادة التقت الموعد، من بين التلاميذ، التلميذ الكامروني، موسى كامرا، الذي أبى أن يحضر الاحتفالية، والاستمتاع رفقة زملائه.
تلاميذ المدرسة يجمعون: “سعداء بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة”
أجمع تلاميذ المدرسة الذين تقربت إليهم “الموعد اليومي”، على أهمية الاحتفال بيناير وإقرار 12 من شهر جانفي عيد رسمي، كغيره من المناسبات الأخرى، حيث قال التلميذ محساس، وكذا التلميذة، ياسمين، أن الجميع جد سعداء بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، إضافة إلى الأجواء الرائعة التي طبعتها المناسبة، المتمثلة في الأطباق التقليدية بمختلف أنواعها، التي تختلف من ولاية لأخرى، إضافة إلى اللباس التقليدي، وكذا الأغاني التراثية التي تردد بالمناسبة، حيث يعمل الجميع على حفظها، وتقديمها بالمناسبة مع رفاقهم، والجميع سعداء بهذه المناسبة التي تتكرر كل عام.
نادية حدار