النظارات الطبية المقلدة تهدد صحة عيوننا

أصبحت النظارات الطبية حاجة ماسة في حياتنا اليومية، للمحافظة على صحة عيوننا من أشعة التلفاز، إضافة إلى تطور أعمالنا ومجالاتنا الحياتية التي تجهد العينين، ويخطئ كل شخص مصاب بضعف البصر في عدم ارتدائه للنظارات خاصة في المجالات التي يتعرض فيها الإنسان للضوء المباشر خلال فترة طويلة،

كما أن استخدامها الخاطئ وشراء النوعية الرديئة منها خطر يهدد صحتنا في الوقت الراهن.

عرفت الأسواق الجزائرية منذ أعوام انتشارا كبيرا لباعة النظارات المقلدة الذين يفترشون الطرقات والأرصفة، ويوجد العديد من المواطنين من تجاوب معهم نظرا للأسعار المعروضة وتماشيها مع الموضة رغم خطرها، وذلك بسبب قلة ثقافة المواطن الجزائري في هذا المجال، وتوجهه نحو السلع الرخيصة، أثّر كثيرا في ظهور جيل معرض للإصابة بضعف البصر والأمراض الأخرى التي تصيب العيون، حسب ما يقوله أطباء العيون.

المرض يباع بأرخص الأثمان

العديد من المواطنين من أصيب بمرض في عينيه بسبب النظارات الرديئة، وتبدأ هذه الأمراض بحساسية تصيب شبكية العين والقرنية، وفي هذا الصدد صادفنا بعض الحالات بمصلحة طب العيون لمستشفى مصطفى باشا الجامعي التي استدعت التدخل الجراحي، حيث التقينا بالسيدة “خديجة” في الأربعينيات من العمر التي تعرضت لتلف كلي بشبكية عينها اليسرى بسبب هذه النظارات التي كانت ترتديها، حسب ما تقول للزينة، فتسببت لها في حساسية ثم وجدت نفسها في غرفة العمليات بسبب هذه السلع المقلدة، مضيفة “كانت هذه النظارات تساعدني في قراءة الجريدة والمجلات وأيضا أمام شاشة التلفزيون، لكن دوام الحال من المحال، فأصبحت النعمة نقمة”، إذ سوف تضطر السيدة لإجراء عملية جراحية بالمستشفى الجزائري الكوبي المتواجد مقره بولاية الجلفة لزرع شبكية العين التي أتلفت بسبب قلة وعيها، كما أن السيدة “حنان” لا تختلف عنها كثيرا، فهي أصيبت في البداية باحمرار في عينيها، ثم تطور حتى أصبح مرض “الرمد”، وقد أخبرتنا “لم أتوقع أن يحدث هذا معي، فأنا كنت اشتريها بسبب جمالها وسعرها الرخيص ولم أكن أعلم بمخاطرها، وها أنا الآن مصابة بمرض الرمد”.

سوقا “باش جراح” و “ميسونيي” الأشهر في بيع النظارات الطبية المقلدة

 

 

توجهنا إلى سوق “باش جراح” بالجزائر العاصمة، فوجدنا العديد من الطاولات لبيع النظارات الطبية، وقد أخبرنا “حمزة” أحد بائعيها “يوجد العديد من الزبائن من يقتنون هذه النظارات و يطلبون أنواعا أخرى تتماشى مع الموضة، فكل يوم أبيع أزيد من 10 نظارات”، وقابلنا “هشام” 21 سنة يشتري من هذه الطاولات، حيث قال “وصف لي الطبيب نظارات ولكنها باهظة الثمن في المحلات الخاصة ببيع النظارات الطبية، ولهذا اشتري من السوق و أغير زجاجها بالزجاج الموصوف عند الطبيب”، وبعد حديثنا معهم تنقلنا إلى سوق “ميسونيي” بشارع فرحات بوسعد بالجزائر العاصمة، حيث وجدنا نفس الظاهرة وتحدثنا إلى “مجيد” صاحب طاولة لبيع النظارات الطبية الذي أخبرنا “كل يوم يتقدم العديد من الأشخاص لطلب نظارات حديثة وأنا ألبي كل الطلبات”، وصرح لنا “عمار” أحد باعة النظارات بعد حديث مطول معه أن كل النظارات المباعة في الأسواق صنعت في الصين، وأخبرنا أيضا أنهم يشترونها من سوق الجملة “الروتشار” بالقصبة.

الأطباء يحذرون من النظارات الطبية المقلدة

 

 

شرحت لنا طبيبة مختصة في جراحة العيون أن الهدف الأساسي للنظارات الطبية هو حماية العين، لكن النظارات المقلدة تعمل عكس ذلك، لأنها تسمح بوصول الأشعة فوق البنفسجية إلى العين فتلحق بها الضرر، وأضافت أيضا أن المعادن التي تصنع منها إطارات هذه النظارات غير معروفة الأصل، وفي الغالب مصنوعة من مواد معدنية مسترجعة تؤذي محيط العين وتسبب تهيج الجلد، خاصة وأن العين هي أكثر عضو حساس في جسم الإنسان، واعتبرت أن بعض الأمراض عرفت انتشارا كبيرا بين أوساط الشباب مثل مرض “الماء الأبيض” الذي كان يعرف عنه أن أغلب المصابين به كبار السن، وهذا يعود إلى ارتداء الشباب للنظارات الطبية المقلدة.