يواجه المنتخبون الجدد في المجالس البلدية على مستوى 12 بلدية بعنابة، العديد من التحديات والصعويات في مختلف المجالات جراء المشاكل والعوائق والتراكمات التي تركها الأميار المنتهية عهدتهم بسبب
الانسداد والمواجهات التي عمقتها الانتماءات السياسية، بالإضافة إلى سوء تسيير الموارد المالية وكذا انشغال بعض رؤساء البلديات المنتهية عهدتهم بمصالحهم الشخصية عوضا عن الصالح العام الذي كان مغيبا بسبب غياب الرقابة القضائية، وعليه بقيت أغلب بلديات ولاية عنابة تعاني من هشاشة البنية التحتية وغياب التهيئة الحضرية، فالطرقات تعاني من غياب برامج الترميم نظرا للحالة السيئة التي تتواجد عليها خاصة مع حلول فصل الشتاء أين تتحول الحفر المتواجدة بها إلى برك مائية والمنتشرة على أوسع نطاق، إلى جانب ديكور الأوساخ والقادروات وكذا انتشار الحيوانات الضالة التي تتجول في بعض البلديات نذكر منها بلدية سيدي عمار والبوني والحجار، بالرغم من حملات النظافة التي رفعتها السلطات المعنية، إلا أن ذلك حال دون تحقيق أدنى شروط المعيشة، إلى جانب انتشار الأوساخ وغياب مشاريع التحسين الحضري.
كما طفت حاليا أزمة المياه التي تعصف بالولاية، وكذلك مشاكل توصيل الغاز الطبيعي لبعض المشاتي منها التابعة لبلدية شطايبي، وهي المعاناة التي طالتها بسبب المشاكل التقنية أو التجهيزات، ناهيك عن مشكل السكن وتوزيع الحصص غير العادلة للسكنات في بعض البلديات وكذا المشكل الذي يطرح نفسه بقوة والذي يشكل إشكالية كبيرة ألا وهي البناءات الفوضوية التي أثرت على النسيج العمراني، ليصبح أولوية واضحة في أجندة المصالح المعنية.
سلماني يشدد على تغيير خريطة التنمية ببلديات دائرة عين الباردة
أكد والي عنابة محمد سلماني خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى بلديات العلمة والشرفة وعين الباردة على ضرورة استكمال المرافق الضرورية وتقديمها في آجالها المحددة، لتحسين نوعية الخدمة وتعزيز استقرار سكان الأرياف بعد تفقده لمشروع انجاز 390 مسكنا عموميا إيجاريا بالشرفة والذي سيسلم مطلع السنة القادمة، بالإضافة إلى استفادة المنطقة من ملعب رياضي وتهيئة ساحة مدرسة ابتدائية التي تدهورت حالتها المتواجدة بالشرفة مركز، من جهة أخرى أشار الوالي إلى وضعية ملف البرامج الفلاحية التي من شأنها أن تفتح مناصب شغل للبطالين وتشجع على الاستثمار المحلي والاقتصادي وتحقيق اكتفاء داخلي، وعليه استحسن الوالي مشروع انجاز ملبنة بحي سلامي ببلدية الشرفة التي ستوفر مناصب إضافية لشباب المنطقة، كما تبلغ طاقة انتاجها 5000 مليون لتر يوميا. وفي زيارته إلى عين الباردة عاين الوالي وتيرة أشغال المشاريع الصناعية منها منطقة التوسع الصناعي بعين الصيد التي أكد على ربطها بالماء والكهرباء قبل دخولها حيز النشاط لتدارك كل النقائص المسجلة، وهي المنشأة الصناعية التي يعول عليها لتحريك التنمية بعين الباردة، كما تفقد عيادة الخدمات بالمنطقة وأمر بإنهاء أشغال تهيئتها قبل نهاية السنة الجارية، ووقف أيضا على مشروع إنجاز مشروع 390 سكنا عموميا إيجاريا وأيضا زيارة الملعب البلدي الذي سيتم تزويده بكافة المرافق الضرورية منها ساحة المدرسة وبسبب حالتها المتدهورة واستعمالها لمختلف الأنشطة الرياضية، أصبح من الضروري الإسراع في إعادة تأهيل هذه الساحة وتزويدها بأرضية من الجيل الرابع.
كما تفقد الوالي مشروع انجاز ملبنة بحي سلامي محمد، الذي يعرف تأخرا في الإنجاز، وسيتم تسليمه في أواخر ديسمبر في انتظار جلب الآلات من الخارج، حيث تبلغ طاقة إنتاجها 5000 لتر يوميا.
وبالنسبة لبلدية عين الباردة، عاين الوالي عدة مشاريع أهمها المنطقة الصناعية عين الصيد، أين طرح العديد من الإشكاليات، أهمها مشكلة الماء والكهرباء، مع العلم أن المنطقة تحوي على مشاريع كبيرة وضخمة من شأنها أن تعطي دفعة قوية للتنمية في المجال الفلاحي والصناعي.
المنتخبون الجدد لمجلس بلدية عنابة يعدون بتدارك التراكمات
وعد المجلس الشعبي البلدي بعنابة بانتهاج سياسة دعم وتفعيل قطاع التهيئة والتعمير، وفي هذا الشأن يؤكد رئيس بلدية عنابة الذي أعيد انتخابه لعهدة ثانية فريد مربط، أن الضعف المسجل في مجال العقار بوسط مدينة عنابة استدعى عملية البرمجة العقلانية والتخطيط من أجل توفير عقارات جديدة متواجدة بالأحياء الفوضوية لإنجاز مدينة جديدة تتوفر على مختلف المرافق الضرورية مع ربط السكنات بالكهرباء والمياه الصالحة للشرب. وفي هذا الصدد، طرحت اللجنة الولائية جلسة عمل طارئة مع رؤساء القطاع الحضري والمديريات التنفيذية، بهدف اختيار المناطق الحضرية التي من شأنها أن تستقطب المواطن والعائلات المحرومة من أدنى المرافق الضرورية.
في سياق متصل، سيبرمج المير خرجات ميدانية للاستماع لانشغالات المواطنين بمدينة عنابة وتشجيعهم على مساعدته لمحاربة فوضى العمران وعدم الاستحواذ على أراضي الدولة بعد بناء تجمعات سكنية لهم، من شأنها امتصاص القصدير والبناءات الآيلة للسقوط خاصة تلك المتواجدة بالمدينة القديمة بلاص دارم، إلى جانب بناء ملاعب جوارية ومرافق ترفيهية واستحداث خطوط نقل جديدة تربط مدينة عنابة بالمدينة الجديدة، وكذا بعث مشاريع إضافية خاصة بانجاز مرافق عمومية تماشيا مع التوسع العمراني للبلدية، لمواجهة المشاكل الكبرى التي تعرقل الواقع المعيشي للمواطن البسيط.
المنتخبون الجدد يستلمون مخططا استراتيجيا لبعث المناطق الصناعية المتوقفة عن النشاط
استلم منذ يومين المنتخبون الجدد بعنابة مخطط تعزيز المناطق ذات النشاط المكثف، منها بلدية عنابة التي ستعمل جاهدة من أجل استرجاع مكانتها الحقيقية في القطاع الصناعي، لكن تبقى التنمية في هذا المجال ضعيفة، يحدث هذا رغم توفر الولاية على أكبر مركب للحديد والصلب، إلا أنها حققت خلال السنة الماضية نسبة نمو لا تتعدى 10 بالمائة.
وحسب الإحصائيات والتقارير الأخيرة التي أعدتها مصلحة التخطيط والاستثمار، فإنه تم إسقاط عدد كبير من البرامج التنموية من أجندة الولاة الذين تعاقبوا عليها بعد تحويل أموالها إلى وجهة أخرى، دون النهوض بواقع التنمية المحلية التي بقيت حبيسة البيروقراطية وسوء التسيير، الأمر الذي أدى إلى تزايد معدل الركود التنموي، ومن ثم اتساع دائرة البطالة بالمنطقة الصناعية الكبرى بالولاية التي تشمل عنابة، الحجار، سيدي عمار والبوني وبرحال التي عرفت سلسلة من الاحتجاجات والغليان الشعبي.
وحسب بعض المنتخبين، فإن التوقف المفاجئ لبعض المؤسسات الاستثمارية بعنابة عن النشاط التجاري خلال السنوات الأخيرة، تسبب في فقدان نحو 40 ألف منصب شغل دائم، منهم 45 بالمائة يشتغلون لدى الخواص، ما أجبر بعض البلديات منها البوني والحجار على تكبد خسائر مالية فادحة قدرها المجلس البلدي بـ 7 ملايير سنتيم سنويا تمثل المداخيل الجبائية. فيما تبقى العقارات المخصصة لإقامة المشاريع الاستثمارية بمناطق التوسع بالتريعات وعنابة وسط والبوني شاغرة، حيث استغلت 200 قطعة أرضية جاهزة من مجموع 580 قطعة أخرى نتيجة تعقيدات إدارية تؤكد على النقص الفادح في الجيوب العقارية إلى جانب إجراءات القروض البنكية.
وتشهد بلدية برحال بعض الركود بالمنطقة الصناعية باستثناء بعض الوحدات الإنتاجية والمصانع، جراء تهميش بعض البرامج. وتجدر الإشارة إلى أن عددا كبيرا من المستثمرين قد استفادوا من مستثمرات فلاحية وقروض بنكية دون انجاز مشاريعهم العالقة منذ سنة 2011، منها إهمال أراضي بحيرة فتزارة ببلدية الشرفة، كما تبقى المنطقة الصناعية ذراع الريش ببلدية وادي العنب تسير التنمية بها بوتيرة بطيئة، رغم أن المصالح الولائية قد أدرجتها ضمن مناطق التوسع العمراني الجديدة بسبب تخلي المستثمرين عن استغلالها إثر نقص التمويل والتضاريس الصعبة، ما ساهم في تعثر الكثير من البرامج التنموية الأخرى نتيجة الصراعات الداخلية بين حاملي هذه المشاريع التي لم تدعم بالقروض البنكية. وأمام فشل المشاريع الصناعية بالعديد من بلديات عنابة والتي لم تجد طريقها لإنجاز ورقة الطريق بعد تبديد المال العام والبيروقراطية، تحولت هذه المناطق إلى بؤرة لا تعرف الاستقرار بعد التصعيد الخطير للأوضاع وتطور مستوى الاحتجاجات والاشتباكات العنيفة بين الشرطة وطالبي الشغل، خاصة منهم الذين تم تسريحهم من المؤسسات الاستثمارية التي تم غلقها مبكرا بالمناطق الصناعية المعروفة بعنابة.
النقل يدخل أجندة تنمية البلديات بعنابة
استفادت ولاية عنابة في إطار برنامج 2017 و2019 من عدة مشاريع طموحة وجهت لقطاع النقل على مستوى دوائر برحال، عين الباردة والبوني والحجار بغلاف مالي يفوق 550 مليون دج، في انتظار تجسيد مشروع حظيرة توقف للسيارات بعدة طوابق.
وفي هذا السياق، كان وزير النقل قد أكد على ضرورة إعادة تنظيم قطاع النقل بعنابة وتشكيل هيئة لمراقبته، ومن شأن هذه البرامج التنموية أن تعزز القطاع الحضري في حال الإسراع في عملية انجاز هذه المشاريع الجوارية، وعليه فإن والي عنابة قد نصب لجنة خاصة لمتابعة ملف النقل شبه الحضري ببلديات عنابة بعد تنصيب المجلس الولائي وعقد جلسة عمل مع المنتخبين الذين تم انتخابهم مؤخرا لتدارس وضعية كل بلدية.