الوكالات السياحية تؤكد تراجع الطلب على الأسفار خارج الوطن… التقشف يرهن خطط جزائريين لقضاء عطلة نهاية السنة

الوكالات السياحية تؤكد تراجع الطلب على الأسفار خارج الوطن… التقشف يرهن خطط جزائريين لقضاء عطلة نهاية السنة

أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام، وعليه شرعت مختلف الوكالات السياحية في اقتراح عروضها التنافسية من حيث أسعار التذاكر واختيار وجهات سياحية، في محاولة منها لجلب زبائن تقول كافة المعطيات بتراجع

نسبتهم، حيث يؤكد القائمون على هذه الوكالات الإقبال المحتشم عليها، وهو ما توضحه الحجوزات القليلة جدا من الأشخاص ميسوري الحال، في ظل الظروف المالية الراهنة التي جعلت من تحويل ليلة رأس السنة إلى مناسبة عائلية خيارا للكثير من الأسر.

أكّد الكثير من المواطنين الذين تحدثت إليهم “الموعد اليومي”، أنّ عطلة نهاية السنة تعدّ من المناسبات التي يحرص الكثيرون على إحيائها، سواء من خلال السفر داخل الوطن أو خارجه، خاصة بتزامنها مع العطلة المدرسية، تقول السيدة نوسيبة، أم لطفلتين “لقد حرصنا على برمجة عطلة نهاية السنة إلى ولاية من الجنوب الجزائري، لتغيير الأجواء والاستمتاع بجمال الصحراء الجزائرية، خاصة وأنّ ظروفنا المادية لم تسمح خلال الصيف بالترفيه عن الأبناء، ولهذا عملنا بمبدأ التعويض في عطلة الشتاء ونهاية السنة”.

 

سياحة داخلية تفسدها قلة الخدمات

يبدو أن تزامن العطلة الشتوية جعل من احتفالات نهاية العام مناسبة عائلية، حيث تقوم بعض العائلات في مثل هذه الفترة عوض الاستعداد لإحياء نهاية العام، تتحول إلى استعدادات لقضاء العطلة الشتوية مع أبنائها بعد جهد كبير بذله هؤلاء في الامتحانات، وهذا ما تترجمه قلة حجوزات الأشخاص الراغبين في الاحتفال برأس السنة، إذ لمسنا تراجعا كبيرا في الإقبال خاصة على الحفلات المنظمة وهو الأمر الذي اعترف به بعض أصحاب هذه المؤسسات، فيما نفاه آخرون مبررين ضعف الإقبال بغلاء الأسعار أو ما أصبح يُطلق عليه بالتقشف، في حين هناك بعض الوكالات سجلت حركة غير عادية مقارنة بما كانت عليه سواء خلال الفترة الأخيرة أو خلال نفس الفترة من كل عام، لكن الجديد هذه السنة هو الإقبال على الرحلات العائلية، الأمر الذي دفع ببعض هذه الوكالات إلى تسطير برنامج خاص لتلبية هذا الطلب كما أن أغلب هذه الوكالات بما فيها الخاصة أصبحت مع ظهور هذه المعطيات الجديدة تهتم بتنظيم رحلات داخلية وهي تجربة قديمة لطالما أفشلتها رداءة الخدمات وقلة الفنادق ببعض الولايات خاصة بالجنوب، ففضل بعض متعاملي السياحة تلبية الطلب المسجل في هذا السياق بتوزيع هذه الرحلات على ولايات أخرى تتوفر بها ظروف استقبال أحسن في مقدمتها ولاية وهران، وهناك وكالات سياحية أخرى فضلت أن تقوم بعروض مغرية متعلقة بالجنوب الجزائري الذي بات وجهة مطلوبة من قبل بعض العائلات ميسورة الحال..

 

ديوان السياحة.. برامج سياحية بأسعار تفضيلية

أطلقت مؤسسة الديوان الوطني الجزائري للسياحة “أونات”، عدّة برامج سياحية، تتوافق مع كلّ فئات المجتمع بأسعار جدّ تفضيلية، عمدت فيها إلى عرض خرجات ليوم أو يومين إلى جانب خرجات أخرى، تمتد إلى خمسة أيام، حسب طلب الزبون وظروفه المادية، حيث فتحت أبواب وكالاتها الـ36 الموزّعة عبر كلّ الولايات من أجل استقبال وتوجيه الراغبين في زيارة واستكشاف والتمتّع بجمال المناطق والوجهات السياحية التي توفّرها “أونات”، بمرافقة دليل سياحي مختص في كل منطقة وبخدمات وصفتها بـ “الراقية”.

 

..وللسياحة الحموية عشاقها ومُنظموها

أما فيما يخصّ البرامج التي توفّرها المؤسّسة في السياحية الحموية والاستشفائية، قال السيد عادل قانة مدير الاتصال بمؤسّسة الديوان الوطني الجزائري للسياحة إنّ هناك عددا معتبرا من الجزائريين يهتمون بهذا الجانب، فالمؤسّسة برمجت رحلات لكلّ المنابع الحموية بشرق وغرب الوطن والصحراء، على غرار حمامات قالمة، منها حمام البركة، بوشهرين، المسخوطين. وبالغرب الجزائري، حمام ربي، وبوحجر وحمام زلفانة بغرداية وحمام الصالحين وتشمل الرحلة حصصا علاجية، وكذا نشاطات رياضية.

حيث عقدت المؤسسة اتفاقيات مع كل الحمامات، وفضّلنا ألاّ تكون المسارات طويلة، لأنّ السائح يملّ، لهذا عملنا على تأمين خرجات من ثلاثة إلى أربعة أيام، وبأسعار تفضيلية فحمام قرقور مثلا تتراوح أسعار خدمات الفرد الواحد فيه، ما بين 15 و 17 ألف دج، يستفيد فيها الزبون من كل الخدمات الصحية. وأكّد المتحدّث أنّ المؤسسة تقدّم برنامجا سنويا مسطرا حسب الرغبات والاتجاهات، وما على الزبون سوى التقدّم نحو وكالات “أونات” أو التواصل عبر صفحة “الفايسبوك” أو على موقع المؤسسة على الانترنت، لاكتشاف البرامج والأسعار التي تناسبه ومعرفة المزيد حول البرامج القادمة، مشيرا إلى أنّ المؤسسة تكفّلت بـ 36 ألف زبون سنة 2015، في البرامج الجماعية والفردية، وفي سنة 2016، ارتفع العدد ليصل إلى 93 ألف زبون، مؤكّدا رغبة المؤسّسة، مضاعفة الرقم من خلال مسّ كلّ الفئات التي لم تكتشف جمال بلادها بعد، خاصة الشباب والطلبة.

 

ورحلات يومية إلى تيكجدة والشريعة

تحدثت مديرة وكالة ديدوش مراد التابعة لمؤسسة “أونات” عن برنامج نهاية السنة، الذي وصفته بالمتماشي مع الإمكانيات المادية للعائلات، حيث تؤكد أن وكالتها عمدت إلى تسطير خرجات يومية بأسعار جد مقبولة، حيث يمكن للعائلات زيارة المناطق الجبلية ومنها الشريعة، تيكجدة في إطار السياحة الجبلية، حيث تخرج العائلات على الساعة السابعة صباحا من العاصمة وتعود على الساعة الرابعة مساء بسعر 800 دج.

 

الصحراء…الوجهة رقم واحد للسائح الجزائري

قال السيد عادل قانة، مدير الاتصال بالمؤسسة، أن “مؤسّسة الديوان الوطني الجزائري للسياحة، مؤسسة عمومية تابعة لوزارة السياحة والصناعات التقليدية، مكلفة بالترويج لمختلف الوجهات السياحية بالوطن، وتوفّر العديد من برامج السياحة المناسباتية، بأسعار مدروسة، وفي متناول كلّ فئة، لاكتشاف كلّ المناطق السياحية على غرار الصحراء، الوسط والشمال. ومع انطلاق موسم السياحة الصحراوية  في شهري سبتمبر وأكتوبر، وفّرت المؤسسة عدة برامج مميّزة للصحراء الجزائرية، التي تعدّ الوجهة الأولى للسائح الجزائري، حيث يضمن برنامج السياحة الصحراوية، خرجات تمتد من 3 إلى غاية 10 أيام، حسب رغبة الزبون، وتستهدف زيارة الطاسيلي ناجر، جانت، الأهقار تمنراست، حدائق الساورة، تاغيت، بني عباس، بشار، الواحات “تيميمون -المنيعة”، وادي ميزاب “غرداية” ومدينة ألف قبة وقبة “وادي سوف”، وكذا عروس الزيبان وبوابة الصحراء بسكرة وشرفات العوفي.

و يقول المسؤول أن المؤسسة عرضت الخرجات بأسعار تعدّ أفضل ما في السوق، كما أنّها مناسبة لكلّ فئات المجتمع، حيث تم توفير الخيم للشباب والطلبة من هواة المغامرة الذين يفضّلون المبيت في الخيم ، كما أنّ هناك فئات تفضّل المبيت في المرافق الفاخرة بوادي سوف، ووفّرت المؤسسة هذه البرامج والعروض، بما يعود بالنفع على الجميع، خاصة وأنّ المؤسسة    قامت بإبرام عدة اتفاقيات مع الفنادق وشركات الطيران، منها اتفاقية مع الجزائرية للطيران وطيران الطاسيلي بتخفيض نسبة 50 بالمائة مثلا، بالنسبة للتذكرة إلى جانت التي يعد سعرها بـ 30  ألف دج، فإن “أونات” تقدّمها لزبائنها بـ15 ألف دج.

 

تراجع محسوس في السفر خارج الوطن

أكّد عدد معتبر من أصحاب وكالات السفر، التراجع المحسوس في عدد الراغبين في قضاء عطلة نهاية السنة خارج الوطن، منهم من أرجع السبب إلى الأزمة المادية، في حين أشار آخرون إلى اهتمام المواطنين بدفع أقساط سكنات “عدل”، وأرجع البعض الآخر ذلك إلى عدم استفادة الوكالات حاليا من تقديم خدمة التأشيرة، خاصة بالنسبة للوجهة التركية التي كانت تستقطب أعدادا هائلة خلال السنوات الماضية.

حيث أكدت هاجر سكرتيرة بوكالة سياحية أنّ الوكالة نظّمت برنامجا لرأس السنة لخدمة زبائنها في هذا المجال ووسعته للسياحة الداخلية أيضا، قائلة “لقد سطرنا برنامج نهاية السنة نحو بسكرة بين 3 أو أربع ليالي. أما خارج الوطن، فقدّمنا الوجهات المطلوبة على غرار تونس وتركيا بأسعار جد مدروسة، إلاّ أنّها لم تشهد الإقبال، كما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية، فهذه السنة يعد جد ضعيف.