أقدمت الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب “أونساج” فرع ولاية برج بوعريريج، على مقاضاة 171 مستفيدا من مختلف المشاريع بعد تعذر جميع المساعي والحلول الودية في إيجاد صيغة لتسديد مبلغ القروض المتأخرة
منذ سنوات، بسبب تهاونهم وتأخر العديد منهم في دفع ديونهم المستحقة، إلى جانب إهدار وتبديد البعض منهم للأموال المرهونة مع الإخلال ببنود العقود والاتفاقيات المبرمة مع الوكالة، وهي العملية التي جاءت في إطار برنامج المتابعة لسير برنامج القروض الممونة للشباب تبعتها عشرات الإعذارات عن طريق المحضرين القضائيين، قبل اللجوء إلى الجهات القضائية المختصة للفصل فيها بشكل نهائي.
وأكد مسؤول الوكالة، بحسب مصادر “الموعد اليومي” على أن هذه الإجراءات جاءت من أجل ضمان استمرارية تسيير ونجاح مشاريع المؤسسات المصغرة، مضيفا أن التحقيقات والمتابعات القضائية ستتواصل بشكل دائم، لتشمل كافة المستفيدين دون استثناء في إطار النصوص القانونية المتبعة.
وبخصوص النسبة الإجمالية لتحصيل الديون، أكد ذات المصدر على بلوغ نسبة 79.85 بالمائة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، ما ساعد على تحصيل مبلغ فاق 42 مليار سنتيم من المستحقات في آجالها، من أصل المبلغ الإجمالي للقروض الواجب دفعه المقدر بحوالي 53 مليار سنتيم، فيما تم تحصيل ما نسبته 79.5 بالمائة بمبلغ قارب 47 مليار سنتيم من الديون العالقة منذ بداية النشاط، من أصل المبلغ الإجمالي المقدر بحوالي 76 مليار سنتيم، حيث لا تزال إجراءات تسوية المنازعات مع الشباب المتخلفين عن تسديد قروضهم جارية.
وبحسب نفس المصادر، فإن مقاضاة الشباب سبقتها متابعات قضائية السنة الماضية مست عشرات المستفيدين من مشاريع الدعم الموجهة، لأجل استرجاع قيمة القروض المتأخرة، حيث برزت صعوبات في تمويل المشاريع ومشاكل مع الممونين، ما تسبب في خنق مشاريعهم من الناحية المالية.
للإشارة، فقد سجلت “أونساج” نزاعات مع 681 مستفيدا من أصل 5200 مستفيد من مختلف المشاريع والقروض التي توفرها الوكالة. وتسعى الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب إلى مواصلة إجراءات إعادة الجدولة للمستفيدين المتبقين، وتشير هذه الإحصائيات، بحسب المصالح المختصة، إلى حرص الشباب المتحصلين على القروض في إطار برامج دعم تشغيل الشباب، على دفع الديون والمستحقات، مع تزايد الوعي وسعيهم لإنجاح مؤسساتهم والاستثمار الفعلي في مجالات اختصاصهم
ونشاطاتهم، حيث تعتبر نسبة تحصيل القروض خلال السداسي الأول من العام الجاري “2017” من بين النسب المرتفعة منذ بداية النشاط شهر أفريل من عام 1998، وتواصل الوكالة الولائية مساعيها لفض مشاكل تأخر بعض الشباب المستفيدين من دفع القروض وتسديد ديونهم بطرق ودية، أين قامت مصلحة المتابعة والتحصيل والمنازعات بالاتصال بأصحاب المؤسسات لأجل تسوية وضعيتهم، وإعذارهم قبل اتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم.
الجدير بالذكر أن عديد المؤسسات المصغرة التي تأخرت في تسديد القروض، تواجه جملة من الصعوبات والعراقيل الناجمة عن عدم قدرتها على مواكبة سوق العمل، مع إخلال الممونين والمؤسسات التي تعاقدت معها بوعودها، ناهيك عن تعقيدات إجراءات المناولة بالنسبة لمقاولات البناء والأشغال العمومية، والخسائر التي تكبدها أصحاب المشاريع الممنوحة في قطاع الفلاحة بسبب الأمراض والأوبئة التي مست الولاية خلال السنوات الفارطة، ناهيك عن التشبع المسجل في بعض القطاعات على غرار قطاع نقل السلع والبضائع، ما تسبب في مواجهة هذه المؤسسات لعائق شح الاعتمادات المالية، وصعوبات في تسديد القروض لنقص مداخيلها.
يذكر أن وكالة “أونساج” ببرج بوعريريج نجحت في تمويل آلاف المشاريع وفي مختلف القطاعات ما جعلها تحتل مراكز متقدمة وطنيا من حيث المشاريع الممولة ويأتي قطاع الفلاحة في المقدمة، اعتبارا من طبيعة المنطقة التي تستحوذ على مؤهلات كبيرة على غرار المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة، وكذا وفرة اليد العاملة الفلاحية المتوارثة للمهنة يليها قطاع الخدمات والحرف ثم الصناعة والأشغال العمومية، حسب ما كشف عنه أحد مسؤوليها.