كانت مقتصرة على الحالات الخاصة فقط

الولادة القيصرية.. أصبحت خيارا للكثيرات

الولادة القيصرية.. أصبحت خيارا للكثيرات

ازدادت عملية توليد النساء عن طريق العملية القيصرية بدلا من الولادة الطبيعية بشكل ملفت للانتباه، ففي حين كانت الولادة القيصرية حلا اضطراريا يلجأ إليه المشرفون على الولادة عندما تتعسر على الأم أو تستحيل الولادة بطريقة طبيعية، أصبحت الآن خيارا واختيارا أوليا، فأصبح عدد الولادات عن طريق العملية القيصرية يفوق بكثير عدد الولادات الطبيعية.

كان إجراء العملية القيصرية للمرأة لا يحدث إلا في الحالات الطارئة والعاجلة، أي فقط إذا كانت هناك مضاعفات تشكل خطرا على صحة الأم وحياة الجنين، أو في حال ما إذا كان حجم الجنين لا يسمح بحدوث ولادة طبيعية، كما أن هناك حالات أخرى تستدعي توليد الأم قبل موعد الولادة، في حال ما إذا حدث معها حادث خطير استلزم على إثره إنقاذ الجنين قبل فوات الأوان.

 

القيصرية.. هل لربح المال فعلا؟

أرجع البعض اللجوء إلى العملية القيصرية في مختلف الظروف والأحوال بل حتى في أحسنها، لكون هذه الطريقة تضخ الكثير من الأموال في جيوب الأطباء العاملين في العيادات الخاصة، وهو الأمر الذي اشتكت منه العديد من الأمهات اللواتي أجبرن على الخضوع إلى العملية القيصرية حتى وإن كن في غنى عنها خاصة منهن الأمهات الجدد اللواتي لجأن إلى أطباء التوليد في العيادات الخاصة، وهي الطريقة المثالية التي تستخدمها العديد من العيادات.

 

 

أطباء يشجعون على الولادة القيصرية

أكدت بعض ممن تحدثنا إليهم أن العيادات الخاصة تسعى من خلال ذلك إلى الربح السريع ولو كان ذلك على حساب مرضاها وزبائنها، فالسيدة ”دليلة” واحدة من الأمهات اللواتي وضعن مواليدهن عن طريق عملية قيصرية بعدما أقنعها طبيبها المختص أن الحبل السري ملتف حول عنق ابنها، بحيث إن وضعته عن طريق ولادة طبيعية يختنق ويموت بسبب ذلك الحبل، وتفاديا لحدوث ذلك يجب أن تلد عن طريق عملية قيصرية، غير أنها عندما أجرت العملية اكتشفت أن ابنها كان في حالة طبيعية ولم يلتف على رقبته الحبل، في حين أكدت لنا “أسماء” أن أخصائي التوليد الذي كان يكشف عليها طيلة مرحلة الحمل أكد لها أن عظم الحوض يعيق ولادة الجنين بطريقة طبيعية إلا أنها عندما حملت مرة ثانية اكتشفت أن عظم حوضها طبيعي.

وما زاد من استفحال هذه الظاهرة خلال هذه السنوات أن الأمهات اللواتي يلدن لأول مرة يفضلن الوضع في العيادة الخاصة مهما بلغت التكاليف بدل التوجه إلى المستشفيات العمومية، خاصة وأن سمعة المستشفيات العمومية في هذا الشأن لا تشرف لكثرة المشاكل والمتاعب التي تتلقاها النساء الحوامل أثناء التوجه إليها كالاكتظاظ الشديد وانعدام كافة شروط النظافة والمعاملة السيئة من طرف الممرضات والقابلات وغير ذلك من المتاعب، ما يدفعهن إلى اللجوء للعيادات الخاصة لاعتقادهن بأنها أرحم وأفضل، إلا أنهن يجدن أنفسهن وقعن فيما هو أسوأ عند إجبارهن على الولادة بطريقة قيصرية، إذا غالبا ما يتم إبلاغهن أنهن سيلدن عن طريق عملية قيصرية بعد إقناعهن أن ولادتهن ستكون صعبة وأن هناك العديد من المشاكل التي تجعل ولادتها بطريقة طبيعية معقدة قد تفقد المولود على إثرها، وهي الحجة التي تتخذها العيادات الخاصة، لا لشيء سوى لأن ثمن الولادة الطبيعية والقيصرية يختلف بكثير.

 

 

.. اختيار للخائفات من الألم

توجد فئة أخرى من النساء تفضلن الولادة القيصرية بدلا من الطبيعية، وهذا ما أكدته لنا السيدة “فاطمة” 35 عاماً معلمة، والتي قالت “أنجبت طفلي الأول بولادة طبيعيَّة، لكن بصعوبة كبيرة، وكانت تجربة لا أتمنى تكرارها أو تذكرها لدرجة قرَّرت ألا أُنجب مرَّة أخرى، لكن قدر الله أن حملت بطفلي أحمد، فخطر ببالي ما مررت به من ألم ومعاناة أثناء الولادة الطبيعيَّة السابقة، فأخبرت طبيبتي أنني أرغب بأن ألد بعمليَّة قيصريَّة ولم تمانع، وقالت إنَّه قراري، ولكن كانت الممانعة شديدة من قبل زوجي ووالدتي، فأخبرتهما أنَّ من يتألم هو أنا، وأنا من تختار طريقة ولادتها”.

أما السيدة “فريدة” 28 عاماً، ربة منزل، فقالت: “إنَّ صحتي قبل الولادة كانت جيدة جداً، وكذلك صحة جنيني، ما يبشر بولادة طبيعيَّة كما حملي الأول، لكن في أيامي الأخيرة فاجأتني الطبيبة بأنني حامل بتوأمين، أما كيف لم يتم اكتشاف ذلك فالله وحده أعلم، فأوضحت الطبيبة أنَّه من الممكن أنَّ أُنجب بصورة طبيعيَّة وبالفعل، وبعد جهد خرج الطفل الأول، لكن كانت المشكلة في خروج الثاني، وللأسف لم تكن العيادة مهيأة لاستقبال مثل حالتي، فنقلت بسرعة إلى مستشفى حكومي، وأجريت لي عمليَّة قيصريَّة “.

وقالت السيدة “نسرين” تعمل في القطاع الخاص: “أنجبت طفلين بعمليَّة قيصريَّة، وكان ذلك بقراري ورغبتي باعتبار القيصريَّة أفضل بكثير من الولادة الطبيعيَّة خاصة أنني شهدت معاناة شقيقتي في إنجاب طفلتها، ولا أرغب بأن أخوض تجربتها، إضافة إلى أنني أريد أن أحافظ على أعضائي”.

 

ل. ب