الجزائر- نفت وزارة الخارجية الفرنسية، تلقيها طلبا رسميا من الجزائر بخصوص استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين التي تقبع في المتحف الوطني بباريس.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، إن فرنسا في انتظار طلب رسمي من الجزائر بخصوص موضوع الجماجم، الذي من المفترض أن يقود في مرحلة لاحقة، نحو إجراء تشريعي يُفضي إلى إعادة جماجم قادة المقاومة المُحتجزة في متحف الإنسان بفرنسا.
وأكد نادال في تصريحات لوكالة الأنباء التركية، إن باريس والجزائر تتعاونان في إطار مناخ من الثقة، لإرجاع جماجم مقاومين جزائيين، وتجريان، منذ عدّة أشهر، محادثات ترمي إلى إعادة رفات المحاربين الجزائريين، الذين قتلوا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر عام 1830 .
وتحدّث نادال عن القانون الفرنسي الصادر في 18 ماي 2010، المتعلّق بإعادة فرنسا رؤوس (الماوري) التي كانت موجودة في المتاحف الفرنسية إلى بلدها الأصلي نيوزيلندا، ما يعني أنه في حال حدوث اتفاق بين الجزائر وفرنسا حول الجماجم، فإن الأمر سيحتاج إلى قانون جديد تصدره الجمعية الوطنية.
وبحسب المصدر نفسه، فإن هذا القانون الذي يخوّل إعادة فرنسا لرؤوس المقاومين إلى بلدها الأصلي، يحدّد إجراءات إعادة الممتلكات إلى الخارج، عقب فصلها عن التراث الفرنسي، لافتا إلى أنه من المنتظر -تبعا لذلك- أن تتدخّل اللجنة العلمية الفرنسية في هذه العملية، وتقدّم رأيها إلى البرلمان حول فصل تلك الممتلكات.
ولفت نادال إلى أنه من المنتظر أيضا أن يتدخّل متحف (الإنسان) بباريس في عملية إرجاع جماجم مقاومي الجزائر.
وبحسب نادال، فإن البلدين يجريان حوارا وثيقًا، ويعملان في إطار مناخ من الثقة، بشأن جميع القضايا ذات الصلة بالذاكرة، بينها إعادة نحو 50 جمجمة تحتفظ بها باريس في خزانات معدنية بالمتحف، بعيدا عن الزوار.
وأضافت المصادر نفسها، أن 500 من تلك الجماجم تم التعرف على هوية أصحابها، من ضمنها 36 جمجمة تعود لقادة في المقاومة الجزائرية قتلوا، وقطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، ثم نقلت إلى العاصمة الفرنسية لدوافع سياسية وأنتروبولوجية.
وتوجد الجماجم في علب من الورق المقوّى، موضوعة في خزانات حديدية، معروضة في المتحف الفرنسي، قال مدير المتحف إنها عُزلت من العرض بعد اشتداد الجدال حولها في وسائل الإعلام.
وتعود الرفات وأغلبها جماجم صلبة، لقادة المقاومة الشعبية، الذين قتلوا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر . (1830 – 1954)
وأطلق نشطاء جزائريون، في وقت سابق عريضة إلكترونية، من أجل استعادة الجماجم إلى بلادهم، بهدف دفنها بالشكل اللائق.