دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج باريس الى تقديم توضيح رسمي حيال تواجدها العسكري في شرق ليبيا، مجددا رفض حكومته وادانتها لهذا التواجد الذي راى انه يمثل “تجاوزا للاعراف الدولية”، حسبما جاء في بيان حكومي نشر الثلاثاء.
وقال البيان ان السراج “استدعى” السفير الفرنسي لدى ليبيا انطوان سيفان المقيم في تونس والتقى به على هامش القمة العربية في نواكشوط “ليبلغه احتجاج ليبيا الرسمي على التواجد الفرنسي في المنطقة الشرقية”.وبحسب البيان ، طلب السراج خلال اللقاء “تقديم توضيح رسمي من الحكومة الفرنسية لحقيقة ما حدث”.وكانت باريس اكدت الاربعاء الماضي مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في تحطم مروحية في الشرق الليبي، في اول اعلان فرنسي عن وجود عسكري في ليبيا الامر الذي تسبب بموجة تظاهرات في مدن عدة في غرب هذا البلد الغني بالنفط بينها العاصمة طرابلس ومصراتة (200 كلم شرق طرابلس).وتعترف فرنسا والدول الكبرى بشرعية حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، لكنها تساند رغم ذلك القوات الموالية لحكومة موازية تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها وترفض تسليم السلطة الى حكومة الوفاق.وتخوض هذه القوات بقيادة الفريق اول خليفة حفتر منذ اكثر من عامين معارك يومية في مدينة بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) ضد جماعات مسلحة معارضة بينها تنظيمات متطرفة على راسها تنظيم الدولة الاسلامية.ودانت حكومة الوفاق الوطني الاسبوع الماضي الاعلان الفرنسي عن الوجود العسكري في شرق ليبيا، معتبرة انه يمثل “انتهاكا لحرمة التراب الليبي”.وجدد السراج خلال لقائه مع سيفان القول ان التواجد العسكري الفرنسي في ليبيا “تجاوز للاعراف الدولية وتدخل مرفوض تماما لدولة ذات سيادة تبني علاقاتها مع دول العالم على اسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.من جهته أكد رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا مارتن كوبلر هذا الثلاثاء أن دعم دول الجوار الليبي للإتفاق السياسي “أمر أساسي”.وجاء ذلك في تعليق على اللقاءات التي عقدها كوبلر على هامش القمة العربية التي اختتمت أعمالها بنواكشوط.وكان كوبلر ضمن حضور القمة التي عقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط باعتباره أكثر المطلعين بمستجدات الوضع الليبي, إلى جانب رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بصفته ممثل ليبيا في القمة.للتذكير فإن الفرقاء الليبيين وقعوا في ديسمبر الماضي اتفاقا برعاية الأمم المتحدة انبثقت عنه حكومة الوحدة الوطنية التي تتمركز منذ ثلاثة أشهر في العاصمة طرابلس وتحاول توسيع رقعة نفوذها لتشمل سائر أنحاء البلاد.