بالشراكة مع جمعية “البركة”، نقلت جريدة “الموعد اليومي” مبادرتها الخيرية “لباس العيد للأيتام” إلى قلب قطاع غزة وقامت بكسوة ما يزيد عن 4000 طفل وطفلة، يعانون من وحشية الحرب وبرد الشتاء وقسوة الجوع.
استجاب القائمون على جريدة “الموعد اليومي” وعلى رأسهم مديرة الجريدة، السيدة جميلة طالبي، لنداء الواجب والضمير، وقررت أن تنقل مبادرتها الخيرية “لباس العيد للأيتام”، التي اعتادت إقامتها كل شهر رمضان منذ سنة 2003، حيث تقوم من خلالها بكسوة الأيتام ومنحهم الفرحة والبهجة التي حرموا منها، وهو نفس ما تصبو إليه هذه السنة لكن مع أطفال غزة الذين يعتبرون أولوية في ظل ظروف الحرب القاسية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، حيث أجبرت العائلات على النزوح القصري تاركة خلفها بيوتها وكل أغراضها، وهو ما جعلها تواجه قسوة برد الشتاء بلا أدنى إمكانيات.
كسوة شتوية لكلا الجنسين من أطفال غزة
احتوت الكسوة التي قدمتها جريدة “الموعد اليومي” بالشراكة مع جمعية “البركة” الجزائرية على ألبسة شتوية متنوعة، إضافة إلى إكسسوارات تقيهم من برد الشتاء كالطاقيات والجوارب، كما حرص القائمون على الحملة أن يكون اللباس موجها لكلا الجنسين ومن مختلف الأعمار، وهو ما أدخل البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال ومن تبقى من ذويهم الذين تحترق قلوبهم وهم يشاهدون فلذات أكبادهم دون أكل ولباس.
كلمات شكر وعرفان من قلب القطاع
بكلمات عفوية وجميلة وعيون سعيدة عبّر الأطفال المستفيدون من الألبسة المقدمة من جريدة “الموعد اليومي” بالشراكة مع جمعية “البركة” الجزائرية عن فرحتهم بكل ما قُدم لهم من ألبسة تتناسب مع احتياجاتهم، فرغم وحشية الحرب وصعوبة الحياة وظروف النزوح الإجباري التي يكابدها الصغار والتي جعلت منهم كبارا في تفكيرهم ووعيهم بما يدور حولهم، إلا أن في داخلهم يوجد أمل وبريق كان بارزا من تعابيرهم عند تلقيهم المساعدات، هذا الأمل الذي لم تستطع وحشية المحتل بدباباته وقنابله إطفاءه.
من جهتهن، وجهت المستفيدات كلمات شكر وأبلغ تعابير العرفان بعد استفادة أبنائهن من الألبسة الشتوية التي منحت أجسامهم الضعيفة الدفء الذي حُرموا منه طويلا لكل من قدم وساهم في إيصال المساعدات إليهم.
طرود غذائية بمواد أساسية ضرورية
وفي نفس السياق، قدمت جريدة “الموعد اليومي” بالشراكة مع جمعية “البركة” الجزائرية، طرودا غذائية تحتوي على مختلف المواد الأساسية لعائلات نازحة من غزة، وهذا ضمن نشاطات الجمعية الخيرية في قطاع غزة عبر حملة “الوعد المفعول”، لدعم أهلنا في فلسطين، ولأن الجمعية تساعد الناشطين في المجال الخيري والمتطوعين، لنقل مساعداتهم نحو قطاع غزة وتوزيع على مستحقيها، فقد تكفلت في اليوم الـ 138 للحرب على غزة، وبالشراكة مع جريدة “الموعد اليومي”، بتوزيع 1000 طرد غذائي على الأسر النازحة في مدرسة “دار الأرقم”.
واستقبلت العائلات النازحة الطرود الغذائية بفرح كبير متقدمين ببالغ شكرهم لجريدة “الموعد اليومي” وجمعية “البركة” الجزائرية، التي ساندتهم في محنتهم ووقفت عونا لهم داخل قطاع غزة.
السيدة جميلة طالبي مديرة نشر جريدة “الموعد اليومي”:
“عذرا يتامى الجزائر، أطفال غزة أولى”
وجهت السيدة طالبي في حديثها اعتذارها للأطفال اليتامى الذين تعودوا على استلام ملابس العيد من جريدة “الموعد اليومي”، وقالت إن ظروف الحرب الهمجية والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة جعلت أطفال غزة أصحاب الأولوية في الحصول على المساعدات، كما أنه لا يمكن ونحن نعيش هذه الحرب وما نراه يوميا من مشاهد القتل والدمار أن نقوم بتنظيم الاحتفائية التي تعودنا على إحيائها في أواخر شهر رمضان من كل سنة.
أما فيما يخص المساعدة التي قدمتها جريدة “الموعد اليومي”، فقالت السيدة طالبي إنها ومنذ بداية الحرب ومشاهدتها لصور وفيديوهات تظهر مدى معاناة سكان غزة عموما وأطفالها على وجه الخصوص، قررت أن تقدم مساعدتها لأهلنا في غزة، إلا أن طريقة وسبيل وصول المساعدة هو ما كان يشغل بالها، حتى تعرفت على جمعية “البركة” الجزائرية، وهي جمعية ذات صيت طيب ومعروف عنها عملها الخيري في غزة، فتواصلت، تضيف السيدة طالبي- مع رئيسها السيد أحمد ابراهيمي وتكفلت الجمعية بإيصال المساعدات إلى غزة، وهو العمل الذي قام به المتطوعون في الجمعية على أكمل وجه، ووجهت السيدة طالبي شكرها لجمعية “البركة” الجزائرية على شراكتها ومساهمتها في إيصال المساعدات إلى أهلنا في غزة.
السيد أحمد ابراهيمي رئيس جمعية “البركة”:
“تمكنا من إيصال المساعدات وإدخال الفرحة لقلوب 4000 طفل”
قال السيد أحمد ابراهيمي رئيس جمعية “البركة”، إن جمعيته تمكنت من إيصال المساعدات التي قدمتها جريدة “الموعد اليومي” إلى المستفيدين منها من العائلات والأطفال الذين أنهكتهم الحرب.
وأضاف المتحدث أن جمعية “البركة” الجزائرية تعهدت بنقل تبرعات الجزائريين أفرادا ومؤسسات إلى قطاع غزة، بحكم خبرتها في المجال، ولهذا فقد عكفت خلال اليوم الـ138 من معركة طوفان الأقصى، على نقل تبرعات جريدة “الموعد اليومي” لصالح العائلات بقطاع غزة.
وقال إبراهيمي في هذا الشأن، إنه وفي إطار الشراكة بين جمعية “البركة” وجريدة “الموعد اليومي”، فقد تم تقديم مساعدات للعائلات المنكوبة بقطاع غزة جراء قصف جيش الاحتلال الصهيوني، ونقلتها جمعية “البركة” الجزائرية إلى داخل القطاع عبر مكتبها في غزة، الذي ينشط به متطوعون فلسطينيون، بحيث تم تقديم طرود غذائية تحتوي على مواد غذائية أساسية تحتاجها العائلات لسد رمق الجوع.
من جهة أخرى، ولوقاية أهل قطاع غزة من برد الشتاء، تكفلت جمعية “البركة” وبالشراكة دائما مع جريدة “الموعد اليومي” بكسوة أزيد من 4000 طفل وطفلة بملابس مناسبة تقيهم من قساوة برد الشتاء.
وقال براهيمي في معرض حديثه إن الجمعية تلقت مساعدات مالية وعينية من مختلف شرائح المجتمع الجزائري، حتى من العائلات الفقيرة ومتوسطة الحال، والتي آثرت مساعدة إخوانها في قطاع غزة، لأنهم بأمس الحاجة إليها، كما سارعت مؤسسات إعلامية للتضامن مع فلسطين عن طريق جمعية “البركة”، منها جريدة “الموعد اليومي” التي أرسلت مساعدات غذائية وألبسة، في مبادرة ليست بالغريبة عن تقاليد المجتمع الجزائري المعروف بنصرته للقضية الفلسطينية.
كما قال براهيمي إن جمعية “البركة” الجزائرية، دفعت ثمن دعم ومساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعدما استهدف قصف للاحتلال مكتب الجمعية في غزة، ضمن العدوان المتواصل على قطاع غزة.
يُشار إلى أن جمعية “البركة” الجزائرية للعمل الإغاثي والإنساني، سارعت لمساعدة أهل غزة منذ الأيام الأولى لانطلاق معركة طوفان الأقصى، عبر إطلاق حملة “الوعد المفعول” لدعم أهلنا في فلسطين، رافعة شعارات مختلفة ومنها “مد يدك وضع بصمتك أبرئ ذمتك” و”بأياديكم.. حتى القلوب سترمم لتبتسم”.
حينما يستهدف المحتل الجوعى
مجزرة الطحين.. لقمة العيش مغمسة بالدماء
في واحدة من أنذل المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، قامت قواته بمجزرة مروعة، اختلط فيها الدم بالطحين، حيث فتحت دبابات وآليات إسرائيلية نيران رشاشتها باتجاه آلاف المواطنين من مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات قرب دوار النابلسي في شارع الرشيد، فخلفت حوالي 112 شهيداً ونحو 800 مصاب.
وتدخل هذه المجزرة المروعة في إطار الإبادة الجماعية لأهالي القطاع، حيث كان الاحتلال الاسرائيلي يعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات غذائية، فانتظر تجمعهم وقتلهم بدم بارد.
ومنذ بدء طوفان الأقصى، لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بالقنابل والصواريخ التي يلقيها على رؤوس الغزويين في الشوارع والمنازل، فقد انتهج ما تصفه منظمات محلية ودولية بـ “سلاح التجويع”، عبر فرض قيود مشددة على المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهو ما رسم ملامح قاتمة السواد، لمصير مئات الآلاف الذين حاصرتهم المجاعة، ويعصرهم الجوع وانعدام الإمدادات الغذائية في قطاع غزة، الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي.
هذا، وقد أجمع الكل على وصف مجزرة الرشيد بـ “الجريمة البشعة”، حتى الولايات المتحدة التي تظل تدافع عن إسرائيل لم تجد بدا من إدانة المجزرة التي أحدثت موجة غضب كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وروى أحد المصابين في المجزرة تفاصيل ما حصل، مؤكدا أن عشرات المدنيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات قبل وقوع القصف.
وقال إن المنظمات الإغاثية أخبرتهم أن موعد وصول الطحين سيكون في تمام الساعة الرابعة فجراً، مضيفاً: “بينما كنا منتظرين، مرت دبابة إسرائيلية، فقمنا بالتراجع للخلف، لينهمر علينا الرصاص”.
أما مواطن آخر فقد كذّب رواية المتحدث باسم حكومة الاحتلال، آفي هيمان، والتي أفادت بأن سبب سقوط عدد كبير من القتلى بين الفلسطينيين في دوار النابلسي هو تعرضهم للدهس من قبل سائقي شاحنات المساعدات، الذين اندفعوا بسياراتهم بين الحشود المتزايدة.
وأشار إلى تراجع طالبي المساعدات بشكل كامل نحو منطقة ميناء غزة، وعندها بدأت طائرة بالقصف عليهم، ما أدى إلى سقوط شهداء بالجملة.
إحدى العائلات التي شهدت الواقعة، أكدت أن جيش الاحتلال كان موجوداً قرب مكان وصول المساعدات، حيث كان يستهزئ بهم وينادي عليهم عبر مكبرات الصوت: “تقدموا يا جوعانين”.
وأكد “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” أن عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات، وأن العشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة الحصول على أكياس طحين، فيما استُهدف العشرات وهم يحملون أكياس الطحين أو معلبات لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع.
وقال ناجٍ آخر من المجزرة: “ذهبنا لأخذ المساعدات واستلام الطحين عبر البحر، فأطلقوا النار تجاهنا حوالي الساعة 4:30 فجرا. وبمجرد وصول الشاحنات وتقدم الناس نحوها بدأ إطلاق النار من كل مكان، وصارت مجزرة، أنا حصلت على كيس طحين لأطعم أسرتي المكونة من 11 فرداً، ورفيقي قتل”.
كيف بدأت المجاعة في غزة؟
– بعد 48 ساعة من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قراره بمنع دخول “الغذاء والماء والوقود إلى القطاع”، ليشكل هذا القرار اللحظة الفعلية التي بدأ فيها الاحتلال فرض حصاره التجويعي على قطاع غزة.
– أغلقت إسرائيل جميع المعابر مع قطاع غزة الذي كان يدخله يوميا 600 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم، وظلت المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى مطار العريش المصري محتجزة لـ 15 يوما كاملة، قبل التوصل إلى اتفاق أمريكي مصري إسرائيلي لإدخالها بكميات لا تلبي 1٪ من احتياجات القطاع في الوضع الطبيعي.
– بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحه البري لشمال قطاع غزة في 31 أكتوبر 2023، بعد أيام من السماح بالدخول المقنّن للمساعدات، واقتصارها على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
= بدأ الاحتلال بفصل محافظات غزة وشمال غزة عن المحافظة الوسطى عبر قطع شارع صلاح الدين، والتقدم باتجاه شارع الرشيد الساحلي غربا لإطباق الحصار على مدينة غزة ومدن شمال القطاع، التي واجهت تقدما بريا مماثلا.
– سارعت المنظمات الدولية للانسحاب من شمال قطاع غزة، وتركت أكثر من مليون مواطن تحت سطوة آلة الحرب الإسرائيلية.
– بدأت المواد الغذائية بالنفاذ التدريجي مع محاصرة الشمال من أركانه الأربعة، واستمرار منع دخول أي نوع من المساعدات إليه، والتدمير الممنهج للأحياء السكنية والأسواق والمتاجر والمخابز، وواجه المواطنون صعوبات جمّة في تعويض ما ينقص من إمدادات.
– في الأسابيع الأولى، استنفد شمال القطاع مخزون بيوته
ومحاله التجارية من المواد الغذائية، ولجأ المواطنون إلى البحث في البيوت المدمرة أو الخالية من السكان عن المعلبات أو المجمدات، ويروي بعض السكان كيف أنهم اضطروا إلى خلع أبواب المحال التجارية التي هجرها أصحابها بحثا عما يسدّ جوعهم وأفراد أسرهم، بعد نفاذ مخزون الطعام لديهم.
-بدأت ملامح المجاعة تظهر على من تبقى من سكان شمال القطاع مع الإصرار الإسرائيلي على منع دخول أي مساعدات غذائية، في ظل موجات من القصف الجوي العنيف، ومواجهات برية شرسة مع المقاومة.
– في جنوب قطاع غزة، والمنطقة الوسطى، ظلت الأمور المعيشية أفضل نسبيا من الشمال، مع دخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات، لكن توافد مئات آلاف النازحين من شمال القطاع، شكل ضغطا على مخزون هذه المناطق من المواد الغذائية، ورفع الحاجة إلى كميات أكبر من المساعدات الإنسانية التي ظلت على حالها.
– مطلع ديسمبر الماضي، أطلق الاحتلال عمليته البرية لاجتياح مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما تسبب بتهجير مئات الآلاف من سكانها نحو مدينة رفح بالدرجة الأولى، ومناطق المخيمات الوسطى بأعداد أقل، وتحول قطاع غزة إلى 3 كتل سكانية؛ هي: رفح والوسطى والشمال.
– بعد مرور 3 أشهر كاملة على العدوان، استمر فصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، ومع وصول المعارك إلى قلب مدينة خان يونس، استمر اتصال رفح بالمنطقة الوسطى عبر الطريق الساحلي، الذي كان عُرضة للغارات والقصف برا وبحرا وجوا.
ولا يزال شمال قطاع غزة تحت الحصار المطبق، يقطنه وفق التقديرات المتباينة قرابة 700 ألف مواطن، حُرموا تماما من أي دعم غذائي أو وصول للمساعدات الإنسانية، التي قُطعت تماما وفق بيان برنامج الغذاء العالمي كما أسلفنا.
أما في جنوب قطاع غزة، يستمر دخول شاحنات المساعدات الإنسانية بشكل متقطع، مما يسهم في توفير المعلبات والدقيق بكميات لا تلبي احتياج أكثر من مليون مواطن يقطنون رفح والمحافظة الوسطى.