مدينة من كوكب آخر

بريزينة.. سحر الجنوب وفتنة الطبيعة

بريزينة.. سحر الجنوب وفتنة الطبيعة

بريزينة.. منطقة ساحرة تصنع مناظرها الخلابة واحات النخيل التي يفوق عدد نخيلها أكثر من 32 ألف شجيرة، وبالقرب منها توجد المغارات والكثبان الرملية، ما جعل بريزينة تستقطب الكثير من الوكالات السياحية.

بريزينة، مدينة وبلدية تابعة إقليمياً إلى دائرة بريزينة، بولاية البيض الجزائرية، وتبعد عن مقر الولاية بحوالي 85 كم، وعن الجزائر العاصمة بـ 710 كلم.

أما عن أصل التسمية، فهناك مقولتان:

الأولى: يقال بأن امرأة كانت تعيش في هذه المنطقة تسمى زينة وكان لها بئر وكان يستعمله جميع الناس وخاصة الرحل والمسافرون وكانوا يسمون البئر بـ (بئر زينة)، ومع مرور الزمن تحولت هذه الكلمة إلى بريزينة.

الثانية: كان يطلق على هذه المنطقة “البر الزين” (المنطقة الجميلة) وبمرور الزمن تحولت هذه الكلمة إلى كلمة بريزينة.

جبال القور

الزائر لهذه المنطقة، يستحضر مشاهد بعض أفلام الغرب الأمريكي وخاصة “منطقة أريزونا”، منطقة “القور” ببريزينة من بين المعالم الأكثر استقطابا للسواح في ولاية البيض، لا سيما السينمائيين العالميين وتبعد هذه المنطقة الرائعة عن الجزائر العاصمة بـ710 كلم، بقيت هذه المنطقة عذراء وتتميز بمزيج من الجبال الرملية والرمال الصحراوية، بكونها منطقة ساحرة في قمة الروعة. تحولت منطقة “القور” ببلدية بريزينة، جنوب ولاية البيض، إلى قبلة للزوار من مختلف مناطق الوطن وحتى السواح الأجانب، نظرا لما تتميز به هذه المحطة السياحية، حيث تتربع هذه الأخيرة على كنوز نادرة من المعالم الأثرية والنقوش الحجرية والمغارات، الجبال، الكثبان الرملية والكهوف، إضافة إلى القصور مثل قصر “بنت الخص” الذي بُني في القرن الـ12 ميلادي حسب المعطيات التاريخية.

 

حصن “مباركة بنت الخص”

يعتبر حصن “مباركة بنت الخص” الحصن المعروف محليا باسم “قصر بنت الخص”، المعلم الأشهر في المنطقة، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وتعود تسميته إلى صاحبته مباركة بنت الخص، وهي أميرة هلالية من قبيلة بني عامر التي قدمت إلى الجزائر من شبه الجزيرة العربية، ويرجع نسبُها إلى عامر بن هلال بن صعصعة بن بكر بن هوزان. كما أن الحصن يقع بالقرب من عين العمارة، حيث يتوفر الماء الذي يعد شرطا أساسيا للاستقرار. وهو يطلُّ على وادي صقر، ويوجد فيه مخازن للسلاح والمؤن ودار مقر للإدارة، ومداخل تؤدّي إلى البساتين، ومقصورات عدة، وقلعة. وصاحبة القصر، أميرة هلالية، ويوجد بالقصر مخازن للسلاح والمؤن ودار مقر للإدارة، إلى جانب مداخل تؤدي إلى البساتين وعـدة مقصورات، وأيضا قلعة، يحيط به خندق للدفاع وبه واحة من النخيل ومنبع ماء ومقبرة قديمة، علما أن منطقة “الغور” تشهد يوميا زيارات منقطعة النظير من قبل العائلات من مناطق ولاية البيض، وحتى من الولايات المجاورة، وتشجيعا للسياحة المحلية ببريزينة تسعى الكثير من الجمعيات والديوان المحلي للسياحة إلى تنظيم الكثير من الأنشطة الثقافية والتراثية، أبرزها الطبوع الثقافية المستوحاة من التراث، وكذا تنظيم ألعاب الخيول والجمال، خصوصا تنظيم سباق المهاري بضواحي قرية سيدي الحاج الدين بهدف إبراز عادات وتقاليد المنطقة والتعريف بتاريخها والترويج للسياحة المحلية، وهي من أبرز الفعاليات التي تستهوي الزوار ببريزينة.

للإشارة، فإن المنطقة زارها خلال السنوات الأخيرة الكثير من الوكالات السياحية الوطنية والسينمائيين والممثلين العالميين بعد أن استفادت بريزينة من قرية سينمائية.

 

قصر بنت الخص

يبعد بحوالي 5 كم غرب بريزينة، بُنِيَ في القرن 12 ميلادي، في أعلاه قارة “بنت الخص” وهي أميرة هلالية، يوجد بالقصر مخازن للسلاح والمؤن ودار مقر للإدارة، مداخل تؤدي إلى البساتين، عـدة مقصورات، قلعة، يحيط به خندق للدفاع وبه واحة من النخيل ومنبع ماء ومقبرة قديمة.

قصــر بريــــزيــــنة

وهو قصر قديم لا يختلف من حيث تصميمه ومواد بنائه عن بقية قصور المنطقة، وهو الآخر مشيد على مرتفع يشرف على واحة النخيل وواد صقر، به المسجد الذي شيد منذ تسعة قـرون، أزقته ضيقة، أبوابه متراصة لا تتجاوز الطابق الواحد .

برج سيدي حمزة

بني البرج من قبل الخليفة سي حمزة سنة 1857م وجلب إليه البنائين من الأوروبيين والمغاربة، وكان يعرف قديما بقصر أولاد سيدي قدور، حسب الدراسة التي قام بها الباحث الفرنسي سنة 1886م وأعيد ترميمه سنة 1896م، وللعلم أن سيدي حمزة الذي ينسب إليه هذا القصر العتيق قتل مسموماً من قبل الاحتلال الفرنسي يوم 21/08/1861م ودفن جثمانه بمقبرة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة، وحينما ألقت عليه القبض السلطات الاستعمارية قال قولته الشهيرة :

“يا قصر بنيناك وعليناك – ومشينا وخليناك”

وسيدي حمزة هو الذي خلف زعماء ثورة أولاد سيدي الشيخ سي سليمان وأخيه أحمد ومحمد وقدور الذين خاضوا معركة ”عوينت بوبكر” سنة 1864م، وفي هذه المعركة قتل الضابط الفرنسي بويريط واستشهد زعيم المعركة سليمان بن حمزة في نفس المعركة، وهو القائل قولته المشهورة “أنا ولد أمه ولي قربني تخرج كبدته من فمه”.

ق. م