يوجه العديد من الأشخاص أصابع الاتهام إلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك، في المساهمة بانتشار الخيانة الزوجية والطلاق وفك الروابط الزوجية، خاصة وأن هذه المواقع ساهمت بشكل كبير في
توسيع مجال التعارف وربط العلاقات بين الأشخاص في الواقع والأصدقاء في عالمهم الافتراضي، حتى وصف البعض هذه التكنولوجيات بأنها أداة للخيانة الزوجية، وبالمقابل هناك من يجد هذا الأمر مبالغا فيه مع اعترافهم بواقعية الطرح.
كشفت مصادر قضائية أن عدد القضايا المتعلقة بالخيانة الزوجية التي عالجتها فروع المحاكم، مؤخرا، ارتفعت مقارنة بالسنوات الفارطة، كما أسرّت لنا ذات المصادر بأن معظم قضايا الخيانة الزوجية تتحول إلى قضايا طلاق بنسبة 60 بالمائة، وإذ تختلف أسباب الطلاق وتتعدد في مجتمعنا الذي ظل يوصف بالمحافظ إلى وقت ليس بالبعيد، ويرجع عدد من المحامين الذين تبادلنا الحديث معهم حول الموضوع أسباب الطلاق إلى عوامل متعددة، فبعضها ناتج عن غياب الراحة النفسية بين الأزواج وأخرى تعود إلى تفاقم المشاكل والعجز عن حلها، و أسباب أخرى كانت وراء تفكك الأسرة الجزائرية لفترة طويلة، لتُضاف إليها مؤخرا مضار ومساوئ تكنولوجيات العصر على الأسرة الجزائرية التي تسببت في تفككها، خاصة وأنها سهلت الخيانة وبسطتها وجعلت مما كان صعبا ومستحيلا، ممكنا بأبسط الوسائل، حتى أصبحت الزوجة تشك في زوجها وهو بالمقابل يشك في دخول زوجته في علاقة مشبوهة، خاصة بعدما بات الجميع قادرا على فتح حساب على “الفايسبوك”، وهي نار الشك التي أشعلتها المواقع الاجتماعية بين الأزواج، وهذا ما يحدث حسب الخبراء إذا ما توفرت أسباب أخرى كالبحث عن الكمال العاطفي خارج المحيط الأسري، لكسر “الملل” الذي دخل حياة البعض، أو الاهتمام لمن يفتقده.
ولا ينكر أهل الاختصاص تهديدات “الفايسبوك” على الأسرة الجزائرية الذي بات خطرا محدقا باستقرار الأسرة إذا أسيئ استعماله طبعا، حيث كشف مختص في القانون على أن واحدة من بين ثلاث حالات طلاق تعود إلى اكتشاف “الخيانة الزوجية”، خاصة بعدما باتت مذكرات الطلاق التي يتقدم بها الأزواج بسبب اكتشاف الخيانة الزوجية عن طريق هذا الموقع مألوفة في المحاكم الجزائرية، ولم تعد بالأمر الغريب، خاصة وأنها زادت من نسبة حالات الخيانة الزوجية.
“الفايسبوك” موضة الخيانة الزوجية
لم يخف محدثنا أنه من بين كل ثلاث حالات طلاق توجد واحدة تعود إلى اكتشاف “الخيانة الزوجية” أو وجود طرف ثالث يشاطر أحد الشريكين الحياة أو حتى الأحاديث، كوجود علاقة مع طرف آخر على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “الفايسبوك”، ولم يعد هذا داخلا في حالات معزولة بل تعداه إلى الظاهرة، حسب ذات المتحدث، حيث تم تسجيل العديد من القضايا على مستوى المحاكم تراوحت بين الطلاق والخلع، حسب الطرف الذي يكتشف خيانة شريكه، وفي بعض الحالات يقوم مختصون بكشف الحيثيات من الموقع ذاته.
أسماء مستعارة لكشف الخيانة
ويستغل البعض إمكانية فتح حساب فايسبوك باسم مستعار للتأكد من مدى وفاء الشريك وعدم دخوله في علاقات مشبوهة، وهو حال زوج حاول التأكد من الشك الذي ساوره بخصوص خيانة زوجته له، فقام بفتح حساب جديد له باسم مستعار، ومعلومات غير صحيحة. وأضاف زوجته إلى قائمة الأصدقاء، فحاول التقرب منها دون الكشف عن هويته لمعرفة مدى صواب شكوكه، والصدمة كانت عنيفة عليه بعدما وقعت الزوجة بعد فترة وجيزة في فخه، وتأكد من خلاله أنها قادرة على الخيانة، و أصبحت تبادله الحديث وحتى الغرام دون معرفة أنه زوجها، وفي بعض الحالات يقول المتحدث هناك بعض السذج الذين يجعلون من تعليق الشريك على الصور التي نشرتها إحداهن أو إضافته لصديقة بمثابة خيانة تستدعي الطلاق، كما يوجد نوع آخر من المشاكل يخلقها هذا الموقع، ركز عليها المتحدث، إذ يولي البعض أهمية كبرى لهذه المواقع، مما يجعله ينشغل بصفحته الخاصة أكثر من شريك حياته، ويقضي ساعات في التواصل عبرها، بالتالي يؤثر على نوعية الحياة مع الشريك وباقي أفراد الأسرة، ومع الوقت يتحول التواصل الاجتماعي إلى إدمان يهدد الكثير من البيوت بالدمار، خاصة بعدما يدخل أحد الأطراف في أحاديث مشبوهة، وفور اكتشافها، يصفها الطرف الآخر بالخيانة الزوجية الصريحة، وهو ما يدخل في مسببات الطلاق الحديثة التي أحدثها الاستعمال والفهم الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي.