أصبحت المنتجات الكورية للعناية بالبشرة خيارا مفضلا لدى الكثير من الفتيات، اللواتي انفتحن على الثقافة الكورية من خلال المسلسلات التي صارت رائجة مؤخرا، والتي ساهمت بشكل كبير في انتشار المنتجات الكورية التي لم تكتسب شعبية عالمية إلا خلال السنوات الماضية فقط، رغم أن اهتمام الكوريين أنفسهم بهذه المنتجات يعود إلى آلاف السنين.
ركبت منصات التواصل الاجتماعي الموجة، فحاصرت النساء بوابل لا ينتهي من ترشيحات منتجات التجميل والعناية بالبشرة والشعر. وكل “مؤثرة” أو “الإنفلونسر” تحكي تجربتها مع المنتجات التي يقولون إنها غيّرت حياتهم للأبد، مستعرضين روتينا يوميا معقدا ومتعدد الخطوات للعناية بالبشرة في إطار العناية بالذات. ويبدو أن هذا السلوك بات يتمحور حول اقتناء المزيد من المنتجات العالمية ومنها الكورية، وهو سلوك تجاري محض يلعب على عقل المستهلك، فالفتاة عقلها أصلا مهيأ لما يقدمونه لها بعد أن اقتنعت بسحر البشرة الكورية وآمنت أنه يمكنها الحصول على تلك البشرة.
تساؤل حول مطابقتها للواقع
مشاهدة هذا الاهتمام الكبير والغزو الفكري يدفعنا للتساؤل حول مدى احتياجنا الفعلي لهذه المنتجات، وحول دورها الكبير في تشكيل مفاهيمنا عن العناية بالذات والشكل المثالي، خاصة وأن ما نشاهده سواء على شاشة التلفاز أو على مواقع التواصل يكون بعد عدة تعديلات تجعل الصورة أقرب للمثالية، فعادةً ما يظهر المؤثرون عبر العديد من مرشحات الصور (فلاتر) ببشرة صافية كالزجاج وعيون لامعة وشفاه وردية، مما يجعلنا نصدق فاعلية المستحضرات التي ينصحون بها، ويدفعنا للاعتقاد بأننا نحتاجها.
العناية بالبشرة جزء من ثقافتهم
استخدمت النساء الكوريات منذ القدم مكونات طبيعية مثل الأرز، وزيت الكاميليا، والشاي الأخضر، وعشب الجنسنغ في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، وجميعها مكونات تعرف في عصرنا هذا بخصائصها المغذية والمضادة للأكسدة، كما اتبعت النساء قديما طقوسا خاصة لتحسين البشرة والحفاظ على نضارتها، بما في ذلك استخدام الأقنعة المصنوعة من مكونات طبيعية، وحمامات الأعشاب، والتدليك ومع تطور العلم، تقدمت كوريا بشكل أكبر في هذا المجال إلى أن أصبحت منتجاتها واحدة من أكثر المنتجات المفضلة لدى النساء حول العالم.
“التيك توك” يُكمل ما بدأته المسلسلات
بعد إدخال المسلسلات الثقافة الكورية والتي عرّفت الناس بجمال البشرة الكورية وسحرها، أكمل “التيك توك” ما بدأته، فبدأ في الترويج لها فأصبحت هذه المنتجات من بين الأكثر شهرة وترويجًا على منصة “تيك توك”.
وهو ما لمسناه من خلال لقائنا بمجموعة فتيات قصدن محل بيع مواد التجميل ويعرض مواد العناية بالبشرة الكورية، واللواتي أكدن أن بداية التجربة كانت الصائفة الماضية مع واقي الشمس الكوري، وبعد النتيجة الرائعة قررن تجربة بعض المستحضرات.
المنتجات الكورية بعيون الخبراء
على عكس الكثير من منتجات العناية بالبشرة التي تركز على النتائج الفورية، مع تأثير أقل على المدى البعيد، تلعب المنتجات الكورية على وتر الأثر طويل الأمد وذلك بسبب تركيباتها التي تهدف لتغذية حاجز البشرة وترطيبه لإعطاء نتائج أكثر استدامة.
كما تعتمد على المكونات الطبيعية بشكل أساسي، وبالتالي توفر حلولاً جذرية للبشرة الحساسة، على عكس بعض المنتجات الأخرى التي تعتمد بشكل أكبر على العلاجات القاسية التي قد تسبب الالتهاب إذا تم استخدامها بشكل مفرط، كما قد تؤثر سلبا على حاجز البشرة على المدى الطويل.
هذا، وتعتبر بشكل عام أرخص ثمنا من المنتجات الأخرى التابعة للعلامات التجارية المرموقة، وبالتالي فهي في متناول الجميع. وبنفس الوقت تعطي نتائج فعالة تضاهي نتائج المستحضرات غالية الثمن.
محاذير ينبغي الانتباه إليها
قد تمنح المنتجات الكورية للعناية بالبشرة نتائج رائعة، لكن مع ذلك، يجب على الفتاة عدم الوثوق بنقطة الشراء وبأن منتجاتها منتجة بالفعل من الشركات الأم في كوريا.
ق. م