بسبب التقشف والغلاء الفاحش للأسعار… الاحتفال بالسنة الجديدة بين المبالغة والإحجام

بسبب التقشف والغلاء الفاحش للأسعار… الاحتفال بالسنة الجديدة بين المبالغة والإحجام

تزامنا مع حلول السنة الميلادية الجديدة، يشرع الكثير من الجزائريين في القيام بمختلف التحضيرات لاستقبال السنة الجديدة في أحسن الظروف، فبين من لا يعني له الاحتفال شيئا، هناك من يجد لذة في قضاء يوم

رأس السنة مع أسرته وفي أجواء عائلية، هناك من يفضل إفراغ شحنته مع الأصدقاء في الحفلات التي تبرمج خصيصا لهذا الموعد.

ويجد المتنقل عبر شوارع العاصمة، طاولات مصطفة توحي بأجواء احتفائية خاصة، حيث تشهد الأسواق الشعبية من ساحة الشهداء إلى السوق المتواجد بأعالي الأبيار، إقبالا كبيرا من الزبائن على شراء بعض لوازم الاحتفال، الأمر الذي شجع الباعة على اكتساح طول الأرصفة، فمن أنواع الشكولاطة إلى المكسرات والتراز بأسعار مرتفعة، نوعا ما، مقارنة بالسنة الماضية، فالفول السوداني “الكاوكاو” بـ 30 دج لـ 100غرام، فاللوز والجوز بـ 100 دج لـ 100 غرام، الشكولاطة من 100 دج إلى 600 دج فهذا مرتبط حسب الجودة، هذا ما علمناه من الباعة الذين يعتبرون هذه المناسبة فرصة للربح، حيث قال لنا أحدهم إنه يعمل في مثل هذه المناسبات ويحقق أرباحا خيالية:”زبائني متعودون علي نظرا لجودة السلعة التي أعرضها”، وعن سؤالنا حول طريقة احتفاله، أكد لنا لتفادي الوقوع في الحرام كالمسكرات والممنوعات، “أفضّل أن أقضيه مع رفاقي في الحي.

 

الكيك بدل “لابيش”

أما السيدة حورية  التي كانت بصدد شراء بعض المكسرات بسوق الأبيار، فقالت: “نحتفل برأس السنة الميلادية، فهو فعل رمزي اعتدنا عليه منذ سنوات، فنحن بحاجة إلى مناسبات كهذه تنسينا أفراحنا وهمومنا، فلا نقوم بهذا من باب الخروج عن الملة أو الانحراف إلى ديانات أخرى “أعوذ بالله” كما أحرص على عدم شراء “لابيش” لأنها رمز لجذع الشجرة التي علق عليها سيدنا عيسى -عليه السلام- وأستبدلها بتحضير كيك بالشوكولاطة.

 

احتفال برأس السنة من أجل الفال

اقتربنا من الحاجة “زهرة” التي كانت جالسة رفقة حفيدتها “آلاء” أمام محل بيع الدجاج حيث صرحت: “تعودنا على الاحتفال بعام جديد فيه يلتقي أبنائي وأزواجهم وأحفادي في بيتي، فأقوم بطهي بعض الأطباق المعروفة والمتعود عليها في هذه المناسبات كالرشتة بالدجاج المحمر والفواكه إضافة إلى مختلف أنواع المشروبات الغازية، دون الحديث عن سينية الشاي والقهوة والحلويات والمكسرات، فنحتفل برأس السنة الجديدة حتى نزين فالنا، أي استقبالها في أجواء سعيدة حتى نقضي عاما سعيدا أيضا”.

 

شباب مهووس بالتقليد.. أموال باهظة لقضاء ليلة واحدة

يوجد الكثير من الشباب من يرغب في الاحتفال بتلك الليلة كما يشاهدها على قنوات التلفزيون، حيث تعرف تلك الليلة تبذيرا لا مثيل له، هذا ما استنتجناه من الحديث الذي ربطنا بمدينة  صاحبة الـ 20 سنة حيث قالت: “في السنة الماضية  حجزت مع رفيقاتي في فندق فخم الذي كلفنا 10000 دج”، مضيفة بابتسامة عريضة “اللي عندو كل يوم عيدو “، فهيأت نفسي بشراء فستان بـ 15000دج كما أني سأذهب إلى الحلاقة لتسريحة شعري، فهذا الموعد فرصة للترويح عن النفس من خلال الرقص والغناء إلى غاية الساعات الأولى من الفجر دون تحكم”.

وهو نفسه ما قاله نزيم الذي اعتاد الاحتفال بهذه المناسبة مع أصدقائه في الفنادق التي تقدم برامج خاصة بالمناسبة.

فإذا كان مليونا سنتيم هو أجر الكثير من الموظفين البسطاء، ينتظرون نهاية الشهر بفارغ الصبر كي يتقاضوه، ليحاولوا في نفس الوقت أن يوفقوا في تسيير ميزانية تكفيهم طوال الشهر، بالمقابل قد لا يكون ذلك عند البعض إلا ثمن تذكرة في أحد الفنادق الفاخرة ليلة رأس السنة الجديدة.