بصمات تاريخية على اللوحات الطبيعية , الجلفة …بوابة الصحراء وهمزة وصل ربوع الجزائر

بصمات تاريخية على اللوحات الطبيعية , الجلفة …بوابة الصحراء وهمزة وصل ربوع الجزائر

هي بوابة الصحراء وهمزة الوصل بين شمال الجزائر وجنوبها، وبين شرقها وغربها ..تستقبل زائريها بمنتهى الجود والكرم وتحتضنهم بسحرها الرائع حيث يصير للأفق جمال ساحر يتنوع بين ما هو تاريخي وما هو طبيعي

…هي ولاية الجلفة ..حيث ضربت الشمس موعدا لها مع فضاءات الطبيعة وشهدت على تاريخ القدماء.

 

 

تزخر ولاية الجلفة بأماكن طبيعية  خلابة جعلتها بحق تستحق الزيارة والمشاهدة لتكون بذلك مركز جذب سياحي يحوي عدّة مواقع ساحرة تخلد في ذهن السائح طويلا، حيث تتمازج الجبال الصخرية بالطبيعة الغناء.

 

غابة “سن الباء” لراحة النفوس ومتعة الأبصار

تبعد “غابة سن الباء” عن مدينة الجلفة بخمس كيلومترات، والتي تقع قرب أهم جبال أولاد نايل “الأطلس الصحراوي”، وتعد غابة “سن الباء” موقعا سياحيا بامتياز ، حيث تجلب الكثير من السياح، الباحثين عن متعة أنظارهم وراحة نفوسهم، كما تعد مكانا للترفيه تقصده الكثير من العائلات الجلفاوية خلال عطل نهاية الأسبوع، واستحقت بذلك هذه الغابة التي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 19.800 هكتار خلال فترة من الزمن أن تكون قبلة العائلات ومقصدا هاما للزوار والمواطنين.

 

..وللراغبين في الاستحمام والتبرك أماكن استقبالهم

تزخر ولاية الجلفة بعديد الحمامات المعدنية ما أهلها لصدارة السياحة الحموية التي تزدهر خلال فصل الشتاء، حيث تقصد عديد العائلات من مختلف ولايات الوطن خلال موسم الشتاء ولاية الجلفة قصد التمتع بمياه حماماتها الطبيعية  سواء بغرض العلاج من الحالات المرضية أو للمتعة والترفيه نظرا لميزتها السياحية وثرائها الإيكولوجي وبعدها الترفيهي، إضافة إلى ما توفره من منافع صحية جمّة من حيث قدرة مياهها على علاج قاصديها من عدة أمراض، على نحو صارت معه هذه “السياحة الحموية” قبلة مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام..

 

حمام “الشارف”…مركز حموي ومقصد سياحي

بلدية الشارف.. هذه المنطقة الصغيرة والهادئة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، والحاملة بين طياتها عديد الأسرار والأساطير، باتت قبلة تستقطب كثيرا من العائلات من مختلف ولايات الوطن حتى أصبحت المفضلة لدى الكثير من الباحثين عن الراحة والمتعة بين حماماتها المعدنية ومناظرها الطبيعية الخلابة للتنزه والترويح عن النفس، ناهيك عن السياح الذين يقصدونها من كل صوب وحدب، بحكم أن “حمام الشارف” بحسب دراسات يتمتع بعدة خصوصيات فيزيائية وكيمائية وعلاجية تتمثل في حرارة الخروج 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40 لترا في الثانية، فضلا عن معالجته لأمراض الروماتيزم والأعصاب والجلد والغشاوة وكذا أمراض المفاصل، ويُستغل هذا المنبع تقليديا بينما تحاول الدوائر الرسمية أن تحسن عملية استغلاله وجعله أقرب إلى الحداثة.

 

“حمام الصالحين”… آفاق مستقبلية لسياحة واعدة

يعد “حمام الصالحين” قطبا سياحيا بامتياز، وهو مقوم أساسي للسياحة في المنطقة حيث يدعم الاقتصاد المحلي ولو بالشيء القليل كونه يكتسب أهمية من حيث تميز مياهه بخاصية ربما لا تتميز بها كامل الحمامات ألا وهي حرارة مياهه النابعة من جوف الأرض والتي تجعل من هذا المركب  المقصد السياحي الأكثر نجاعة والأكثر استقطابا للزوار واستثمارا للولاية في مجال السياحة التي تعتبر مصدرا لإنشاء الثروة وامتصاص البطالة نظرا لما تكتسبه من أهمية، فهي على غير الأقطاب السياحية الأخرى المياه الموسمية تتدفق على مدار السنة.

 

“سد الخريزة” سحر للعيون وملهم للقلوب

تظل المناظر الخلابة تأسرك وأنت على طريق الجهة الغربية لبلدية الشارف، ومنذ أن تشد الرحال متجها إلى منطقة “سد الخريزة”، الذي يعتبر أكبر سد بالولاية لما يتمتع به من مساحة كبيرة ومناظر خلابة، وهو ما جعل السياح يحجون إليه من أجل أخذ صور تذكارية خاصة مع وجود الطيور المهاجرة التي تمنح للصورة جمالا إضافيا، كما يقصده هواة الصيد لاصطياد أسماكه المتنوعة.

 

“شلال عمورة “لوحة فنية تسر الناظرين

في لوحة بانورامية وزخرفة فنية من إبداع الخالق تجد “شلال عمورة ” التابع لبلدية فيض البطمة، يمكن لك الاستمتاع بمناظر الطبيعة الفاتنة التي تزداد كلما زاد اقترابك من موقع الشلال الذي تتجلى فيه عظمة الخالق. ففي سريان واديه عبر السفوح والصخور الملساء لوحة طبيعية غاية في الجمال، مجرى سريان الماء يشكل شلالات مختلفة يصب بعضها في برك مائية مشكلة مسابح طبيعية بين الصخور والأشجار والطبيعة الخضراء، كما يشكل الطريق إلى “الشلال”- رغم صعوبة منعرجاته ومنحدراته مكانا آخر لالتقاط الصور التذكارية، حيث يلتقي هناك الزائرون من مختلف أنحاء الوطن وحتى من خارجه.

 

 

منطقة عمورة ..لوحات تستدعي التأمل في ملكوت الله

 

عمورة هي منطقة محاطة بها جبال وعرة المسالك، تتخللها بصمات عميقة للديناصورات، وتطل على منظر خلاب للصحراء والكهوف الرائعة والحدائق المبهرة والشلالات العذبة، وتمتزج فيها لوحات طبيعية تستدعي التأمل في ملكوت الله .

 

غابة النخيل بين “القاهرة” و”دمّد” 

تشتهر دائرة مسعد بحدائقها الخلابة ذات الثلاثة طوابق: نخيل، مشمش، تين ورمان وغيرها من الخضر والفواكه.  

وتقع غابة النخيل لمسعد بمحاذاة وادي مسعد المتواجد بين الوديان المغلقة بسلسلة الأطلس الصحراوي الذي يشكل حاجزا ويحتوي على سلسلة من الجبال ذات علو متوسط نوعا ما مما يجعل مدينة مسعد منطقة عبور إلى الحافة المتواجدة في الجنوب منها، وفي شرق مسعد توجد قرية “دمّد” التي تتميز أيضا بحدائقها الجميلة المثمرة وفي أعلى الرابية توجد آثار القرية الرومانية القديمة.

وبعد دمّد هناك قرية “القاهرة” حيث توجد زاوية كبيرة منها نتسلق ممر “إيفري”  الذي يعتبر بحق بوابة الصحراء وفيه نكتشف أول ضاية تحتضن هضبة صخرية تغمرها مياه الأمطار جارّة معها التربة الخصبة. ومع حلول كل صيف تنبت الأعشاب وتخضّر الضاية فجأة لتعطي للمكان منظرا جميلا ومتباينا.  

 

“زكار ” …المدينة البربرية الشاهدة على تاريخ المنطقة

زكار المدينة البربرية، تلتقي شوارعها عند مسجد بوسط القرية، تشهد بناياتها على مرور الأمير عبد القادر والجيوش الفرنسية، وعلى مقربة من البلدة توجد أول محطة أثرية لعصور ما قبل التاريخ اكتشفت في المنطقة، تحت أحد الملاجئ الطبيعية، تضم زكار تنوعا كبيرا من فن الرسم على الصخر يتنوع بين رسم فيل والجاموس العتيق والكركدن ورسومات أخرى للحيوانات المنقرضة.

وجنوب شرق بلدية زكار على بعد حوالي 02 كم نجد “دير الدقاورين” الموقع المكتشف سنة 1907 من طرف القاضي “ماون” وهو مصنف كتراث وطني منذ 1982 والمتكون من:

أ- مخبأ صخري يعرض لوحة فنية رائعة لمشهد صيد متحرك يبرز الحركة الآنية الواقعية للعلاقة الطردية الطبيعية بين نوعين من الحيوانات : الأسد والضبي، بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات : النعامة، الفيلة الأربعة، أروية، حيوان بقري…

ب- جدارية وحيد القرن بالمنظور الجانبي

ج- جدارية المرأة

 

عين الناقة…جداريات تاريخية تشهد على حياة الإنسان الأول

يقع الموقع جنوب شرق مقر الولاية على بعد 33 كم جنوب شرق بلدية المجبارة والمكتشف سنة 1965 من طرف السيد “لوتيلو” وهو مصنف كتراث وطني منذ عام 1979 المكون من 05 جداريات والتي تعرض زوجين للجاموس العتيق، العاشقين الخجولين، صيادا يحمل فأسا مرفقا بثلاثة كلاب، ثلاثة أشخاص برؤوس مستديرة، شخصا رافعا يده، حملا ذا القرص المستديرة …الخ.

وبالتقدم قليلا من “عين الناقة” نحو “بوسكين” ومن هناك عبر الممر الكبير نحو “صافية بورنان” نجد نقوشا لحيوانات متوحشة وأليفة في ذلك الزمن بحوالي 4000 سنة قبل الميلاد حيث كانت تعيش هنا عدّة أنواع من حيوانات إفريقيا شبه الصحراوية.

 

موقع حجرة سيدي بوبكر.. نظرة تاريخية من مواقع طبيعية

 

يقع الموقع جنوب غرب مقر الولاية على بعد 38 كم شمال غرب بلدية عين الابل والمعروف بتسمية المزار، اكتشف سنة 1956 من طرف الأب “دوفيلاري” والسيد “برافيل”، وهو مصنف كتراث وطني منذ العام 1982، عبارة عن جدارية صخرية كبيرة على شكل فطر مغطاة  بالنقوش الصخرية على واجهاتها الأربع: حمل ذو القرص المستديرة، شخص ذو رأس مستديرة يلبس سترة، فيل ، كبش جميل بكريات، أحصنة، كلاب، نعامة، نقوش لستين يدا، أشكال مستطيلة  وهناك أيضا آثار مجوفة لآيادي تبدو حديثة.