بعدما تراجع الإقبال عليها في مرحلة مضت… محلات “الشيفون” تعود إلى الواجهة

بعدما تراجع الإقبال عليها في مرحلة مضت… محلات “الشيفون” تعود إلى الواجهة

– يستقطب حتى الميسورين الباحثين عن الماركات

عرفت محلات الملابس الشتوية المستعملة أو ما يسمى بـ “الشيفون” إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وذلك منذ حلول فصل الشتاء، وهو ما شهدناه خلال خرجة قادتنا لبعض المحلات الخاصة ببيع هذه الملابس بالعاصمة التي تعرف حركية نشيطة غير مسبوقة من قبل الزوالية الذين يفضلونها بسبب أسعارها المنخفضة مقارنة بالملابس الجديدة.

انتعشت في الآونة الأخيرة محلات بيع الملابس الشتوية، التي عرفت إقبالا ملحوظا من طرف المواطنين الذين تهافتوا عليها، وتعرف الملابس الشتوية الجديدة ارتفاعا كبيرا في الأسعار، وهو ما أوضحه المواطنون الذين التقيناهم، لتقول زكية في هذا الصدد إنها التمست ارتفاعا محسوسا في الأسعار، ومن جهتهم، فقد وجد المواطنون ضالتهم في محلات الشيفون التي انتعشت هي الأخرى في الفترة الأخيرة، حيث باتت هذه الأخيرة محل إقبال من طرف المواطنين، وذلك للارتفاع المحسوس لأسعار الملابس الشتوية الجديدة بالمحلات، وهو ما أعرب عنه المواطنون، حيث يبحث الأغلبية عن الأسعار المتاحة والتي هي في متناول الجميع، إذ أن محلات الشيفون قد توفر الأسعار وكذا النوعية بماركات عالمية لا يمكن للمواطن الراغب فيها أن يقتنيها جديدة، إضافة إلى أنها توفر الماركات التي لا تتوفر عليها محلات الملابس الجديدة وهو ما دفع بالأغلبية للاتجاه إلى هكذا محلات واقتناء الملابس منها، لتطلعنا عقيلة في هذا الصدد أنها اقتنت مجموعة ملابس شتوية من نوعيات جيدة، لتضيف أنها اشترتها بأسعار مغرية، ويضيف توفيق في ذات السياق أنه اقتنى مجموعة ملابس شتوية من محلات الشيفون بأسعار مذهلة إضافة إلى أنها ماركات عالمية.

من جهتها، فإن السلطات منعت محلات استيراد الشيفون وبيعه، غير أن بعض المحلات لا تزال تسوق مثل هذه المنتجات للمواطنين.

 

تراجع عدد المحلات لا يعني تقلص الإقبال

عن هذا الموضوع، كان لـنا جولة بين عدد من المحلات والأسواق بالعاصمة، ولعل أول محطة كانت محل ببومعطي، فعلى مستوى واحد من أشهر تلك المحلات، هناك المختص في وقت سابق، في بيع الملابس الجاهزة، الذي أشار لنا إلى أن عودة هذه المحلات جاء نظرا للطلب المتزايد عليها من طرف المواطنين، وبعدما كان متخصصا في بيع الملابس الجاهزة الجديدة للأطفال، حوّل نشاطه إلى بيع “الشيفون”، بعدما عرض عليه أحد المستوردين الأمر، ووعده بمصدر لاستيراد تلك الملابس من الصين، ومنذ ذلك الحين وهو يمارس نشاطه في بيع مختلف أنواع الألبسة المستعملة.

من جهة أخرى، هناك عدد من المحلات منها التي نشط أصحابها فيها بشكل محترف، على حد تعبير خالد، تاجر بإحدى تلك المحلات، قال “لم تعد اليوم تلك المحلات تشهد الفوضى التي كانت عليها من قبل، حيث أصبحت كل سلعة تصنف حسب نوعها والمقاسات، وكل جهة تخصص للرجال أو النساء أو الأطفال، حقائب في رفوف وأحذية في رفوف أخرى، أما سابقا، فقد كانت عادة ترمى على نفس الطاولة وعلى الزبون اختيار ما يريد”، وأضاف أن ذلك التنظيم ساعد هذا النشاط في استقطاب العديد من الزبائن، وإعادة إحياء هذا النشاط الذي تراجع في السنوات القليلة الماضية.

 

سوق نشيط لكل ما هو من “الشيفون”

في سوق بومعطي مفهوم آخر عن عودة ذلك النشاط، بسبب تلك المساحة الواسعة المخصصة في السوق لبيع “الشيفون”، ولا يتمثل فقط في ملابس أو أحذية أو حقائب، حيث يمكن إيجاد كل شيء، وكأن الزمن هناك توقف قبل سنوات عديدة، فيمكن إيجاد كل قطع الملابس، وأجهزة إلكترونية مستعملة، وألعاب أطفال، أفرشة للبيت، وغير ذلك، وشكلت تلك الطاولات المبسوطة بشكل عشوائي في تلك المساحة المغطاة بقطع من الحديد والخشب، محطة نشاط هؤلاء الذين استقطبوا من خلال أصواتهم المتعالية، المارة الذين يغوصون في تلك الملابس، للبحث عن قطع لا زال البعض منها يحمل “رقعة السعر”، وأخرى تحمل علامات تجارية شهيرة.

 

تحذيرات متواصلة حول مخاطر هذه السلع

لا زالت تحذيرات المختصين من مخاطر تلك الملابس، الذين أوضحوا أنها تتسبب في أمراض جلدية، كما دعوا إلى غسلها جيدا قبل لبسها، ويجدر بالذكر أن هذه القاعدة لا تتعلق فقط بملابس “الشيفون”، ولابد أن تكون ردة الفعل الطبيعية عند اقتناء أية ملابس، حتى الجديدة منها، لاسيما المعروضة منها التي تكون عرضة للمس والأتربة والغبار، والتي يمكنها أن تسبب حساسية عند لبسها، نظرا لجراثيم وميكروبات عالقة، ولابد من غسل تلك الملابس مباشرة عند شرائها قبل استعمالها.

ق.م