بعد أسابيع من الدخول المدرسي.. أمهات يُفاجأن برفض أطفالهن الذهاب إلى المدرسة

بعد أسابيع من الدخول المدرسي.. أمهات يُفاجأن برفض أطفالهن الذهاب إلى المدرسة

تتفاجأ بعض الأمهات برفض أطفالهن الذهاب إلى المدرسة بشكل مفاجئ، وبعد مرور أسابيع على الدخول المدرسي، وهي مشكلة يعتبرها المختصون مشكلة عاطفية تستدعي الدعم والتدخل.

بعد مرور أزيد من شهر من انقضاء العطلة الصيفية، تتوقع الأم تأقلم ابنها مع الجو الدراسي، إلا أنه في بعض الحالات يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة بعد انقضاء الأسابيع الأولى من العام الدراسي.

 

مشكلة عاطفية قد لا تكون “عابرة”

بعد إدراك الأطفال أن العطلة قد انتهت فعليا وصار وقت الجد، يواجه البعض منهم مشكلة في الذهاب إلى المدرسة يوميا، وهو ما يُعرف لدى المختصين برفض المدرسة.

يعتبر المختصون عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى المدرسة مشكلة عاطفية وغير عابرة – وتتطلب التدخل والدعم المناسبين، لأن تركها دون معالجة قد يكون له تأثير طويل المدى على النمو العقلي والعاطفي للطفل.

 

أسباب رفض قد تجهلينها

يجب على الأم أن تعطي رفض طفلها الذهاب الى المدرسة الاهتمام اللازم، ولابد أن تسعى للتعرف على مشكلة سلوك ابنها من خلال بعض الملاحظات مثل توسل الطفل المتكرر لعدم الذهاب إلى المدرسة، والبكاء ونوبات الغضب، ورفض مغادرة الفراش، والشكوى من بعض أعراض جسمانية تتحسن فور إخباره بعدم الذهاب إلى المدرسة، بالإضافة إلى معاناته من القلق والتوتر، وهذا حسب ما ذكره موقع “توب كيدز”.

وبما أن الطفل لا يجيد التعبير عما يشعر به، لذا فالاستماع للطفل ومساعدته في الإفصاح عن مشكلاته والصبر على ذلك من أجل خلق مساحة كافية من ناحية الوقت وسعة الخاطر للتعبير عما يزعجه.

وحسب المختصين، فإن أبرز الأسباب الشائعة لرفض الطفل للمدرسة يمكن إيجازها فيما يلي:

الخوف من الانفصال عن الأسرة: يشعر الطفل في بعض الحالات بترك عالمه الآمن ليقضي ساعات بين كثير من الأطفال والكبار الغرباء، وفي هذه الحالة ينصح الخبراء الأم بضرورة إخبار الطفل عن موعد حضور الوالدين لاصطحابه في نهاية اليوم، بما يمنحه بعض الاطمئنان.

التأقلم مع الأصدقاء: في عمر أكبر قليلا يعاني بعض الأطفال من مشكلة تكوين الأصدقاء، ويجدون أنفسهم في عزلة عن أقرانهم، لذا من المهم تعزيز المهارات الاجتماعية للطفل، مثل النظر في عيني محدثه.

التنمر: إذا لاحظت قلقا لدى الطفل، مع انخفاض في مستوى تقدير الذات غير معهود وقلة عدد أصدقائه، فربما يكون ضحية للتنمر، وهنا قد يحتاج الأمر لتدخلك ومناقشة ما حدث مع إدارة المدرسة.

صعوبات التحصيل الدراسي ومشكلات الرؤية، لذا على الوالدين مراقبة تصرفات الطفل مثل حكة في العين أو الصداع أو ميل رأس الطفل للأمام أثناء القراءة، مع ضرورة إجراء اختبار النظر بصورة دورية للتأكد من سلامة الرؤية.

كثافة البرنامج وصعوبة التعلم قد تفقد المتعة

أصبحت المدرسة اليوم مرهقة للطفل أكثر مما مضى، إذ يفتقد متعة التعلم ويواجه بكم هائل من المعلومات، عليه استيعابها لتجاوز الامتحانات، ومع شعوره بضيق الوقت المتاح لاستيعابها إلى جانب كونها بعيدة عن الفائدة المباشرة على حياته، فإنه يشعر بالملل من عملية التعلم، وهنا يتنامى شعوره برفض المدرسة.

وفي هذا الشأن يكمن دور الأولياء في مساعدة أطفالهم في إيجاد علاقة بين دراسة واهتمامات أطفالهم، لتصبح دماغهم أكثر تقبلا لها، وقدرة على التركيز فيها، حيث تزيد قدرة الذاكرة على الاحتفاظ بالمعلومات حين ترتبط بالمعرفة السابقة.

كما يمكن الاطلاع على الكتاب المدرسي للتعرف على ما سيدرسه الطفل في الوحدة القادمة، وتناقشي معه هذه المواضيع وهكذا تكونين قد صنعت جسورا جيدة لربط اهتماماته بالعديد من الموضوعات.

 

هل التغيب هو الحل

يؤكد الخبراء أن التغيب عن المدرسة مهما كانت الفترة لا يحل المشكلة، بل ربما يفاقمها، ويجعل العودة إلى المدرسة أكثر صعوبة، لذا فإن دور الآباء هو التأكيد على أهمية الاستمرار في الذهاب إلى المدرسة وتفهم شعورهم وتقدير شجاعتهم في الذهاب إلى المدرسة في هذه الظروف، مع تقديم الوعود بالعمل على حل المشكلة.

أما إذا كانت المشكلة تستدعي التغيب، ينصح الخبراء بألا يتحول يوم الغياب إلى تجربة ممتعة، سيكون عليك تقليل الأنشطة وتقييد وقت الشاشة مع الاستمرار في أداء الواجبات المدرسية حتى لا يتأثر تحصيله الدراسي.

 

ق. م