رحبت عدة أوساط سياسية فلسطينية، بإدراج لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، لموقع أريحا القديمة تل السلطان، على قائمة التراث العالمي، معتبرة القرار، إثباتا إضافيا على عمق وقدم الوجود الفلسطيني الأصيل في أرضه، ومساهمة في تثبيت حق الفلسطيني بتاريخه العريق، خاصة في ظل ما يمارسه الاحتلال الصهيوني من عرقلة على الصعيد الدولي، وانتهاك وسرقة على المستوى المحلي.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يرحب بقرار “اليونيسكو”، أنه بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ الشعب الفلسطيني، موضحا أن دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه للبشرية جمعاء.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، قررت خلال الدورة الـ 45 لليونيسكو، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، تسجيل موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن قرار “اليونيسكو”، يؤكد القيمة العالمية الفريدة للموقع ولفلسطين بشكل عام، ويكشف عن الأصول التاريخية والجمالية والإثنولوجية والأنثروبولوجية للشعب الفلسطيني.
واعتبرت الخارجية القرار، اثباتا اضافيا على عمق وقدم الوجود الفلسطيني الأصيل في أرضه، واستمراره في البقاء عليها منذ أكثر من 10 آلاف عام، وصدق الرواية الفلسطينية، وشهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم، بالإضافة إلى أنه يمثل حقا لدولة فلسطين العضو في منظمة اليونيسكو في ممارسة سيادتها على أراضيها ومواقعها التراثية، استنادا للمادة السادسة لاتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للعام 1972.
كما أكدت على أهمية الحفاظ على مواقع التراث العالمي فيها من محاولات التخريب المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الاستعماري الصهيوني وأدواته المختلفة التي تحاول طمس هذا التراث وتدميره وتشويه وتزوير التاريخ والرواية، وطالبت دول المجتمع الدولي واليونيسكو بحماية فلسطين وشعبها.
أهمية القرار، نوهت به أيضا، وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، رولا معايعة، “باعتبار الموقع جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع، ذو القيمة الإنسانية الاستثنائية، وأهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم، وكمثال نموذجي ناجح لرحلة الاستقرار البشري منذ العصر النطوفي، وبداية تدجين النباتات والحيوانات ونشوء الزراعة ويستحق أن يكون أحد مواقع التراث العالمي”.
وأشارت معايعة بالمناسبة، إلى التعاون الكبير مع كافة الجهات ذات العلاقة لتحقيق هذا الإنجاز، خاصة وزارة الخارجية وبعثة فلسطين لدى اليونيسكو وأيضا بلدية أريحا والخبراء المحليين والدوليين، وكل من شارك بإعداد ملف الترشيح.
وشكرت الوزيرة الفلسطينية، جميع الشركاء الدوليين والمحليين الذين ساهموا للوصول لهذا الانجاز، خاصة صندوق التراث العالمي الذي مول إعداد الدراسات التحضيرية للملف ومكتب اليونيسكو في رام الله، واعتبرته ثمرة التعاون المشترك بين فلسطين والدول الصديقة والداعمة لهذا الانجاز.
من جانبه، أشاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، علي زيدان أبو زهري، بالقرار وبكافة الجهود الوطنية والعالمية التي بذلت في سبيل تسجيل “اليونيسكو” لمدينة أريحا القديمة/ تل السلطان، في قائمة التراث العالمي، والتي قال إنها “تساهم في تثبيت الحق الفلسطيني بتاريخه العريق والممتد لآلاف السنين لحماية الحقوق والمقدرات الحضارية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما يمارسه الاحتلال من عرقلة على الصعيد الدولي، وانتهاك وسرقة على المستوى المحلي.
ق\ث