بهدف التعريف بمخاطر الاختناق بأحادي أكسيد الكربون.. فعاليات المجتمع المدني تكثف مجهوداتها التحسيسية

تكثف مختلف فعاليات المجتمع المدني، منذ دخول الشتاء، حملاتها التحسيسية حول مخاطر الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدافئ ومسخنات المياه، من خلال تقديم نصائح وتوجيهات للمواطنين من كل الفئات وعبر كل الولايات، للوقاية من هذا القاتل الصامت الذي يحصد العديد من الأرواح كل سنة.

وتشمل هذه الحملات الأحياء والإقامات الجامعية والمدارس والمرافق العمومية والأسواق وكذا ما يعرف بعملية “الدق على الأبواب” للمعاينة والتحسيس بمخاطر الاختناق بالغاز.

وفي هذا السياق، أكد عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني المكلف بالحملات التحسيسية، سفيان عفان، أن “المجتمع المدني ضاعف مجهوداته التحسيسية نظرا لارتفاع ضحايا اختناقات أحادي أكسيد الكربون، باعتبار المرصد هيئة دستورية جامعة ومؤطرة للعمل الجمعوي”.

وأوضح أن المرصد قام بـ “تعبئة الجمعيات الوطنية والمحلية من أجل الانخراط في جهود الدولة للتحسيس بخطورة الاختناقات وتوعية المواطن، خاصة بضرورة صيانة أجهزة التدفئة، بالتنسيق مع مختلف الهيئات المختصة من جمعيات، أعوان الحماية المدنية وأعوان سونلغاز، وكذا مرافقة مصالح التجارة والصناعة للوقوف على آليات الرقابة والتقييس على المدافئ وأجهزة التسخين”.

من جهته، أكد رئيس منظمة حماية المستهلك، مصطفى زبدي، لـ “وأج”، أن منظمته “كثفت مجهوداتها من أجل الحد من ظاهرة الاختناقات المتتالية، من خلال تجنيد جميع المنخرطين وتكثيف الزيارات السكنية خاصة المكتظة، بالتنسيق مع سونلغاز وأعوان الحماية المدنية والكشافة الإسلامية ومديرية التجارة، بالإضافة إلى ممثلي جمعية المرصصين من أجل الوقوف على عمليات مراقبة أجهزة التدفئة ومعداتها، باعتبارها المتسبب الرئيسي في هذه الاختناقات”.

Aucune description de photo disponible.

وفي ذات الصدد، أكد المكلف بالحملات التحسيسية في نفس المنظمة، كمال غروق، قيامها بحملات للحد من الاختناقات بأحادي أكسيد الكربون على مدار السنة، مع تكثيف النشاط في فصل الشتاء وفي المناطق الباردة والمتضررة من هذه الاختناقات عبر كامل التراب الوطني، بالتنسيق مع الهيئات العمومية المختصة في المراقبة التقنية وكذا بمرافقة ممثلي شركة “نفطال” لاسيما في المناطق النائية.

وأكد على أهمية التكوين الجيد للمختصين في تركيب أجهزة التدفئة بالمنازل على مستوى مراكز التكوين المهني.

وبدوره أوضح رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك “حمايتك”، محمد عيساوي، أن منظمته “ضاعفت عمليات تحسيس المواطنين وأيضا تجار أجهزة التدفئة والتسخين، تزامنا مع ارتفاع حالات الاختناق، مع مراقبة ومعاينة المساكن بطريقة مجانية بمرافقة أعوان سونلغاز والحماية المدنية”.

واقترح في هذا السياق ارفاق قائمة توصيات للوقاية من الاختناق بالغاز مع كل فاتورة كهرباء لتذكير المستهلك بخطورة غاز أحادي أكسيد الكربون.

 

تنامي طلب المستهلكين على كاشفات أحادي أكسيد الكربون

وفي سياق ذي صلة، تشهد أجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون المنزلية إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين، خصوصا في هاته الفترة الشتوية، فيما يحرص التجار على إرفاقها بالمدافئ، في انتظار بداية تزويد المنازل بهذه الأجهزة مجانا من قبل مجمع سونلغاز، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.

وحسب الانطباعات التي استقتها “وأج” بسوق الجملة والتجزئة بالحميز (العاصمة)، أظهر التجار حرصهم على تحسيس المستهلكين بأهمية وجود كاشف أحادي أكسيد الكربون في المنزل، مع إرشادهم حول الطريقة الصحيحة لتركيبه وحول أهمية التهوية.

وأجمع التجار على تنامي الطلب في الأسابيع الأخيرة على الكواشف، ما أدى إلى تراجع المخزون في السوق الذي يعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الصين.

ولوحظ توفر علامة واحدة مصنعة محليا، سعرها في حدود 1300 دج، بينما تتراوح أسعار العلامات المستوردة بين 2650 دج و4000 دج، بمدة صلاحية من 3 و10 سنوات.

ورغم أن مصنعي المدافئ يرفقون تلقائيا الأجهزة الكاشفة بمنتجاتهم ويدخلون أسعارها في السعر الإجمالي للجهاز، وفقا لتعليمة وزارة التجارة وترقية الصادرات صادرة سنة 2020، إلا أنه لوحظ أن بعض التجار يضيفون ثمن الكاشف إلى الثمن الكلي للمدفأة، ما يدفع بعض المستهلكين إلى الاستغناء عن هذا الجهاز لتخفيض السعر.

ولدى التقرب من محلات الكهرباء العامة، أوضح التجار لـ “وأج” أنه يوجد عدة أنواع من الكاشفات، فمنها من يشتغل بالبطاريات وأخرى بالكهرباء، مع وجود كاشفات تتوفر على منبهات مرئية وصوتية وأخرى تعطي نسبة آنية لانتشار الغاز في المنزل وأخرى تعمل على الغاز الطبيعي والمحروق في الوقت نفسه.

وأظهرت نقاط بيع المؤسسة الوطنية لتحقيق وتسيير الصناعات المترابطة “سوناريك” التزاما كبيرا بتعليمة وزارة التجارة وترقية الصادرات، حيث تعرض المؤسسة الكاشف مجانا مع المدفأة، كما أنها الوحيدة في السوق التي تقدم الكاشف مع سخان الماء.

 

نحو إنتاج كاشف محلي لمونوكسيد الكربون

Peut être une image de 1 personne

وسعيا من سونلغاز لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، وضع المجمع “خارطة طريق استعجالية لتصنيع الكاشف محليا، حيث سيتم دراسة وتطوير الجهاز بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فيما ستتكفل وحدة من سونلغاز بعملية التصنيع”، حسب ما كشفه لـ “وأج” الناطق الرسمي باسم مجمع سونلغاز، خليل هدنة.

وتتراوح مدة صلاحية الكاشف المحلي بين 3 و4 سنوات، وفق المسؤول الذي أوضح أنه يجري حاليا إعداد دفتر شروط تمهيدا لطرح مناقصة دولية ووطنية من أجل تلبية تدريجية للحاجيات الوطنية على هذه الأجهزة والمقدرة بـ 22 مليون كاشف ذي جودة عالية يتم توزيعه مجانا.

وبهدف تحسين نوعية المدافئ، كشف السيد هدنة أن سونلغاز ستشرف على “افتتاح ثلاثة مخابر للمراقبة التقنية لمعدات المدافئ في العاصمة، وهران وسطيف كعملية استباقية عاجلة، ثم بشار ورقلة وعنابة، ليتم تعميمها في 58 ولاية لاحقا”.

وفي هذا الإطار، توصل مركز البحث العلمي والتقني في التحليل الفيزيائي والكيميائي ببوسماعيل إلى اختراع جهاز تسيير تسرب الغاز الطبيعي وأحادي أكسيد الكربون، حسب ما صرح به لـ “واج” المدير المساعد بالمركز، شبوط رضوان.

ويقوم الجهاز، حسب ذات المصدر، في المرحلة الأولى بقطع التيار الكهربائي في حال كان الأمر يتعلق بتسرب الغاز الطبيعي، ثم يقطع الغاز ويشغل مراوح التهوية لشفط الغاز إلى خارج المنزل.

وأوضح السيد شبوط أنه تم “تزويد الجهاز بخاصية إرسال إنذار صوتي لصاحب المنزل عن طريق مكالمة هاتفية لإعلامه بتسرب الغاز أو ارتفاع نسبة أحادي أكسيد الكربون، وخاصية بعث رسالة إلى الحماية المدنية، فيها رقم هاتف المعني وموقع المنزل بدقة ضمانا لسرعة التدخل”.

وعلى صعيد المتعاملين، أوضح رئيس المصلحة التقنية التجارية بالمديرية العامة لمؤسسة “سوناريك” العمومية، قدور سالم شريف، أن المؤسسة “تنتج مدافئ ذات جودة عالية، لكنها تواجه نقصا في الكواشف”، علما أن وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، كان قد وعد، خلال الأبواب الوطنية المفتوحة حول تصدير المنتوجات الكهرومنزلية والمعدات الإلكترونية (من 29 إلى 31 جانفي الماضي)، بمعالجة هذا النقص.

في نفس السياق، كشف نائب المدير العام بمجمع “كوندور” الذي يعد المصنع الوحيد لأجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون محليا، محمد صالح دعاس، عن توقيع اتفاقية مع مركز البحث في التكنولوجيا المتطورة ببابا حسن، الذي ابتكر مستشعرا سيمكن المجمع من رفع نسبة الإدماج في الكاشف الذي يصنعه إلى 100 بالمائة.

ق.م

 

 

الرابط